الأقباط متحدون - البابا في عظته الأسبوعية: الإنجيل عقل وفكر الكنيسة
  • ٠٢:٣٨
  • الخميس , ١٤ يونيو ٢٠١٨
English version

البابا في عظته الأسبوعية: الإنجيل عقل وفكر الكنيسة

٠٠: ١١ ص +02:00 EET

الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٨

البابا في عظته الأسبوعية
البابا في عظته الأسبوعية

كتبت – أماني موسى

ألقى البابا تواضروس الثاني، عظته الأسبوعية مساء أمس الأربعاء، من كنيسة السيدة العذراء مريم والأنبا بيشوي بالعباسية.

وقال في عظته، في الأسابيع الماضية تحدثنا عن الرسل "أعمدة الكنيسة " ثم "الرهبنة جوهرة الكنيسة " واليوم أريد أن أتكلم معكم في هذا المساء عن "الإنجيل عقل الكنيسة.

ونتأمل فى آية (عب 4: 12): لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ .

حينما نقول كلمة كنيسة قد يقصد بها المؤمنين شعب الكنيسة والمؤمنين بكل أجناسهم وأعمارهم صغار وكبار بكل تخصصاتهم دون تمييز وقد يقصد أيضًا الاكليروس أصحاب الدرجات الكنسية الأب الأسقف والأب الكاهن والشماس وكل واحد فى رتبته حسب خدمته وقد يقصد بالكنيسة المبنى الذي تقام فيه الصلوات. 

وعندما أقول الإنجيل عقل الكنيسة أي إنه الفكر الذي يشغل الكنيسة سواء مؤمنين وكل واحد له فكر ولكن الكنيسة منذ أن بدأت لها فكر وعقل الإنجيل وأحيانًا نقول بدل كلمة الإنجيل نقول الكتاب المقدس أو كلمة الله وكلها مترادفات تصب في نفس المعنى. 

ويمكن تتذكروا معي عندما سأل السيد المسيح التلاميذ وقال لهم الناس بتقول عليا انا مين ؟؟ وبعدما أجابوا قال لهم وأنتم بتقولوا عليا انا مين؟؟. 

ورد بولس الرسول باندفاع وقال له "أنت المسيح ابن الله الحي" والسيد المسيح قال له أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنى كنيستى وبطرس او بترا يعنى الصخرة ويقصد أن على صخرة الايمان ابنى كنيستى وهذا الإيمان نجده فى الكتاب المقدس والسؤال الذي يتردد كثيراً أيهما أسبق الإنجيل أم الكنيسة ؟؟. 

وعندما اعترف الإمبراطور قسطنطين بالمسيحية كديانة رسمية في الإمبراطورية الرومانية كان هناك اضطهاد للمسيحيين في شرق الأرض وغربها. 

وأريد أن تعرف أن أول كنيسة كانت بيت مارمرقس

وذلك قبل كتابة الإنجيل، ولذلك يمكن أن نقول الكنيسة سبقت الإنجيل وكدة ممكن نقول والانجيل ليس الورق او الكتاب ولكن معناها الأخبار السارة، وبالتالى معناها البشارة. 

ففي البداية كانت البشارة ولا الكنيسة وتكون الأجابة أن البشارة بخلاص ربنا يسوع المسيح على الصليب ، وهناك علاقة ما بين الانجيل والكنيسة مابين البشارة وكيان كل المؤمنين وهذه البشارة كتبت بالوحى وكل الكتاب موحى به من الله وقد قننت المجامع الكنسية القديمة الاسفارالمقدسة منذ البابا أثناسيوس الرسولى كان هناك اختلاف على بعض الأسفار عندما نطق البابا أثناسيوس أن هذه هي الأسفار القانونية المسلمة منذ البدء صارت هى قانون العهد الجديد في أسفاره السبع وعشرون سفر .

الأسفار كتبت بالوحي وقننت بالكنيسة وفسرت بأداء الكنيسة وحفظت بعقل الكنيسة وتم الكرازة بها بعمل الروح الروح القدس فى كل العالم فأصبح الكتاب هو العقل الذى ينتقل من جيل إلى جيل من خلال كرازة الآباء.

+ الانجيل هو عماد التعليم فى الكنيسة والاسرة والمجتمع 

بالإنجيل تعلم الكنيسة وتربى الاسرة والكتاب المقدس موحى به من الله وهو نافع للتعليم والتقويم والتوبيخ لكى يكون انسان الله كاملاً فى كل عمل صالح وعلى هذه الصورة وعلى هذا الأساس له خمس مميزات التي قرأناها في الآية " لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته".

"كلمة الله حية وتعطى حياة علشان كده الكنيسة عايشة عقلها وفكرها بالانجيل وفعالة بتشتغل لها دور وتأثير وفعاله فى الماضى والحاضر والمستقبل وكلمه مقدسة تحمل قوتها فيها وكل ما تقرأ أي كتاب تقرأ فكر الكاتب ولكن الكتاب المقدس أن تشتم انفاس الله والوحى الكتابى الذى كتبت به ،وفعالة تقتدر فى فعلها كثيرا " هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ. ( إشعياء 55 : 11(

وتصير لها فاعلية قوية وكل ما بتقرأ في الإنجيل بتقرأ كلمة تحمل قوتها فيها ويابخت اللى ياخد الكلام بكل ايمان ونفتكر بطرس الرسول بعد ليلة صيد فاشلة قال 

"لقد تعبنا طوال الليل ولم نصطاد شيء " طول الليل فى الميه والشبك ومفيش ولا سمكه ولم يجد رزق ولكن قال "على كلمتك نرمي الشبك" ، كلمة الله فعالة العمل والقدرة فى كل كلمة من الأنجيل .

وهذه الكلمة سيف ذو حدين تعمل فى المتكلم والسامع على طول تشتغل، يوحنا ذهبى الفم قال ما اتكلم به هو لى قبل ان يكون لكم ، وأمضى من كل سيف ذو حدين وخارقة إلى مفرق النفس.

الكلمة بتخترق كيان الانسان من عظام ومخيخ وعندما نصلي قداس اللقان بآيات وألحان من الإنجيل فكلمة الله الفعالة تخترق المياه وتصير لها القدرة لطرد عدو الخير وهى خارقة إلى مفرق النفس ووقف بولس الرسول وهو سجين الى الوالى الذى ارتعب من الكلمة اللى كان يتكلم بها بولس الرسول .

كل أب شاطر وكل أم شاطره فى كلامهم لاولادهم يستخدمون عبارات من الإنجيل هذه تخترق النفس تربية بالنعمة فى واحد يربي بالدلع وفى واحد يربى بالخوف وفى واحد يربى بالضرب ولكن الشخص الناجح هو من يربي بالإنجيل . 

كلمة الله مميزة يعنى تقدر تفرز فى عقل الانسان صح والغلط، مميزة فى أعمال القلب وكلمة الله الإنجيل لأنه هو العقل المميز والإنجيل هو عماد التعليم في الأسرة وفى الكنيسة لكل عضو وفي المجتمع الذى قائم على فكر الكتاب المقدس.

ولما تلاقى شخص قاسى القلب تعرف إنه هو بعيد عن الإنجيل وكلمة الله هى تجعل الانسان من داخله لين وحنون.

عايز افكرك مريم أم مارمرقس فى العهد الجديد ربت ابنها ازاى؟؟ لما عرفت عن يوكابد ابن موسى كيف غرست فى ابنها الإيمان كلنا عارفين قصة موسى، واتعلمت من حنه أم صموئيل الصلاة وعندما نذرت ابنها للرب ظلت لا تذهب للهيكل إلى أن فطمته، وأم مارمرقس اتعلمت من اللى سبقها واخذت تربيتها من العهد القديم وصار بيتها اول عليه وأول كنيسة فى العالم تحمل اسم المسيح.

وفى آية (2 تي 3: 14) وأما أنت فاثبت على ما تعلمت وأيقنت عارفا ممن تعلمت ، بولس الرسول قال لتيموثاوس كده الذى تربى من خلال هذه الكتب المقدسة.

الخلاصة أن هذه كلها تحكى الكتاب المقدس الذى هو عقل الكنيسة وامثلة على ذلك :

الكتاب المقدس الكنيسة بتفرده على أيام السنة وبه خمس مراحل أيام الأسبوع بدءًا من الاثنين للسبت وفيها الآحاد ، فترة الصوم الكبير، واسبوع الالام والخماسين المقدسة . وتقدمة من خلال القطمارس كأنه مفروض قدامنا من خلال أيام السنة أيام آحاد صوم كبير بصخة اسبوع الالام خماسين .

1-الايام : تقولنا هنقرأ مقاطع من الكتب المقدسة ونربطها بالسنكسار لكى نفرح بالقديسين أيام الأسبوع مرتبطة بقديسين السنكسار بحالات ونماذج وتذكارات ونختار قراءت ونربطها بالسنكسار وهدفهم جميعا الفرح بالقديسين لما ربنا سمح فى الأيام اللى فاتت بأستشهاد ابناء لنا ولكن كنا متعزيين واللى فى الخارج استغربوا ازاى متعزيين كده ؟علشان كده ربنا سمح بالتجربة واعطى التعزية ومن خلال الإنجيل الذي هو عقلها لتفرده على الأيام للفرح بالقديسين الذى تربى فى داخلنا هذا الفرح بالقديسين .

2-الآحاد :يوجد 52 أحد الآحاد كلها مخصصة وتتحدث عن رأس السيد المسيح والآحاد لازم نتكلم فيها عن إيماننا بالثالوث المقدس كأننا نفرح بعمل الروح القدس فى حياتنا الاب والابن والروح القدس وهذا هو الإيمان الذى يتكرر علينا كل أحد بحكمة الروح القدس لتشكل فكر الكنيسة اللى هو واحد منها يبقى طول ايام الاسبوع نفرح بالقديسين ويوم الأحد نفرح بالثالوث، و الآب المحب الابن المحب والروح القدس روح الفرح وكل هذا يعود بالفرح فرح الثالوث.

3- الصوم الكبير : نقرأ فى نبؤات العهد القديم ليشكل فكر الكنيسة والذى يقدم لنا فرح بالتوبة مثل الابن الضال والسامرية والمولود أعمى والمفلوج وهى قراءات التوبة وفرح للتوبة فكر الكنيسة .

4-أيام البصخة وأسبوع الآلام : ونفرح بالآلام المحيية المخلصة وبالمسيح الذي صلب من أجلنا رحلة فرح الألم وكما نقرأ في الجمعة الطويلة " أمانة اللص " وعمق الكنيسة رحلة فرح فى الألآم المحيية .

5- الخماسين المقدسة : رحلة فرح بالنصرة وقيامة المسيح ورحلة الفرح تصور تشكيل العقل عقل الكنيسة وأنها مؤسسة فرح افرح بالقديسين بالتوبة والآلام المحيية وفترة افرح بالنصرة المسيح القائم ويصير عقل الكنيسة .

لذلك هى رحلة فرح على الدوام وهذه الرؤية التي تجعلنا نرى عمق الإنجيل داخل الكنيسة واحنا بنقدر نعيش فيه ونتمتع به وحجر الأساس عندما نبني أى كنيسة هو الإنجيل وعلى المذبح البشارة والمنجلية ورتبه القاريء وعند قراءة الانجيل نقرأه بالشموع" قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع إنجيله المقدس" نعيش فى الكتاب والكتاب يعيش فينا فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح.

لذلك أيها الحبيب الانقطاع عن فكرك يعتبر خطية وخلي عقلك وحياتك وكنيستك والفاظك كلها مرتبطة بالإنجيل.

الكتاب في الكنيسة هو عقلها وفكرها وهو مصدر كل الليتورجيات كلها مأخوذة من الإنجيل وهو مصدر كل التسابيح والألحان ومصدر الصلوات وهي كلها من الإنجيل

وعندما تصلى بالأجبية بتعيش فى فكر الإنجيل لما بتحضر القداديس وتشارك فى التسابيح ، ويصير الإنجيل أساس الكنيسة وفكر الكنيسة وعقل الكنيسة " لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ».

يعطينا الله ان يكون هذا الفكر الكتابى هو الأساس الذى نحيا به ، لالهنا كل المجد من الآن وإلى الأبد آمين .