الأقباط متحدون - مصطفى.. فكرة مجنونة فى حضن عقل!
  • ٠٦:١٠
  • السبت , ١٦ يونيو ٢٠١٨
English version

مصطفى.. فكرة مجنونة فى حضن عقل!

مقالات مختارة | مفيد فوزي

٣٦: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ١٦ يونيو ٢٠١٨

مفيد فوزي
مفيد فوزي

■ مصطفى الفقى
يحمل اسمه «المختار» فقد اصطفاه المجتمع مرجعية فى الفكر وهو الدبلوماسى النابه، ويجلس على مقعد رئيس مكتبة الإسكندرية، وأعطاها الحيوية والنضارة والتفاعل. وجوه ثقافته المتعددة ترشحه للمناصب، هو الذى يعطى المنصب وجاهته وأبهته وليس العكس. اسمه فى ندوه أو حوار أو مناقشة قضية يعطى وزناً أدبياً، إنه القيمة المضافة وتزهو المكتبة العربية بمؤلفاته. إنه الضيف التليفزيونى الذى يمنح محاوره المعلومة والرؤية. إنه صديقى الذى أعتز به وأشعر أنه مراية صادقة والمجاملة عنده لتبدو الحياة أقل تعاسة؟

■ مصطفى سويف
أستاذ علم الجمال والذهن الراقى، وقد عرفته واقتربت منه وتعلمت منه الكثير، هو الذى علمنى أن صاحب أى موهبة يظل حبيساً حتى يعترف به المجتمع.. فينطلق، علمنى أن الرقى هو الثقافة، لأنها السلوك، هو الذى علمنى أن أجهزة الإعلام وراء الضحالة فى العقول، هو الذى نادى بعودة الكتاب لأيدى الشباب، يوم حضرت تكريمه قبل رحيله فى مدرج بكلية الآداب قال «ليت العمر يطول بى، فعندى مشروع يقضى على الأمية التعليمية وهى أخطر من الأمية التقليدية». مضى مصطفى سويف ومبعث حزنه «الركاكة» أسلوباً وخلقاً!

■ مصطفى درويش
فرصة للكتابة عن ناقد فنى من العيار الثقيل، ناقد فاهم وعلى مستوى، كان يقول لى إنه الناقد المخلص للنقد يساهم فى النهضة الفنية، لأنه يطرح أصول الإبداع عبر النقد السليم، كان مصطفى درويش مديراً للرقابة وأجاز أعمالاً كان غيره يتردد فى إجازتها. ويعتقد درويش أن النقد غير الموضوعى يفسد الإبداع، مشكلة مصطفى درويش هى المزاج المصرى غير المتناغم، وهو يسعى لرفع منسوب الوعى فيرتفع منسوب التذوق، كان يقول لى- عبر جلسات كنا نلتقى فيها عند الصديق لويس جريس- افتحوا النوافذ ليرى الناس فنا أفضل وتذوقاً أفضل. كان يقول الفن السيئ يسود بالإلحاح! مات ناقد يحمل أصول النقد، وكأنه أحد تلامذة محمد مندور أو لويس عوض.

■ مصطفى حسين
صاحب الريشة النفاذة والمعبرة، إنها تدعوك لتأمل خطوطه وتبهرك أفكاره. كان يتكامل مع كاتب التغريدات الأول أحمد رجب، وحاول كل منهما الاستقلال بنفسه، وتعذب «أصدقاء الطوقين» فى الصلح بينهما، وفشلت كل المحاولات حتى اقتربا مرة أخرى وقدما أجرأ الصرخات التى كانت تهز الحكومة، هو الذى جعلنى أضع رسام الكاريكاتير فى مرتبة الكاتب.

كان مصطفى حسين رساماً برأى، لأنه كان مثقفاً، وعندما كنا نلتقى كان يقول إن «حديث المدينة» هو نتاج محاور يرسم صوراً من المجتمع!

■ مصطفى أمين
صاحب مدرسة مؤثرة فى الصحافة وأستاذ جيل من الصحفيين. أسلوبه ساحر بسيط، جذل يجد طريقه للقلب والعقل، منحنى يوماً «جائزة مصطفى وعلى أمين» عن برنامج تليفزيونى بعنوان «رباعية لم تتم» عن صلاح جاهين، وتقديرى لدخوله السجن هو نتيجة غير منطقية للشراسة المهنية- إن صحت العبارة- بينه وبين هيكل، مع أن مصطفى وعلى أمين هما اللذان أعطيا هيكل الفرصة والتألق. يكفى أنه كان رئيس تحرير آخر ساعة وعمره 30 سنة، هو الذى نصحنى أن «أنجح بالتقسيط»! وعندما عدت إلى الكتابة بعد منعى 14 شهراً دعانى مصطفى بك للعشاء، وكانت المضيفة هى شادية، وعندما حدث خلاف بين مصطفى بك وموسى صبرى، ساهمت مع إيزيس هانم طنطاوى زوجة مصطفى بك فى عودة الوئام بين الصديقين.

■ مصطفى بكرى
دائماً أشعر أن مصطفى ومحمود بكرى يقفان معاً حين يواجه مصطفى أى مواجهات، هما يجتمعان فى العمل الصحفى «الأسبوع» وفى العمل التليفزيونى «حقائق وأسرار على صدى البلد» وعندما أهدانى مصطفى بكرى كتابه عن «المشير طنطاوى» عكفت على قراءته فى نفس الليلة فقد كانت علامات استفهام كثيرة تبحث عن إجابات موثقة حول موقف المشير منذ صار رئيس المجلس العسكرى، وأنا أعرف المشير طنطاوى منذ حاورته الحوار الأوحد على الشاشة المصرية. حين أتابع برنامج مصطفى بكرى «حقائق وأسرار» أكتشف أنه يملك معلومات كثيرة ولكنه لا يفصح عنها كلها، وهو كنائب برلمانى يقظ وأحياناً تقوده اليقظة الشديدة إلى سوء النية بالآخرين وربما يبرئهم القضاء.

■ مصطفى الضمرانى
صديقى الشاعر مصطفى الضمرانى «أبو عبير» هو الشاعر الوحيد الذى لحن له العملاقان عبدالوهاب والسنباطى. يرتبط الضمرانى بالأغنية الوطنية «ما تقولش إيه أدتنا مصر قول هاتدى إيه لمصر» و«المركبة عدت» للعندليب. ويرتبط بأعمال فنية عاشت «أقوى من الزمن» لشادية و«أرض الأديان» لفايزة أحمد.

وليس للضمرانى مداحون أو كورس فهو يتمتع بكبرياء ورصانة لا يذهب لفنان أو ملحن ولكن المغنى يبحث عنه. وهو كاتب له «رأى» فى الأهرام وكان مثله الأعلى موسى جميل عزيز وحسين السيد، مصطفى الضمرانى من جيل ثورة يوليو ملهمة ثورة يناير.

■ د. مصطفى محمود
عرفته فى مرحلة «الشلة»! كنا نصغى له: الرسام جمال كامل وأنا، وكنت أشعر أنه يبحث عن شىء لست أدرى ما هو، كنا «جمال كامل وأنا» نسأله عن الزهرة التى كانت نبتة، مجرد حبة فى الأرض فيصمت ويسرح، كنا نسأله عن الليل والنهار والجبال والوليد الذى جاء من نطفة فيصمت ويسرح وفى رحلته الطويلة الشاقة من «الشك إلى الإيمان» عاد إلى الرشد فكانت تأملاته فى العلم والإيمان، وفرحنا به عائدا إلى الإيمان وأبدع فى مخاطبة عقولنا.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع