سمية مساحة للعقل
مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر
٠٦:
٠٧
م +02:00 EET
الاثنين ١٨ يونيو ٢٠١٨
ظللت أتفرج علي حملة الشتيمة والسباب والسفالات والاتهامات وأنا أضحك أحياناً وأندهش أحياناً أخري ، فقد وصلت الاتهامات الي حد أني تخيلت نفسي أنتوني هوبكنز في صمت الحملان أو زكي رستم في الفتوة!، فتارة اتهامات تحرش وخيانة ورشاوي وتارة أخري الحاد وسكر وعربدة وسرقة وجاسوسية ، ومنتظر قريباً أن يأتوا لي بطفلين من زواج عرفي كما حدث في معبودة الجماهير ويكتشفوا أنني أمصمص عظام الأطفال علي العشاء وأشرب بعدها دماءهم الموضوعة في جماجم المراهقات 😂، وأندهش لأنني تصورت أن هناك مازالت مساحة للعقل في هذا الوطن تسمح بالحوار حول مناهج تفكير لا أشخاص ، فالمشكلة لم تكن الشناوي علي الاطلاق فلست ساذجاً الي هذا الحد الذي يشغلني فيه أحد بصفته الشخصية فقد أشدت به كلاعب ممتاز ماهر كان مهدر الحق في البوست السابق مباشرة ، المشكلة كانت في منهج التفكير الذي يحكم فكر شناويات كثيرة عندنا في هذا البلد ، منهج يقول أن فلان حر في رفض الجائزة وهو حر فعلاً ولكن هذا المنهج وهؤلاء المصفقين والمؤيدين لايسمحون لمسيحي أن يرفض مثلاً خطبة دينية اسلامية في مؤتمر علمي أو يرمم دورة مياه في كنيسة الا بعد الاستئذان أو يبني كنيسة أصلاً في قرية والا تم تهجيره قسرياً بعد جلسات عرفية يشرف عليها الحكماء المؤمنون ، هؤلاء الشناويون أحرار فعلاً في رفض شعار خمر علي جائزة ولكنهم هم أنفسهم يرفضون اقامة مسجد شيعي في قرية بل ويسحلون الشيخ حسن شحاته ويقتلونه بدم بارد هو وأتباعه لأنه شيعي ، هؤلاء الشناويون الهيمانون الملائكيون المتشدقون بالحرية التي هي من حقهم تماماً لايسمحون للبهائي أن يرفض هو الآخر أن يتحول الي مجرد شرطة بلا هوية في البطاقة الشخصية وبجبرونه علي ذلك بينما هم يتراقصون فرحاً برفض جائزة حتي لاتخدش سمعة الشعب المتدين بطبعه !!، أما المضحك فعلاً بل والذي يصل لحد مسرحيات الفارس البهلوانية هي تشدقهم بأن اللاعب فلان الألماني أو الفرنسي أو الأسباني كان حراً في رفض الجائزة الفلانية والاعتراض علي الشارة العلانية، طبعاً هؤلاء يستحقون الاعجاب لأنها ثقافة تسري في نخاعهم ليس فيها خيار وفاقوس وع الدواقة مثلنا ، هم سيعودون بعد هذه الاعتراضات الي أوطان تحترم الحريات ، والمواطنة بجد وحق وحقيقي ، حرية المرأة وحرية اللاديني وحرية المتحول جنسياً وحرية المسلم والبوذي وعبدة النار وشارب الخمر …الخ بشرط عدم الاضرار بالغير واحترام القانون ، ليست لديهم ازدواجية المصري المتدين بطبعه المصفقدلحرية رفض جائزة لأنها نجسة والذي في نفس الوقت يقدس شيوخاً تنادي بزواج الأطفال وتحارب زرع الأعضاء وتسجد شكراً لله علي هزائم الوطن وتعد النساء بالجحيم اذا أظهرت خصلات شعرها وتحلل سرقة الآثار وتحرم مصافحة المسيحيين وتهنئته وتشيد بشيوخ يصفونهم بالكفر ، من تتشدقون برفضهم من الأجانب نشأوا وتشربوا بثقافة الشعوب الواثقة من نفسها ، لكننا نحن نشأنا بثقافة الشعوب المهزومة المجروحة الشامتة التي تحس بالدونية ، الشناوي طبعاً حر في أن يرفض كما أن لاعباً آخر حر في أن يقبل ، ولكن هل أنت حر يامن صفقت لمنهج التفكير أن تعلن العكس علي الملأ أنك ضد حد شارب الخمر مثلاً وأن تنجو من حد الردة كما في المجتمعات التي عددت وأشدت بلاعبيها الأحرار ، تعلن هذا ويتقبلك الناس بمن فيهم المصفقون المشيدون !!، هذه هي الحرية التي صنعت التحضر هناك ، ليست حرية شرب الخمر أو الاعتقاد الديني أو أو مراهنات الكرة التي لو احترف الشناوي في الخارج سيقبض راتبه منها ..الخ ولكنها حماية واحترام حرية من يشرب ومن لايشرب من يراهن أو لايراهن من يتدين أو من يلحد …. بدون تدخل أو حشرية أو وصاية …وفي النهاية سؤال بسيط وساذج لماذا أسفل الشتائم وأقذرها وأكثرها تدنياً وهمجية وبلطجة غالباً ما تصدر عن صفحات أشخاص يدعون أنهم متدينون وصفحاتهم كلها أذكار وأدعية والcover page اما الكعبة أو رابعه أو نصوص دينية !!!!
سأظل أستفز عقولكم وأعزف علي قيثارتي ولن أقع في فخ الدفاع عنها ضد محاولات وحيل البعض وفخاخه وأطرق بمطرقة نيتشه علي أدمغة الكسالي وعبدة الفاشية والمألوف والسائد …سأستمر محترماً عقل ومنطق من يريد الوصول الي الحقيقة التي هي أهم من حبي ومجاملتي لأفلاطون أو قريب أو صديق ، وسأظل فخوراً باكتساب خصوم كثيرين خصومتهم شرف ، وأيضاً باكتساب أصدقاء قليلين صداقتهم وسام علي صدري ووشم فخر في حنايا القلب.
نقلا عن صفحة د. خالد منتصر