الأقباط متحدون - ماذا بعد .........رفع الأسعار !!!
  • ١٩:٥٥
  • الخميس , ٢١ يونيو ٢٠١٨
English version

ماذا بعد .........رفع الأسعار !!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٢١: ١١ ص +02:00 EET

الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
   نبيل المقدس           
 
  تعود الشعب المصري طيلة العهود التي سبقت عهد السيسي  ان لا يعطي اهتماما بزيادة الأسعار العالمية والمحلية لأنه يثق تماما أن هذه الحكومات سوف توهبه فرق الأسعار , عن طريق رفع الدعم او ربما يكون هناك زيادة في الأجور والمهايا هلي حساب الخدمات مثل الصحة والتعليم والمواصلات وغيرها الكثير . .. لم يسأل مواطن واحد نفسه من اين جاءت الحكومة بهذه الزيادات  ؟؟ .. ونحن نعلم يقينا ان الحالة الإقٌتصادية والمالية بدأت تنهار بعد حربي اليمن حيث تم التصرف في الرصيد الإحتياطي كله ومعه رصيد الذهب الذي يعتبر حائط الأمان لأي دولة كبيرة او صغيرة , وتم إخفاء هذا الخبر عن الشعب بغير قصد, لأن الشعب لا يهمه وصول رصيد الذهب إلي الصفر طالما ان الحكومة تلبي طلباته من أكل وشراب ومزاج " التدخين والشيشة " والأكثر مصيبة هو فتح باب التعينات في دولاب الحكومة بدون ظوابط . أما الحرب الثانية هي حرب 67 حيث زادت ديون مصر إلي الحد الذي يجعل كل منا لا يستطيع سد إحتياجاته بيسر .. لكن إتجهت الدولة إلي الإستدانة من الدول الأوربية والعربية " للأسف " ومن البنك الدولي المركزي لسد فوائد البنوك وتثبيت استمرارية الدعم علي الشعب .  أحاول اختصار السنوات بأحداثها لكي نصل إلي النقطة التي اريد أن أوضحها . 
 
      الحالة الإقتصادية كما هي .. مساكن للشباب منعدمة .. زيادة في البطالة.. العشوائيات زادت مساحتها في المحافظات .. الخدمات بجميع انواعها وصلت إلي مستوي رديء.. مما جعل السيسي في اول خطاب له بعد تبوؤه الحكم , أن الحال سيء جدا ولا علاج لمصر إلا اجراء عملية جراحية لها .. فوافق الشعب بحماس .. وبدأ الرئيس يعمل ولم يمر يومان من نهاية اول انجاز للشعب المصري من  حفر قناة موازية لقناة السويس .. وإذ بالمعارضة  تحولت إلي اهل شر يستمر في تنغيص نفوس الشعب بعد تنفيذ اي مشروع يعود علي البلد بالخير.  . 
 
    المطلوب تنمية .. صد الإرهابيين .. رفع مستوي الخدمات في جميع مجالاتها , وفي نفس الوقت لم تجد الحكومة اي مجهود من الشعب .. إلا هؤلاء الشباب الذي وصل عددهم حوالي 4 مليون عامل بالإضافة إلي 2 مليون عامل في الاعمال غير ثابتة او ما نسميها اعمال خدمية مثل عمال النقل وبعض المصانع التي يدخل انتاجها في المشاريع .. كل هذا تم في 4 سنوات فقط .... إذا لماذا وجب  رفع اسعار الوقود فجأة .. اولا خطوات زيادة الوقود معلن عنها منذ 4 سنوات تقريبا .. وجوب رفع الوقود هو واحد من مجموعة إجراءات يجب اتمامها لكي تقل هذه الجبال المهولة أولها أكوام الديون التي تتراكم سنة بعد كل سنة منذ الستينات والتي  إستحملها شباب الستينات حتي الأن بعد ما وصل عمره إلي ارزله .. والمشكلة الثانية الفرق الشاسع بين التصدير والإستيراد وخصوصا بعد سياسة الإنفتاح  .. وكان نتاج سياسة الإنفتاح وجود تكتلات قليلة إمتلكوا مصر .. وازادوا فيها الفساد بجميع انواعه وخصوصا ارشاوي والتي نعاني منها حتي الأن .. غير الأراضي التي تم الإستيلاء عليها بوضع اليد وفي غياب القانون كان كل امر شرير يصير بارا . 
 
     حتي الأن مصر لم تستطيع صناعة تامة وكاملة لمنتج معين ... فجاء الوقت وانا اعتبره هو الوقت والفرصة الأخيرة أن نتخلص من مشاكلنا ... لا نريد ان نمد ايادينا إلي الشرق والغرب لكي يعطونا قوتنا اليومي ... نحن نسينا أننا ابناء الفراعنة ... وبدأنا نعيش في العشوائيات حتي اصبح خروج سكانها صعب جدا ... لأنهم تعودوا علي عيشة الفقر المقنع والقفر الموسع . حان الأن وبعد ما قطعنا الثلث الأول من الإصلاح الإقتصادي علينا ان لا نتكاسل ونترك نغمة الشحاذة من الحكومة .. فقد اصبحت نغمة نشاذ المفروض لا نقبلها كشعب له تاريخ عميق من الحضارة . 
 
      نحن نريد الصبر ... والصبر ليس غريبا علينا ... ففي حرب الإستنفاذ صبرنا حوالي 7 سنوات .. كنا نعيش اغلبها في طوابير الجمعية . اما الأن علي الأقل فكل احتياجاتنا موجودة ولا نبحث عن سلعة ناقصة .... فالصبر هو الحل الوحيد بعد ما تم رفع اسعار الوقود , وخروجنا من كأس العالم 2018 . 
لكِ ِالسلامة يا مصر . 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع