الأقباط متحدون - بدءًا من الاثنين المقبل.. عرض مسرحية المسيح يصلب في فلسطين
  • ٠٢:٤٩
  • الخميس , ٢١ يونيو ٢٠١٨
English version

بدءًا من الاثنين المقبل.. عرض مسرحية "المسيح يصلب في فلسطين"

٢٣: ٠٩ م +02:00 EET

الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٨

المسيح يصلب في فلسطين
المسيح يصلب في فلسطين

يبدأ عرض هذه المسرحية  يوم الإثنين 2/7/2018 فى سمالوط            

تقديم

       بنيت هذه المسرحية أساسا على حادثة فريدة وقعت فى الفاتيكان حيث عقد المجمع المقدس دورته الثانية فى 28 أكتوبر 1965، وأصدر وثيقة التسامح الدينى بعنوان " إعلان عن علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالديانات الأخرى غير المسيحية " وعبر هذا الإعلان بقوة عن روح التسامح تجاه جميع الديانات بما فيها الهندوكية والبوذية ، لكن هذا الموقف تجاه اليهود وتأكيد الوثيقة بأن يهود العالم اليوم ليسوا مسئولين عن جريمة صلب المسيح، أثار عاصفة من الجدل والنقاش فى الصحافة المصرية والعربية .

      كما أن الكنيسة القبطية رفضت هذه الوثيقة على اعتبار أنها محاولة لتحريف النصوص المقدسة لخدمة أغراض اسرائيل التى تسعى لتوسيع احتلالها للأرض الفلسطينية .ووقفت الدولة المصرية بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر الى جانب الكنيسة فى رفضها للوثيقة واعتبرتها أداة سياسية لدعم اسرائيل فى صراعها مع الفلسطينين والعرب . ومن أجل هذا شكلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفدا من كبارالكهنة وبعض العلمانيين المختصين بالتاريخ والقانون وذهبوا لحضور المجمع بالفاتيكان وتقديم وجهة نظر الكنيسة المصرية ضد الوثيقة لكن دون جدوى، فقد صدرت الوثيقة وتم التوقيع عليها واعلانها دون اعتبار لموقف الرفض من جانب مصر والدول العربية .

       وقبل إنقضاء عامين على صدور الوثيقة وقع ما كنا نخشاه إذ قامت اسرائيل فى الخامس من يونية سنة 1967 بعدوانها الغادر، واحتلت أرض ثلاثة أقطار عربية فى مصر وسوريا والأردن. واستمر هذا الاحتلال حتى نصر اكتوبر1973، إذ اضطرت اسرائيل أن تنسحب من سيناء مقابل معاهدة السلام التى وقعتها مع مصر فى كامب ديفيد, لكنها مازالت تحتل الجولان فى سوريا والضفة الغربية حتى الآن،لأن سوريا والفلسطينيين رفضوا الدخول الى جانب السادات فى المفاوضات مع اسرائيل والاشتراك فى اتفاقيات السلام .

      وقد كتبت هذه المسرحية فى عام 1969 ونحن نتجرع مرارة الهزيمة وأثناء حرب الاستنزاف وعدوان اسرائيل المتكرر على المصانع والمدارس فى مصر . وكان من الطبيعى أن يتأثر جو المسرحية بمناخ العنف ونداءات الثأر والانتقام من العدو الاسرائيلى التى كانت تتردد على كل لسان . وهذا واضح وملموس فى الطبعة الأولى التى صدرت سنة 1978، حيث يدعو الكورس فى نهاية المسرحية الى مواجهة المحتل بكل قوة وضربه وطرده وتحرير الأرض  وهذا ماتحقق بحرب أكتوبر الظافرة التى حطمت خط بارليف وحطمت معه أسطورة الجيش الذى لا يقهر؛ فحررت سيناء وفتحت طريق السلام والتعمير .

        وفى ضوء هذه الأوضاع الجديدة أصبحت حماية السلام هى مسئولية الجميع، وأصبح واجب الكتاب والمبدين هو تدعيم أسس السلام القائم على العدل، ونبذ كل دعوات التطرف والتعصب والانتقام . وهذا ما تبشر به هذه المسرحية فى صورتها الجديدة .

     والمؤلف حين يعيد هذه المحاكمة الخيالية الى الأذهان ويعمل على تحقيق واقعة صلب المسيح وتحديد هوية المجرمين الحقيقيين ،  فإنه يسعى  لكى يفتح أفقا جديدا لرؤية القضية ومناقشتها مناقشة عقلانية فى ضوء نصوص الإنجيل المقدس وفى ضوء الأوضاع الحالية .

   لكن الصيغة الجديدة لاتتخلى عن شىء من ركائز النسخة الأولى فى الرؤية والمضمون الكلى . ولم يطرأ التغيير إلا على البناء المسرحى بدمج  الفصل الأول ضمن الفصل الثانى تحقيقا لمتطلبات الصياغة المسرحية .

      28 يولية 2009 .                      نسيم مجلى

     تعقيب :
     كتبت هذه المسرحية فى عام 1969 باسم " القضية " وتمت مراجعتها وإضافة مشهد ختامى بعد انتصار اكتوب المجيد. وقدمتها لهيئة المسرح سنة 1973، وتحمس لها المخرج الفنان سمير العصفورى وممثلو مسرح الطليعة الذى كان يديره  وطلب من هيئة المسرح أن توافق على انتاجها وعرضها على خشبة المسرح القومى،  وكتب تقريرا بتاريخ  10 اكتوبر1973، جاء فيه:             
 
     " إن هذه المسرحية تقدم فيضا من الكشف المستمر لبذور التأمر اليهودى ضد أنبياء الله، المسيح ومحمد كما تكشف عن جذور الإرهاب الصهيونى ومظاهره فى العدوان على شعوبنا العربية فى فلسطين والجولان وسيناء.                
    
     " إنها رؤية مسيحية ورؤية وطنية ورؤية قومية فى أن واحد تكشف أن إسرائيل هى المرض وهى السرطان الذى يجب علينا أن نحاربه ونقضى عليه."
     إلا أن المسرحية واجهت اعتراض من بعض أعضاء اللجنة المركزية بهيئة المسرح، والسبب كما كتب أحد الأعضاء أن المحور الأساسى فى المسرحية هو صلب المسيح، وهى مسألة ينكرها القرأن وقد تدفع بعض المتعصبين إإلى حرق المسرح.  

    وخروجا من هذا المأزق طلب منى الأستاذ سمير العصفورى ىأن أعرض الأمر على قداسة البابا شنودة ليسمح لنا بتقديم المسرحية فى إحدى القاعات التابعة للكنيسة فى أى مكان مناسب بالقاهرة على أن تتكفل هيئة المسرح بجميع النفقات اللازمة لإنتاج هذا العمل، بجهود فنانى مسرح الطليعة وبقيادة المخرج سمير العصفورى مدير المسرح.    

     وقدمت لقداسة البابا نص المسرحية للإطلاع عليه وقرأها وطلب رأى الأنبا غوريغورس فكتب تقريرا هو مفخرة للمسرحية وهو منشور فى الصفحات التالية.كما طلب البابا رأى الأنبا بيمن وكان الجميع متحمسين إلا هو إذ قال بالحرف الواحد "إن المسرحية يمكن أن توقع بيننا وبين الفاتيكان ونحن نسعى لعمل وحدة معهم ". فقلت له "ياسيدنا لو أننى أملك الذهاب لعملها فى الفاتيكان لما اعترض أحد منهم. "       
   
      لكن البابا شنودة أغلق الباب أمام هذه المسرحية وسد عليها الطريق وأضاع فرصة ذهبية لتقديم هذا العمل الذى يكشف بأسلوب فنى راق صراع المسيح مع مجتمع اليهود المتععصب بكل تقاليده الجامدة فى سبيل تجديد هذا المجتمع وتهيئته لرسالة الخلاص ،

      وكانت الرسالة موجهة أيضا للمجتمع المصرى المنجرف وقتها مع تيارات الفكر المتطرف والمنغلق لتقول للجميع إن التشدد والتطرف لاينتج سوى القتل والدمار. ولم يكن فى المسرحية خروجا أو إساءة لأحد حتى أن الرقابة لم تعترض عليها وكل ماطلبته هو أخذ راى الجهات الدينية الختصة أى رجال الكنيسة. وكان الأمل كبير فى تدعيم البابا لهاوإنصاف كاتب طليعى يحمل رسالة مقدسة ويجاهد من أظل الظهور فى مجتمع يضيق عليه وعلى أمثاله. فالمسرحية تؤكد حتمية الصلب على المستوى الاجتماعى والسياسى والدينى لاتمام النبوات .وأحداثها تجرى فى إطار محاكمة خيالية لمن صلبوا المسيح : من هم وماهى دوافعهم ؟

    وتنتهى على صوت قيافا وهو يقول : " كان المجتمع يتعرض للإنقسام والتمزق وكان لابد أن يموت واحد من أجل الجميع."