الأقباط متحدون - العشرون مليون والنواب والفنانون والعمل الجماعي
  • ٠٩:١٨
  • الجمعة , ٢٢ يونيو ٢٠١٨
English version

العشرون مليون والنواب والفنانون والعمل الجماعي

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٢: ٠٣ م +02:00 EET

الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٨

المنتخب المصري
المنتخب المصري

د. مينا ملاك عازر
التستر على الفساد عقوبة لا يعاقب عليها أحد في مصر، فقط التستر على مجرم هي الجريمة، لذا المستشار مرتضى منصور يعلن أنه يمسك على فلان وعلان سيديهات فينحني صاحب السيديه أمام المستشار وينفذ رغباته في مقابل عدم فضحه ومساءلته قانونياً، هذا ما فعله صاحب الهدف الأول في مونديال كأس العالم مجدي عبد الغني حين حرموه من السفر لروسيا على رأس البعثة أو نائب لرئيسها، قال لهم طيب نفضح أبو ريدة رئيس الاتحاد ونسأله عن العشرين مليون، فنخ رئيس الاتحاد وسفره وصلى الرجل في أرض الملعب الذي شهد الثلاث أهداف التي هزت مرمى المنتخب، وخرج المنتخب من كأس العالم بنتائج أسوء من تلك التي حققها سابقه في التسعين، لن أقول لخراب الذمم ولفساد المسؤولين عليه، لأن لو كان الأمر هكذا ما كانوا وصلوا أصلاً، فالفساد في كل شيء وسابق لتأهلهم، ولكن لأسباب عدة دعنا نستعرضها سوياً.

هزم المنتخب الذي يلعب لعبة جماعية لأنه اعتمد على لاعب واحد وكأن المسألة تحولت للعبة فردية من اللعبات الشهيدة التي يمكنها أن تأتي لنا بالمال والشهرة العالمية مثلما تفعل لعبات كالإسكواش والتنس والبنج بونج ورفع الأثقال والألعاب البارلومبية وغيرها، ونحن نهملها لأننا نحب الكرة وبرغم حبنا لها لا نبدع فيها لأننا ببساطة لا نبدع في أي عمل جماعي يحتاج لنفس طويل، فقط يمكننا أن نحشد جهودنا في الساعات الأخيرة لتحقيق نجاح سريع يغطي على إخفاقات طويلة بسبب عدم قدرتنا على التعاون، ولا على العمل الجاد لمدة متواصلة.

نحن نحتفل مبكراً وبثقة زائدة، دخلنا مبارايتنا بأننا سنتأهل سنتأهل حتى أننا وبعد ما رأينا مستوى منتخب روسيا وما فعله بالسعودية، أخذنا نغني بشوارع روسيا وأرسلنا الفنانين والنواب لكي نحتفل بالفوز قبل ما يحدث، فانهزمنا وخسرنا بالثلاثة، وهذا ما جرى بأم درمان في لقاءنا مع الجزائر فليس لوجه الفنانين علاقة بالنحس وغيره، ولكن الاحتفال قبل المباراة بالنصر يضيع منك النصر كله.

تخيل حضرتك لم يصل منتخبنا بكرة للثلاث خشبات المرمي الروسي اللهم إلا الكرة التي أودعها محمد صلاح من ضربة الجزاء ، وباقي الكرات حول القائمين والعارضة، كرة وحيدة على ما أذكر تصدى لها الحارس الروسي سددها مروان محسن المهاجم الناعم برأسه بين يدي الحارس دون جهد من الحارس تصدى لها وبدون جهد من مروان، لا ألوم على مروان هنا لكن ألوم على منظومة كاملة لم تفلح في إخراج مهاجم قادر على اقتناص الكرة وإيداعها المرمى، فلو تذكرون أن حتى هدفنا في التسعينات كان من ركلة جزاء في وجود أقوى مهاجمي مصر وقتها حسام حسن وجمال عبد الحميد، أما والآن ونحن مسافرون برأس حربة واحد ليس له بديل، فهذا يعني إما أن كوبر لا يرى بالعدل أو أنه لا يرى في مصر مهاجم يصلح للسفر لروسيا!!.

برغم الملايين التي تغدق على اللاعبين لم يستحق منهم تلك الملايين، فرأيناهم كلهم عاديين في غياب صلاح، وليسوا متعاونين في وجود صلاح، منتخبنا كله يفتقد للمهارة الفنية، كلهم يجيدون العمل العادي، والعادي لو تعلمون أمر عادي يعني مش حلول إكسترا ولا خارج الصندوق، وليس لدينا من يستطيع التسديد بدقة من بعيد، لدينا نقص في أشياء كثيرة، السؤال إذن كيف وصلنا إذا كنا بهذا السوء الإجابة ببساطة دافعنا ولعبنا على الهجمة المرتدة، وحين لعبنا مع من يفعل هكذا عجزنا عجزنا عجزنا على اختراقات الفريق المنافس.

المختصر المفيد هناك لعبات أخرى ترفع رؤوسنا، ولكننا لا نعطيها حقها، وكأننا كالقط لا يحب إلا خناقه – كفاكم احتفال قبل المنازلة – لا تتستروا على فساد عبد الغني ولا أبو ريدة -العدل أساس الملك-