الأقباط متحدون - فى مستشفى ٥٧٣٥٧.. الرقص مع الذئاب
  • ٠٠:٣٩
  • السبت , ٢٣ يونيو ٢٠١٨
English version

فى مستشفى ٥٧٣٥٧.. الرقص مع الذئاب

مقالات مختارة | وحيد حامد

١٢: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٨

وحيد حامد
وحيد حامد

المؤسف حقاً أن البعض يحاول أن يفرض علينا الواقع المؤلم بالقوة المفرطة. البعض يحاول أن يجعلنا قطيعاً من النعاج يأكل ويجتر وينام ولا يحس بمشاكل وطنه أو مناقشة قضاياه. البعض يريد أن يصعد فوق ظهورنا ويجعلنا حيوانات ركوب. البعض يريد أن نرى الفساد ونسكت عنه.. ندير له ظهورنا، نبتسم فى وجهه الكئيب الأغبر.. ونغنى له إذا لزم الأمر، البعض يريد منا الصمت والمشى إلى جوار الحائط. البعض يريد منا أن نركع لغير الله.. نركع لأصحاب الثروات الهائلة والتى هبطت عليهم فجأة دون تعب أو معاناة، وأيضاً أصحاب النفوذ الكاذب الذين أصابهم بالانتفاخ فصعدوا فى الهواء ونظروا إلى الناس من علو، ولم يدركوا أن بينهم وبين السقوط على الأرض لحظة.. لم يدركوا أنهم نفر قليل جبلوا على الشر، لم يدركوا إنهم إن تظاهروا بالعظمة فى الظاهر فإن الباطن لديهم كله خواء وقلق وفى أخلاقهم رخص وتدنٍ.

وغاب عنهم أن الغالبية العظمى والساحقة من أبناء هذه الأمة هم من خيرة البشر وأكثرهم وعياً وعدلاً وإنصافاً!!.

بعد انتهاء الحملة الإعلانية لشهر رمضان الكريم والخاصة بمستشفى ٥٧٣٥٧ كان من الطبيعى أن تتجه بغياها مع اللجان الإلكترونية للهجوم على شخصى.. حتى إن السيد الأستاذ طارق نور سخر قنواته التليفزيونية لتبث شريحة عدوانية تجاهى نقلاً عن سيدة فاضلة رأت غير ما رأيت، وأنا شخصياً لا أوجه أى عتاب للرجل، فمن حقه أن يدافع عن مصالحه، فهو صاحب النصيب الأكبر من كعكة إعلانات المستشفى المذكور والتى تتخطى المائة مليون سنوياً.. أقول النصيب الأكبر وليس كل الكعكة، لأن هناك عدداً من الفئران الصغيرة دخلوا فى اللعبة وكونوا شركات من الباطن نالت الفتات أو بمعنى أصح العصافير التى تنظف أسنان التمساح.. وإن أعتقد أن الرجل ليس فى حاجة إلى ملايين التبرعات حتى يزيد من ثروته سواء فى الداخل أو الخارج.. فقط أزعم أن حملة سيادته قد أكدت صدق كل ما ذكرت.

أما السيدة إياها فتقول «سوف لا يغفر لوحيد حامد ما كتبه ضد من بنوا مستشفى سرطان الأطفال تحت أى مبرر» ولهذه السيدة الفاضلة وغيرها أكشف المستور...

فتوى التضامن بعدم قانونية ضم أبو النجا إلى الأعضاء المؤسسين

المؤسسون الحقيقيون لهذا المستشفى هم الأستاذ الدكتور أحمد فتحى سرور والسيدة علا غبور والدكتور هانى حسين والأستاذ أشرف زغلول وعدد من رجال الأعمال، وهذه الكوكبة الرائعة من الشخصيات العامة والفاعلة للخير هى محل تقدير واحترام وعرفان بالفضل والجميل لا فى وقتها فقط، وإنما طوال عمر هذا المستشفى الذى نتمنى له كل تقدم وازدهار فى خدمة المرضى وليس فى خدمة أية أغراض أخرى.

كان الدكتور شريف أبوالنجا يعمل أستاذاً مساعداً فى المعهد القومى للأورام، واستقدمه الأستاذ الدكتور هانى حسين للعمل فى مشروع المستشفى، ومن هنا بدأت رحلة الدكتور شريف مع المستشفى، ليزحف رويداً رويداً فى سيطرة وئيدة وئيدة ومتأنية على مقاليد الأمور، مبعداً عن طريقه كل من لا يرغب فى وجوده، سواء من كبار الأطباء أو العاملين، حتى صار إلى ما عليه الآن (أسطورة المستشفى) والقابض بيده على كافة الأمور به، تعاونه الأسرة السعيدة ونفر من الأصدقاء والمنتفعين، وعندما تنحرف الإدارة عن مسارها السليم والقويم، وتضرب عرض الحائط بكل مناشدة للكف عن إهدار أموال التبرعات والحفاظ عليها، وأيضاً الحفاظ على إنسانية الأطفال المرضى وعدم المتاجرة بأجسادهم على الشاشات أو عرضهم أمام زوار المستشفى للفرجة- فهذه مسألة ضد الإنسانية ولا يمكن القبول بها فى أى مؤسسة علاجية.. ومن هنا كان النقد المباح والمتاح، ولكن من ذا الذى ينتقد الدكتور المدلل والمسنود؟! وأنا أعرف أنه مسنود بالفعل، ولكنه مثل المنزل الآيل للسقوط عندما يسند بالأعمدة الخشبية من جانب.. وأقول الأعمدة الخشبية لأنهم جميعاً على شاكلته، صحيح أنه يزعم أنه قريب من صانع القرار، وهذا لإرهاب الآخرين ولإضفاء أهمية كاذبة، وصحيح أنه أحاط نفسه بمجموعة لا يستهان بها من كبار المسؤولين السابقين عن طريق الخدمات والمجاملات التى يقدمها فى قبول ورفض الأطفال المرضى، هذا المسنود استطاع أن يحصل على قرار من مجلس الوزراء بأنه منتدب فى مهمة وطنية بالمستشفى، وذلك حتى يظل يعمل به إلى ما شاء الله دون أن تطبق عليه اللوائح والقوانين الخاصة بالانتداب، وكانت النتيجة أن تحول هذا الصرح الطبى الذى تم إنشاؤه لخدمة المرضى إلى أبعدية خاصة بعائلة أبوالنجا لا يسائله عنها أحد.. ثم أقدم على الفعلة الشنعاء أو القشة التى قصمت ظهر البعير.. طلب أن يدفع مائة ألف جنيه تبرعاً للمستشفى (قال إيه من ماله الخاص!) مقابل أن يتم إدراج اسمه ضمن أسماء المؤسسين، إلا أن طلبه تم رفضه من غالبية مجلس الأمناء، لتكون المفاجأة وهى إدراج اسمه بالفعل ودون دفع التبرع الوهمى إياه، وبالطبع قامت الدنيا ولم تقعد وتوالت الشكاوى على مكتب السيدة وزيرة التضامن التى سحبت القرار السابق إصداره!!.

وأنا أناشد أهل الرأى وأهل الحق وأصحاب الضمائر الحية والسادة القائمين على الأجهزة الرقابية بمختلف أنواعها، وأسأل: رجل يريد السطو على حق ليس له بالتحايل وبالرشوة المقنعة، وكافة الطرق الملتوية، أمثل هذا الرجل يكون أميناً على إدارة مستشفى بهذا الحجم الهائل.. هل يؤتمن على مال؟! هل يكون محل ثقة من أى نوع؟ إنها وقاحة الشر المطلق وشهادة وفاة الضمير!!.

وبمناسبة «شهادة وفاة الضمير» وصلتنى رسالة قصيرة من الأستاذ الدكتور شريف جوهر وهو من هو.. ولأنها كانت رسالة صادمة بشكل يفوق خيال الكاتب الذى هو أنا فقد طلبت الإذن من الدكتور «جوهر» فى النشر إذا أراد، ولأن الرجل صاحب تاريخ مشرف وناصع فقد وافق مشكوراً.. وإلى نص الرسالة.

«الأستاذ العزيز

أنا معك قلباً وقالباً فى معركة مستشفى السرطان لأن عندى تجربة شخصية قديمة مع شريف أبوالنجا.

منذ سنوات كان هناك مشروع خيرى باسم مشروع «سماح»، وللاسم قصة ليس هذا وقتها، كان المشروع برعاية نادى روتارى الجيزة ونادى سيدات إنرويل الجيزة.

الخلاصة كانت توريد عقاقير لعلاج سرطان معين فى دم الأطفال وكانت العقاقير تصل لنا من هولندا بالمجان، وكانت سيدات النادى يسلمنها لشريف أبوالنجا أثناء زيارتهن لمعهد الأورام للعناية بالأطفال وفوجئنا بأن وجدنا العقاقير فى الصيدليات الخارجية وتباع بأغلى الأسعار، وهذه العقاقير لم تكن تستورد فى مصر.

عند الشكوى للدكتور نبيل البلقينى، عميد المعهد، والدكتور محمد عباس منصور، رئيس قسم الجراحة، من هذا التسريب نصحا بتسليم الأدوية مباشرة لصيدلية المعهد، وقالا إن الدكتور شريف ليس فوق مستوى الشبهات.

ثانياً أثناء بناء ٥٧ عرضت ابنتى هالة مشروع اتصالات المستشفى الداخلية والخارجية مجاناً تماماً من شركة ألكاتيل الفرنسية، حيث كانت تعمل، وذلك حسب المواصفات المطلوبة، وتم ترسية المشروع على شركة أخرى مقابل عمولة كبيرة كما علمت هى من الشركة الأخرى.

آسف للإطالة.

شريف جوهر».

ولأن هذا الرجل يدير مؤسسة مالية حسب اعتقاده الراسخ وليس مؤسسة طبية هدفها المعلن علاج أطفال السرطان، فقد تجاسر وغامر واستخدم قدراً لا بأس به من أموال التبرعات للمضاربة فى البورصة، وهذا أمر لا يجوز على الإطلاق، وسبق أن فعلها وزير المالية يوسف بطرس غالى وضارب بأموال التأمينات، وطارت أموال التأمينات، ومعلوم أن البورصة دائماً وأبداً فى صعود وهبوط، فماذا يحدث لو أن جزءاً من أموال التبرعات قد طار كما طارت أموال التأمينات؟ لهذا كله عندما نصرخ ونطالب بالشفافية وطهارة اليد والقصد لا يجب أن نلام أو يتطاول علينا سفيه أو نطع من الأنطاع.

سحب قرار ضم شريف أبو النجا إلى الأعضاء المؤسسين

وإلى كل من يهمه الأمر.. إلى كل من يريد إعمال عقله.. هل تعلمون يا سادة أن المستشفى سالف الذكر قد أسهم بنسبة ٦٠٪ من ميزانية إنتاج مسلسل تليفزيونى فاشل، بلغت الحصة التى دفعها المستشفى مبلغ (٢٨٫٣٨١٫٦٨٠) مليون جنيه وهى من أموال التبرعات طبعاً؟! وهذا المشروع الذى تبناه المستشفى ما هو إلا منظومة فساد واضح وصريح.. والقصة فى إيجاز شديد كالتالى: تقدمت الشركة المنتجة بطلب إلى إدارة المستشفى تطلب فيه التصوير داخل المستشفى، إلا أن الدكتور شريف طلب أن يدخل شريكاً وقبلت الشركة المنتجة هذه الشراكة، كانت ميزانية العمل الأصلية «٣٣» مليون جنيه إلا أن المستشفى رفعها إلى ٦٥ مليوناً، وهنا اعترضت الشركة المنتجة بسبب واضح وصريح أن هذه أموال تبرعات ولا يصح إهدارها، وتم التخفيض النهائى إلى مبلغ (٤٧٫٣٠٢٫٨٠٠) مليون جنيه، أى بزيادة ١٤ مليون جنيه تقريباً عن الميزانية الأصلية.. تم إسناد مهمة كتابة المسلسل إلى الأستاذ محمد فتحى مقابل مبلغ خرافى ويعد سابقة فى عالم التأليف التليفزيونى رغم أنه لم يمارس هذا العمل من قبل والمبلغ هو (٥٫٨٥٠٫٠٠٠) مليون جنيه، والسيد فتحى هذا هو صديق الدكتور شريف ويوظفه أيضاً فى المستشفى كمستشار إعلامى وصحفى مع عدد آخر، والأستاذ فتحى هو الذى كتب مقالاً فى «المصرى اليوم» يسخر ويتهكم ويغالط ويهاجم مقالى الأول فى هذا الشأن.. وأنا الذى كنت أظنه رأياً حراً بعيداً عن الهوى وإذا به مأجور، وأسأل صاحب الخمسة ملايين وكسور هل دفعت ضرائب هذا المبلغ؟.. هل سددت حصة النقابات؟ هل تكون مرتاح البال وأنت تغرف من أموال التبرعات وتأكل وتشرب وتلبس وتركب سيارة؟ هل أنت سعيد بكونك من بهاليل الدكتور أبوالنجا؟ هل تحس بالرضا عن نفسك وأنت أحد الشباب الذين يأمل السيد الرئيس فيهم خيراً؟ ألم تمر عليك المقولة الرائعة «من كان بيته من زجاج فلا يرمى الآخرين بالحجارة».. أو المقولة الشعبية «اللى على راسه بطحة» ألم تقرأها على ظهر توك توك عابر؟!.. هذه نصيحة مجانية منى لك ولكل الفريق الصحفى والإعلامى الذى يزين الباطل فى «٥٧٣٥٧» يا صاحب الخمسة ملايين وكسور!!.

ميزانية المسلسل وبه حصة المستشفى وأجر المؤلف

وهذه أمور صغيرة بالنسبة لى، ولكن الأمر الكارثة هو إخلاء عنبر كامل من المرضى لمدة تزيد على الشهرين وتسليمه لفريق التصوير بينما أفراد أمن المستشفى يطردون الأطفال المرضى بسبب عدم وجود أماكن؟؟ فما قولكم دام فضلكم؟! والمسلسل اسمه «الشريط الأحمر» لمن لا يعلم.

وإذا انتقلنا إلى جانب آخر وعلى المستوى الإنسانى نجد أن المستشفى يسعى إلى شراء أكثرية المساكن المحيطة بالمبنى تحت زعم التوسعات، وقد تم رصد مبلغ خمسين مليون جنيه تحت بند عملية الشراء والإخلاء وهذا الأمر يتعارض مع رغبة الأهالى ويمثل تهديداً مباشراً لمصالحهم وانتمائهم للمنطقة التى ولدوا وعاشوا فيها والأماكن المستهدفة هى كالآتى:

المشروع الأول: ١٨ شارع السلخانة عمارة سكنية تستخدم كمكاتب إدارية - المساحة ٣٣١م٢ بقيمة أربعة عشر مليون جنيه، وهناك بعض المعوقات «مطابقة المبنى هندسياً» «وجود مناقشات خاصة بالسعر».

هذا وقد تم شراء هذا العقار فعلاً وجار هدمه الآن.. وهو معروف باسم عمارة الحاج زينهم المكونة من تسعة أدوار.

المشروع الثانى: أرض ومبان قابلة للإزالة مساحتها ٥٦٠م٢ وبعد التنظيم ٤٠٠م٢ «٨ شارع أبى عون - السلخانة - السعر ثلاثة ملايين ومائتا ألف جنيه» بخلاف مبلغ ثلاثمائة ألف جنيه تعويضاً للسكان وبذلك تصل التكلفة لثلاثة ملايين ونصف المليون، وهناك معوقات التفاوض مع السكان - شهادة صلاحية للأرض لتحديد المساحة النهائية بعد قرار التنظيم، والغرض من الشراء عمل جراج متعدد الطوابق.

مستشفى سرطان الأطفال 57357

المشروع الثالث: أرض بمساحة ٢٥٠٠م٢ شارع مجرى العيون - ٢٤٫٢ مليون جنيه (أربعة وعشرون مليوناً ومائتا ألف جنيه) ٣ ملايين جنيه لإخلاء المبنى من السكان وبعد التفاوض على سعر الأرض وتعويض السكان يكون المبلغ المتوقع لهذا المشروع ثلاثين مليون جنيه.

وهذا يؤكد حرص الأسرة الحاكمة للمستشفى على أن تظل مجالات العمل والإنشاءات قائمة ومستمرة حتى يظل باب العمولات والإتاوات مفتوحاً، وكلها لا تصب فى مصلحة الطفل مريض السرطان.. ومازال لدينا الكثير.

العمارة السكنية التى اشتراها المستشفى

ملاحظة:
١- علمنا من مصدر موثوق به أن «حماة» الدكتور شريف أبوالنجا تعمل هى الأخرى بالمستشفى.. الأمر الذى يعطى الأسرة الحاكمة قوة وصلابة.. وعزة الله لو فرن بلدى فى السيدة زينب ما يحصل فيه كده.

٢- هذا بلاغ إلى كل الأجهزة الرقابية.

.. فاصل.. ونواصل..

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع