قصة اكتشاف عائلة «عبدالرسول» كنزًا تحت الأرض: قادتهم «معزة» للخبيئة الملكية
منوعات | cairo30.
الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٨
في بداية شهر فبراير، 1881، كانت الشمس تُظلل الدير البحري في الأقصر، فقرّرت عنزة الأخوين أحمد ومحمد عبدالرسول، أن تترُك منزل عائلة «عبدالرسول» وتتجوّل في أماكن أخرى في المحيط، مرّت ساعات، ولم تعد العنزة، فانطلق الأخوان في رحلة بحث طويلة، قادتهما إلى اكتشاف أهم الآثار الحديثة.
انطلق الأخوان يبحثان عن «المعزة»، إلى أن وجدا بالصدفة خبيئة ملكية تحوى العديد من المومياوات الفرعونية والأثاث الجنائزي، ومن بعدها فُتحت «طاقة القدر» أمامهما، وبدأ الأخوان لمدة 10 سنوات في الحصول على محتويات الخبيئة تدريجيًا، وبالتالي عرضها للبيع فيما بعد للسياح الإنجليز وغيرهم من هواة اقتناء الآثار الفرعونية، وفقًا لما نُشر على موقع «الأهرام» الإلكتروني.
وعندما علم عالم المصريات الشهير، «ماسبيرو»، بما يفعلهُ الأخوان عبدالرسول، أبلغ شرطة آثار الأقصر بما حدث، ثم أرسل أحدهم لكي يفعل خديعة بإقناع الأسرة أنه سوف يشتري قطعًا أثرية منهم، وتحديدًا تمثال جنائزي يعود إلى عهد الأسرة الحادية والعشرين، وبعد أن نال المبعوث من قِبل «ماسبيرو» ثقة العائلة، تم القبض عليهم واعتقال الأخوين اللذين أنكرا في البداية، ولم تكُن هناك أي إثباتات، فأطلق سراحهما مرة أخرى.
وبعد فترة، نشبَ صراع بين الأخوين على تقسيم الثروات، فتم فتح باب التحقيق مجددًا، ولم يجد الأخوان مفرًا من الاعتراف، كانت الخبيئة الملكية تضُم 40 مومياء ملكية، نُقلت إلى المتحف المصري في مشهد مهيب، نقلهُ إلى السينما فيما بعد، المخرج الراحل، شادي عبد السلام، في فيلم «المومياء».
وتذكُر سالي سليمان، في مدونتها المعنونة باسم «البصارة»، أن الحكومة المصرية تعرضت للعديد من الانتقادات الدولية بسبب اكتشافات أثرية مهمة تمت على أيدي بعض سكان الجبل، وكان من أشهر هذه الاكتشافات خبيئة الدير البحري بواسطة عائلة عبدالرسول في سنة 1881 واكتشف بهذه الخبيئة مومياوات ملكية وأثاث جنائزي والعديد من الأثار المهمّه التي تسرب بعضها إلى أسواق الأنتيكات.
ويُذكر أن عائلة عبدالرسول يرجع لها الفضل في الكشف أيضًا عن مقبرة رمسيس الثاني، ورفضوا المكافأة مقابل عشرات الأفدنة وكان طلبهم أن يتم سك جنيه إنجليزى ذهب توضع فيه صورة عبدالرسول مثل ملكة بريطانيا، وفعلًا تم سك عملة باسمه، وتوجد منها نسخة بالمتحف البريطاني.
ويُقال إن جدهم الأكبر كان يعرف مكان مقبرة «توت عنخ آمون» ورفض الكشف عنها خوفًا من نهبها بواسطة المكتشفين الهواة، وهو ما حدث مع كارتر مكتشف مقبرة توت واللورد «كارنافون» من نهبهم وتهريبهم القطع المكتشفة، بالإضافة إلى حصولهم رسميًّا على بعض القطع طبقًا لقانون الاكتشافات الأثرية فى ذلك الوقت.
وفي سنة 2009، تم ترميم بيت كارتر وتجديده، وفى الناحية الأخرى هدم بيت عبدالرسول المسجل فى اليونسكو وتسويته بالأرض، بالرغم من اعتراض جميع الأثريين.