الأقباط متحدون - د. منتصر: تعالوا نعلم أطفال المدارس ونحكي لهم عن المسيحي الذي بني جامع والمسيحي الذي هدم مانع
  • ٠٥:١٥
  • الأحد , ٢٤ يونيو ٢٠١٨
English version

د. منتصر: تعالوا نعلم أطفال المدارس ونحكي لهم عن المسيحي الذي بني جامع والمسيحي الذي هدم مانع

أماني موسى

تويتات فيسبوكية

٣٢: ١٢ م +02:00 EET

الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٨

المسيحي الذي بني جامع والمسيحي الذي هدم مانع
المسيحي الذي بني جامع والمسيحي الذي هدم مانع

كتبت – أماني موسى

قال الكاتب والإعلامي د. خالد منتصر، تعالوا بدلاً من فتاوي ياسر برهامي عن عدم تهنئة المسيحيين في أعيادهم، وبعيدًا عن وصف سالم عبد الجليل وعبد الله رشدي للأقباط بأنهم كفار، وبدون أن نقرأ ما كتبه د. محمد عمارة مستشار شيخ الأزهر السابق وعضو هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الاسلامية ذمًا في المسيحية والمسيحيين ، تعالوا لنعلم أطفال المدارس ونحكي لهم عن المسيحي الذي بني جامع والمسيحي الذي هدم مانع.

وتابع منتصر في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، نحكى للجيل الجديد عن عمق الروابط بين المسلم والمسيحي، من خلال المسيحى الذى بنى الجامع والآخر الذى هدم المانع.

المسيحي الأول هو سعيد بن كاتب الفرغانى الذى صمم وشيد جامع ابن طولون أجمل وأروع مساجد مصر، يقول المؤرخون، وعلى رأسهم المقريزى، عن هذا المهندس القبطى المبتكر المبدع، إنه هو الذى صمم مقياس النيل بالروضة، إلا أنه كما يقول أحد الكتاب، لسوء الحظ بينما كان ابن طولون يتفرج عليها عثر حصانه بكومة تراب أهمل العمال فى نقلها فغضب على الفرغانى وألقاه فى السجن.

كما تؤكد المصادر التاريخية أن ابن طولون قد فكر بعد ذلك فى بناء جامع يكون أعظم ما بنى فى مصر من الجوامع، بحيث يقيمه على 300 عمود من الرخام، فقيل له إن مثل هذا العدد من الأعمدة لا يمكن الحصول عليه إلا إذا هدمت كنائس ومعابد النصارى وكانت هناك فتوى بتحريم ذلك، وبينما هو فى حيرة إذا برسالة من السجن يخبره فيها الفرغانى عن استعداده لبناء الجامع بدون احتياج لأعمدة الكنائس، بل أكثر من ذلك بنى أجمل «ميضة» للوضوء بدلاً من استعارة أحواض اغتسال خميس العهد التى كانت فى الكنائس.

ويقال إنه بعد بناء الجامع أجبره ابن طولون على اعتناق الإسلام فرفض فتم التخلص منه بجزاء سنمار. المسيحى الثانى هو الضابط مهندس باقى زكى يوسف، الذى هدم المانع التاريخى خط بارليف الذى طالما تحدى المصريين والعالم بأنه أكبر مانع وساتر ترابى فى التاريخ، فقد اخترع مدفعاً مائياً يعمل بواسطة المياه المضغوطة ويستطيع أن يحطم ويزيل أى عائق أمامه أو أى ساتر رملى أو ترابى فى زمن قياسى قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية، وقصة اختراعه لهذا المدفع المائى جاءت عندما انتدب للعمل فى مشروع السد العالى فى شهر مايو عام 1969 ولم تنفذ الفكرة بسبب وفاة عبدالناصر، وحانت الفرصة فى حرب أكتوبر، وعندما تم الاستعداد للعبور عام 1973 قام الضابط «باقى» مع بعض زملائه بتصنيع طلمبات الضغط العالى التى سوف توضع على عائمات تحملها فى مياه القناة ومنها تنطلق بواسطة المدافع المائية وتصوب نحو الساتر الترابى، وفى ساعة الصفر يوم 6 أكتوبر انطلق القائد باقى زكى يوسف مع جنوده وقاموا بفتح 73 ثغرة فى خط بارليف فى زمن قياسى لا يتعدى الـ3 ساعات، وقد قدرت كميات الرمال والأتربة التى انهارت وأزيلت من خط بارليف بنحو 2000 مترمكعب.

وهذا العمل كان يحتاج إلى نحو 500 رجل يعملون مدة 10 ساعات متواصلة، وبعد أن تم تحقيق الانتصار قررت الدولة والحكومة المصرية ترقية الضابط باقى زكى يوسف إلى رتبة اللواء. هذه هى الحكايات التى يجب أن تحكى وتدون فى شغاف القلوب، وتسكن حدقات العيون، وليس الكلام الفارغ الممجوج الذى ينتمى لعالم الهلاوس والتخاريف من عينة كلام برهامي و عماره وعبد الجليل .