كميت تحت حكم الأمويين
فاروق عطية
الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٨
فاروق عطية
خلفهاء بني أمية هُم على التّوالي: معاوية بن أبي سفيان، ويزيد بن مُعاوية، ومُعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وسُليمان بن عبد الملك، وعُمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، ومروان بن مُحمّد بن مروان بن الحكم وهوَ آخر خُلفاء بني أميّة.
فترة حكم الولاة الأمويين لكميت كانت فتره سوداء لوثت التاريخ وأذلت الشعب وامتصت جهده وماله، كانت فيها كميت ولايه غير مستقله تحت حكم الأمويين امتدت من اغسطس 659م حتي اخر سنة 750م. فى هذه الفتره تولّي علي مصر 25 والى اولهم كان عمرو بن العاص و اخرهم كان عبد الملك بن مروان:
- عمرو بن العاص:(41-43هـ) من الصحابة، و هي الولاية الثانية له علي مصر، الأولي كانت من قبل عمر بن الخطاب، والثانية من قبل معاوية بن أبي سفيان.
- عتبة بن أبي سفيان:(43-44هـ) أخو معاوية بن أبي سفيان، ولاه معاوية بعد وفاة عمرو بن العاص، مات بعد عام واحد من ولايته
- عقبة بن عامر الجهني:(44-47هـ) من الصحابة، دامت ولايته سنتين و ثلاثة أشهر، عزله معاوية بن أبي سفيان وولي مكانه مسلمة بن مخلد الأنصاري.
- معاوية بن خديج السكوني:(47-49هـ) شهد معركة اليرموك وفتح مصر، وشارك عبد الله بن أبي السرح في غزوات بلاد البربر بشمال أفريقيا. وقد ولي حروباً كثيرة في المغرب، فكان قائد فتح إفريقية، وغزى النوبة وأصبح أعور خلالها، كما غزى صقلية سنة 44 هـ، وولي برقة سنة 47 هـ
- مسلمة بن مخلد الإنصاري:(50-62هـ) دامت ولايته حوالي اثناعشر سنة، مكث علي ولاية مصر حتي وافته المنية في عهد الخليفة يزيد بن معاوية.
- سعيد بن يزيد:(62-64هـ) دامت ولايته حوالي سنتين، خلعه عبد الرحمن بن جحدم ، والي مصر من قبل عبد الله بن الزبير بن العوام الذي أقام خلافة في مكة بدلاً من الخلافة الأموية في دمشق. و بايعه أهل مصر بعد وفاة يزيد بن معاوية وتخلي ابنه معاوية عن الخلافة.
- عبد الرحمن بن جحدم الفهري:(64-65هـ) والي مصر من قبل عبد الله بن الزبير بن العوام، دامت ولايته تسعة أشهر، خلعه مروان بن الحكم الذي وثب علي الخلافة الأموية في دمشق، و سار بجيش إلي مصر و انتزعها من عبد الرحمن بن جحدم وولي عليها ابنه عبد العزيز بن مروان.
- عبد العزيز بن مروان :(65-85هـ) دامت ولايته حوالي عشرين سنة، اشتهر بفقهه وجوده وكرمه، ضرب الطاعون في عهده أهل مصر، و اصيب هو بالجذام، فاعتزل الناس في حلوان و عمٌرها، مكث في ولايته حتي مات.
- عبد الله بن عبد الملك بن مروان :(85-90هـ) ابن الخليفة عبد الملك بن مروان، دامت ولايته ثلاث سنين، ساءت سيرته عند أهل مصر، فعزله الوليد بن عبد الملك وولي قرة بن شريك مكانه.
- قرة بن شريك العبسي:(90-96هـ) دامت ولايته حوالي ست سنوات، كان مثال الظلم و الجور و الفسق، كرهه أهل مصر، و قال عنه عمر بن عبد العزيز " الحجاج بالعراق، و الوليد بالشام، وقرة بن شريك بمصر، وعثمان بن حيان بالمدينة، و خالد بمكة !، اللهم قد امتلأت الدنيا ظلماً وجوراً، فأرح الناس" فمات الحجاج وقرة في شهر واحد، تبعهما الوليد بن عبد الملك.
- عبد الملك بن رفاعة:(96-99هـ)، ولاه الوليد بن عبد الملك، ثم مات الوليد و خلفه أخوه سليمان الذي أقره علي ولاية مصر، عُرف عنه عفة اليد و العدل في الرعية.
- أيوب بن شرحبيل الأصبحي:(99-101هـ) ولاه عمر بن عبد العزيز عندما تولي الخلافة خلفاً لابن عمه سليمان بن عبد الملك، و في عهده كثرت العطايا للناس و تحسنت الأحوال. و عندما توفي عمر بن عبد العزيز وتولي من بعده يزيد بن عبد الملك تركه علي ولاية مصر حتي توفي.
- بشر بن صفوان الكلبي:(101-102هـ) تولي ولاية مصر من قبل الخليفة يزيد بن عبد الملك بن مروان، ثم أرسله يزيد واليا علي المغرب وولي أخاه حنظلة علي مصر بدلاً عنه.
- حنظلة بن صفوان الكلبي:(102-105هـ) عندما ولي يزيد بشرا واليا علي إلمغرب، ولّي أخيه حنظلة علي مصر سنة 102هـ. ثم عزله الخليفة هشام بن عبد الملك سنة 105هـ.
- محمد بن عبد الملك بن مروان:(105هـ) أخو الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان، ولاه أخيه علي مصر 105هـ، وعندما جاء إلي مصر وجد فيها وباءً، فطلب إعفاءه من الولاية فأُعفي. و بذلك تكون مدة ولايته لمصر شهراً واحداً.
- الحُرٌ بن يوسف:(105-108هـ) ثار أهل مصر عليه لأن عامل الخراج عبيد الله بن الحبحاب قد زاد في خراج الأرض. وكانت خذه أول ثورة لأهل مصر علي الولاة. فأرسل إليهم جيشاً من العرب و أخمد الثورة بالقوة.
- حفص بن الوليد الحضري:(108هـ) لم تدم ولايته 40 يوماً، لأن عامل الخراج في مصر عبيد الله بن الحبحاب الذي كان مقرباً من الخليفة، قد اشتكاه فعزله هشام بن عبد الملك وولي عبد الملك بن رفاعة الذي تولاها من قبل سنة 96 هـ.
- عبد الملك بن رفاعة:(109هـ) مكث خمسة عشر ليلة ثم توفي، وتولي أخوه الوليد بن رفاعة ولاية مصر.
- الوليد بن رفاعة:(109-117هـ) ولّي مصر ثماني سنوات، و استقرت له الأمور، و أحبته الرعية، ووافق للأقباط علي عمارة كنيسة يوحنا بالحمراء.
- عبد الرحمن بن خالد الفهمي:(117-118هـ) تولّي مصر حوالي سبعة أشهر، وعزله الخليفة لأنه كان متراخياً فأغري الروم بالنزول علي شواطئ مصر وقتلوا وأسروا عدد كبير من أهلها.
- حنظلة بن صفوان الكلبي:(119-124هـ) دامت ولايته خمس سنوات. ثار عليه أهل مصر فقاتلهم حتي اخضعهم. وفي عهده حضرت رأس زيد بن علي بن الحسين، فطيف بها في الشوارع وعلقت، وكان زيد بن علي قد قتل في حربه ضد الخليفة الأموي ودفنت رأسه في مصر.
- حسٌان بن عتاهية:(124هـ) دامت ولايته ستة عشر يوماً لأنه خفض رواتب الجند، فثاروا ضده و أخرجوه من مصر، وولوا حفص بن الوليد مكانه.
- حفص بن الوليد الحضري:(124-127هـ) دامت ولايته ثلاث سنوات، ثم استعفي مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، فأعفاه و ولي مكانه حسٌان بن عتاهية.
- الحوثرة بن حسين الباهي:(128-131هـ) تولّي حوثرة ولاية مصر من قبل الخليفة مروان بن محمد، فقاتل الجند والمصريين الذين تجمعوا ليمنعوه من دخول مصر. و أرسل إلي كبار أهل مصر و ضرب أعناقهم جزاءً علي ثورتهم. واستقرت له الأمور في مصر مدة ثلاث سنوات حتي أمره الخليفة مروان بن محمد أن يذهب لقتال العباسيين الذين كانوا علي أبواب الخلافة الأموية، فترك مصر و تولّي من بعده المغيرة بن عبيد الله.
- المغيرة بن عبيد الله الفزاري:(131-132هـ) دامت ولايته عشرة أشهر، احبته الرعية، و لكنه ما لبث أن مات و تولي مكانه عبد الملك بن مروان بن موسي بن نصير.
- عبد الملك بن مروان بن موسي بن نصير:(132هـ) هو أول من أمر باتخاذ المنابر في الجوامع ليخطب من فوقها الخطباء. ثار عليه أهل مصر فقاتلهم و قتل منهم الكثيرين حتي اخضعهم. قدم إليه الخليفة مروان بن محمد فاراً من العباسيين الذين دخلوا دمشق سنة 132 هـ. و تبعه صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، و التقي جيش العباسيين و علي رأسهم صالح بن علي مع مروان بن محمد و عبد الملك بن مروان والي مصر في بلدة بوصير بالجيزه، و انهزم الأمويون و قُتل مروان بن محمد وأرسلت رأسه إلي الشام. و بذلك زالت دولة بني أمية التي استمرت حوالي قرن من الزمان، و قامت دولة العباسيين.
مع نهاية عصر الخلفاء الراشدين استولى الأمويين على مصر، وفى عصرهم ظلت مصر ولايه لجمع الضرايب من عرق و شقاء المصريين اصحاب البلد، وصارت هذه الأموال الطائلة ترسل للخلفاء الأمويين فى دمشق. استمرت هذه الخلافه تحكم كميت تحت مسمي مصر عن طريق واليها حتي سنة 750م، ولم يفكر أي من الخلفاء منذ الغزو العربي لكميت في تعيين والى او حتى وزير مصرى عليها. وكان نجاح الوالي يتوقف على كمية الأموال التى يجمعها من عرق وجهد المصريين دون النظر لعوزه وفقره.
في سنة 65 هـ الموافق 683 م ولّي الخليفة مروان بن عبد الملك ابنه عبد العزيز بن مروان واليا علي مصر. كان عبد العزيو رجلا حليما لطيفا وبشوشا. في عام 70 هـ تفشي الطاعون في مصر كما أصيب هو بالجزام، فخرج من الفسطاط إلي حلوان التي أعجبه موقعها وهواءها النقي فاتخذها عاصمة للولاية ونقل إليها بيت المال وكان الأمين عليه رجل قبطي مسيحي يدعي أنياس، وكلف البنائين الأقباط ببناء القصور الشاهقة والحدائق النضرة، كما أمر الأقباط ببناء قصور لهم بها، وطلب من البطريرك ايساك أن يبني بها دار له وكنيسة، حتى يرغّب الأقباط المسيحيين الموثرين للانتقال والعيش بها، كما أمر ببناء وتشييد المساجد الفخيمة. كان لعبد العزيز ولدا يدعي الأصمع ولاه أبوه إمارة الخراج لجمع الضرائب والعوائد. كان هذا الأصمع فظا غليظا زاد في الضرائب والعوائد علي جميع أقباط مصر مسيحيين ومسلمين وكذلك علي العرب المستوطنين، لكنه خص الأقباط المسيحيين بزيادة الجزية وفرضها أيضا علي الأكليروس (كانوا قبله معفين من الجزية)، ألزم كل منهم بدينار سنويا والبطريرك بثلاثة آلاف دينار. كثير من ألأقباط المسيحيين اعتنقوا الإسلام حتي بتخلصوا من الجزية و الغرامات الاضافيه التى عجزوا عن دفعها. ظل عبد الله بن مروان في ولايته حتي مات سنة 85 هـ.
بعد وفاة الوالي عبد العزيز بن مروان وليّ الخليفة عبد الملك ابنه عبد الله بن عبد الملك واليا علي مصر عام 85 هـ، وكان كارها للأقباط المسيحيين فاشتد عليهم وعمل علي نزع الوظائف الكنابية بالدواوين من أيديهم. اصدر قرار بإستبدال اللغة القبطية باللغة العربية فى كل شئؤون الدوله، وأصر علي وقف الكتابة باللعة القبطية اكتفاء باللغة العربية، وعزل أنياس الأمين علي بيت المال ورئيس ديوان الأعمال الكتابية والحسابية وولىّ مكانه شخصا من حمص يدعي إبن يربوع الفزاري. ولما رأى الأقباط أن هذا التغيير يعود عليهم بالضرر ويهدد بفقدانهم لوطائفهم اجتهدوا في تعلم اللغة العربية فنالوا مبتغاهم وأتقنوا فن الكتابة والحساب بها وتفننوا فيها وجعلوا لحساباتهم قواعد وروابط خاصة بهم. ومن أكثر من اشتهر بالجور والعسف من عمال الخراج في عهده رجل يسمى أسامة بن يزيد، فرض على كل مصري يعبر النيل بقارب أو عبارة صعودا أو نزولا ضريبة مقدارها عشرة دنانير يدفعها المار في النيل، ولا يستطيع المار العبور الآ إذا كان حاملا أمر يؤذن له بذلك. ومما يحكي أن أرملة سافرت في النيل مع إبن لها، حاول الإبن أن يستقي من النيل فاختطفه تمساح وابتلعه بثيابه وكانت تذكرة العبور في جيبه، ولما وصلت المكلومة للمكان المقصود طالبها أعوان الجابى بتذكرة المرور، فأخبرتهم بما حدث فلم يقبلوا عذرها ولم يفرجوا عنها حتي باعت كل ما بين أيديها وجمعت الباقي من أهل البر والإحسان.
في عام 102هـ عين الخليفة يزيد بن عبد الملك حنظلة بن صفوان الكلبي واليا علي مصر وكان هذا الوالي ظالما شديد القسوة تدهورت أحوال المصريين في عهده وعجز الفلاحون عن تسديد الضرائب المفرزضة عليهم. فلم يكتف حنظلة بجبي ضريبة الأرض ورؤوس الرجال (الجزية) بل فرض ضريبة مستجدة علي رؤوس الماشية، وطاح في المصريين ظلما وجبروتا بقطع أيدي من يمتنع أو يعجز عن الدفع حتي ثار الأقباط في الصعيد وطردوا عمال الخراج فأرسل لهم حنظلة جيشا قتل أعدادا كبيرة منهم. استمر حنظلة في أساليبه الإجرامية حتي اضطر الخليفة هشام بن عبد الملك عزله خوفا من أن تعم الثورة جميع أطراف البلاد.
بموت الخليفه هشام بن عبد الملك تقهقرت الدوله الامويه و اتضاعفت المظالم فى مصر. فى الفتره مابين 739 و 773م ثار الاقباط خمس مرات. لم تكن هذه الثورات مقصوره على الاقباط المسيحيين فقط لكن كان يشارك فيها الأقباط المسلمين المطحونين، فقد كان الجميع يتعاملون كإخوة ولم يكن التعصب الديني قد انتشر بعد. ومن المصايب الاضافيه التى حلت بمصر فى هذه الفترة نزول الجيش البيزنطى فى دمياط و قتلهم اعداد كبيره من المصريين فيها وفى القرى المجاورة، فقد وقر في أذهان المستعمرين البيزنطيين ان مصر ملكهم وليست ملكا للمستعمرين العرب كانوا يحلمون بإستعادتها كي يستمتعوا بضرائبها وغلاتها.
فى سنة 750م (132هـ) فى فترة ولاية عبد الملك بن مروان حينما كان ابوه مروان بن مُحمّد بن مروان بن الحكم مشغولا فى الشام بمحاربة ابو العباس السفاح الذي استعظم أمره ونزع جميع الولايات من يد الأمويين فلم يبق لهم غير مصر، كان ابنه عبد الملك مستمرا في اضطهاد الاقباط فى مصر، فثار سكان الوجه البحري خاصة الجهة المعروفة بالبشمور(الدقهلية والمنزلة ودمياط) وقتلوا عمال الخراج وقاوموه فى برارى الدلتا وبحيراتها وانتصر البشموريين على عساكره مرتين بقيادة مينا بن بقيره. فى غضون ذلك وصل مصر أبوه مروان بن محمد بن مروان الهارب من بطش ابو العباس، وانضم جيشه مع جيش ابنه وهاجم البشموريين وانتصر عليهم فهربوا إلى قراهم واتحصنوا فيها فحاصرهم، وشن البشموريين عليه حرب عصابات ليلية حتي أجبروه علي الهرب والانسحاب. لعلمه أن المسيحيين يحترمون قياداتهم الدينية ولا يخالفون لهم أمرا، أمر بإحضار البطريرك وطلب منه أن ينصح البشموريين ويطلب منهم طاعته، فكتب البطريرك لهم رسالة يحثهم فيها علي الخضوع والطاعة فلم يذعنوا، فظن مروان أنه كان يحرضهم سرا علي العضيان، فاستعمل معه العنف وقبض عليه وعلي كثير من الأساقفة والقسس وسجنهم وهددهم بالقتل إذا استمر البشموريون في المقاومة. فكتب البطريرك والأساقفة رسالة أخري وضحوا فيها النتائج المرعبة التي سوف تعود علي الأقباط عموما من جراء شق عصا الطاعة، ونصحوهم بالتسليم والامتثال لحكم الله وحقنا لدماء اخوانهم المهددين بالقتل، وقبل أن يؤتي الخطاب ثماره وصل ابو العباس وعساكره لمصر فوقف الاقباط فى صفه وهرب مروان إلى الصعيد ونهب القرى وهدم الكنايس. رفض اقباط طخا فى المنيا ان يدفعوا له الخراج فأرسل لهم عسكرا استباحوا دمهم و دمروا كنائسهم و اعتدوا على الاديره. اندلعت الثوره ضد مروان فى كل مكان بمصر. وحين رجع مروان إلى الفسطاط وجد جيش ابو العباس في انتظاره فأشعل النيران بالفسطاط وأحرق مبانيها. عانى الاقباط وكل من يعيش في مصر معاناه كبيره حتي انتصر ابو العباس السفاح و قتل مروان آخر خلفاء الأمويين فى أبوصير، وبذلك انتهت الخلافه الامويه فى الشام وحلت محلها الخلافه العباسيه فى بغداد.