المهاجرون المصريون يصنعون لأنفسهم صحافة مستقلة في أمريكا
الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٨
" تنسى عرب نيوز" إحدى الجرائد الناطقة بالعربي في أمريكا
حوار أجراه - ايهاب رشدى
حينما يهاجر المصرى وطنه بحثا عن الرزق أو العلم فانه لا ينسلخ من جلده ، تظل هموم وطنه وناسه محفورة فى أعماقه تشكل جزء من كيانه لا يستطيع أن يهجرها كما هجر الحى والشارع
ومع زيادة أعداد المهاجرين من مصر إلى الخارج وخاصة فى تلك الدول التى تضع برامج ونظم للهجرة الشرعية مثل أمريكا وكندا ، تشكلت الجاليات المصرية فى الولايات الأمريكية ، ولأن الصحافة هى نبض المجتمعات وضميرها الحى ، فقد أخذ بعض المصريين مبادرة تأسيس جريدة ناطقة بالعربية يعبرون من خلالها عن اخبارهم وافكارهم ومعيشتهم فى المجتمع الامريكى وهى فى ذات الوقت تعبر عن مصريتهم وتواصلهم مع مشاكل الوطن الذى تركته الطيور المهاجرة بأجسادها بينما تظل أرواحهم معلقة به مشدودة اليه .
وقد حاولت الاقباط متحدون رصد بعض هذه التجارب فى اصدار الجرائد فى وقت أصبحت فيه الصحافة الورقية تستنزف خسائرها فى كل العالم وتواجه حربا شرسة مع الصحافة الالكترونية
فوزى نجيب .. محام مصرى .. تخرج من كلية الحقوق بجامعة الاسكندرية وعمل بالمحاماة وسافر إلى العديد من الدول الأوربية عملا وسياحة ، ثم استقر به الحال فى ولاية تنسى بجنوب أمريكا مع زوجته وابنائه .. أسس الجريدة الوحيدة الناطقة بالعربية فى تلك الولاية " تنسى عرب نيوز " وكان معه هذا الحوار ..
حدثنا عن ولاية تينيسى الامريكية وكيف تكون الحياة فيها ؟
تينسى إحدى ولايات الجنوب الامريكى و" ناشفيل " هى عاصمتها وأشهر مدنها .. ناشفيل معروفة بأنها مدينة الموسيقي فمنها تخرج عمالقة المطربين " الفيس بريسلى " وغيره ، كما تمتاز بجامعاتها العلمية وفنادقها الضخمة وكثرة فرص العمل هنا ، غاباتها ومروجها تختلف عن أي ولاية أخرى .
ما هى طبيعة الجاليات التى تعيش فى ناشفل
جميع الجاليات العربية يكثر وجودها في ناشفيل وأكثرهم الجالية المصرية ، يأتي بعدها العراقية والأردنية والفلسطينية والسورية وهناك جاليات أخري مثل الكردستانية والصومالية والإثيوبية ولكن الجاليات التى تتحدث الأسبانية يتفوقون عددا على العربية .
كيف بدأت فكرة الجريدة
بعد تزايد أعداد المهاجرين المصريين إلى ناشفل – حوالى 30 الف - كان من الضروري وجود مصدر ثقافي واخباري وتعليمي ينهل منه ويشارك فيه المهاجر ، فبدأنا بموقع الكتروني ثم مجلة اسمها " صوت الحق " حتي رأينا أن الجريدة الورقية وموقعها الالكتروني أكثر ايجابية وتفاعلية و" تنسى عرب نيوز " هى الجريدة الوحيدة الناطقه باللغة العربية فى ولاية تنيسى وقد بدأناها فى مارس 2013 ، ونحن الان فى العام السادس لها ، والجريدة توزع مجانا ولا تباع ، كما ان لها موقع الكتروني يتابعه الكثيرون .
هل يختلف اصدار الجرائد في أمريكا عن مصر
هناك اختلاف طبعاً .. المهاجر فى أمريكا يعيش في دوامة البحث عن عمل ، و إنشغاله معظم الوقت في العمل وهموم الحياة يحتل مساحة كبيرة في ذهنه مما
يجعله يستسهل التليفون المحمول في متناول يده يبحث فيه عما يريد
ولكن هناك طبعا فئة لا يشبع نهمها الفكري غير الجريدة ، أما في مصر فقد يكون غلو الاسعار سببا فى احجام الناس عن الجرائد ، أو قد لا يجد القاريء في
الجريدة مصداقية الخبر ، وربما هموم الحياة تجعل الناس تبحث عن وسيلة أخر
أقصد اجراءات إصدار الجريدة
في أمريكا يستطيع أى فرد أن يصدر جريدة وكل ماعليه أن يسجل اسمها وان يدفع ضرائبها ان كان هناك ربح ، ولكن اصدار جريدة ليس بالعمل السهل من حيث المحتوي والتصميمات ونوع ورسالة الجريدة ونوعية القاريء وتكلفة هذا العمل ، ومن أي مصدر .. هل من الاعلانات ام أن هناك جهة معينة تتكفل بالصرف عليها ، كما بات من الصعوبة صمود أي جريدة أمام عدم وجود القاريء الذي اتجه هذه الايام الي الاجهزه الالكترونية بأنواعها
وفي الغالب فان اصدار جريدة في امريكا أمر سهل ولكن الصعب هو استمرارها وليست هناك رقابه علي النشر الا اذا اتضح وجود خطر علي الأمن أما النقد وحرية الرأي والتعبير فمكفولة للجميع طبقا للدستور .
ما هو اتجاه الجريدة الاساسى هل هى سياسية أم اجتماعية أم ثقافية أم دينية
الجريدة اتجاهها ثقافي بحت وهى تخاطب الكل بصرف النظر عن الانتماءات وليس لها اتجاه ديني ونقدم فيها خدمات اجتماعية و صحية وقانونية وأدبية ، ونتعرض لبعض المشاكل التي تواجه المهاجر فى أمريكا وكيفية حلها ، ولكننا نركز فى الغالب علي المعرفة ... نُعرف المهاجر بوطنه الجديد .. أين العمل والمتاح منه .. السكن .. اللغة .. المدارس .. الصحة حقوقه كمهاجر وواجباته تجاه الدولة التي احتضنته .
توعيته بالتخلي عن السلوكيات الغير مستحبة في أمريكا والتي جاء بها مثل الفصال عند الشراء ، احترام دوره في الطابور ، المصداقية في تعاملاته ، الأمانة في العمل واحترام المواعيد والزملاء ، وأن يعرف كيف يتعامل مع أولاده وزوجته حيث كل شخص له كرامة وحرية ، والاعتداء عليهما يعرضه للعقوبة ، وهذه من اكثر المشاكل التي يواجهها المهاجرين حيث يعيش بعضهم بعقلية وعادات غير مستحبة جاء بها من موطنه الأصلي ولا يريد التخلي عنها ، ونحن نركز بالاكثر على هذه السلوكيات وكيف نستبدلها بسلوكيات الاحترام ، وحرية التعبير لكل شخص و التى ينبغي احترامها لأنها من مقومات الإنسانية .
وما هى أهم القضايا التى تبنتها الجريدة خلال سنواتها الماضية
جاء البعض ومعه حلم أناني في جمع المال بشتي الطرق فكثرت مقاهي الهوكا والتدخين والعبث بوقت المهاجر وصحته ، ولذا وجدنا من مهام الجريدة في صفحاتها الصحية ، توعية الناس لتجنب الأساليب والأماكن الغير صحية . كما أن الأسرة لها اهتمام واسع في رسالة الجريدة نحو كيفية بناء الأسرة التى تساهم مساهمة فعاله في أرض المهجر .
اننا نعلم تماما أن المهمه صعبة جدا وخصوصا لأن الماديات تغلب عل النواحي الثقافية والمعرفه ، كما نلقى عدم الاهتمام من بعض المسئولين فيبخلون علينا حتى بالتدعيم المعنوي وليس المادي ، ولكن ان كانت هناك رسالة فان الايمان بها يُذَوِب كل الصعوبات .
وهل هناك هيئة تحرير للجريدة
طبعا هناك هيئة تحرير ممتازة من مختلف الدول العربية ويكتب فيها كتاب متطوعين
وكيف يتم توزيع الجريدة ؟
نحن نوزع الجريدة في كامل نواحي مدينة ناشفيل وخصوصا اماكن التجمعات .. السوبر ماركت والمطاعم والمخابز والمحلات التجارية وفي بعض أماكن العبادة ، وللجريدة موقع ويب وصفحة فيس بوك يستطيع كل شخص قراءتها من على النت كما أننا نرسلها لكل من يرغب فى استلامها في بيته باشتراك رمزي .
ما هى أهم التحديات التى تواجه الجالية المصرية فى ناشفيل ؟
تغيير بعض السلوكيات السلبية التي جاء بها بعض المهاجرين ، فهم يحملونها في حقائبهم ولا يريدون التخلي عنها ، وكذلك اللغة الانجليزية التى لايجد المهاجروقتا ليتعلمها .
حدثنا عن المعوقات التى تقابلك فى استمرارية اصدار الجريدة ؟
فى الأساس تأتى تكاليف اصدارها ، فليست هناك أي جهة تقوم بمساعدتنا فى اصدار الجريدة و المهاجر العربي يفتقر لثقافة الاعلان حيث تعتمد الجريدة علي الاعلانات في تغطية تكاليفها ، كما يفتقد الكثيرون لثقافة القراءة ، وبصفة عامة فان رسالة الصحافة الورقية تواجه تحديات شديدة مع تقدم التكنولوجيا التي بثت روح التكاسل واللجوء الي كل ماهو سهل .
الشباب والاطفال المصريين الذين لا يقرأون بالعربية كيف تخاطبهم الجريدة؟
نحن بصدد إصدار قسم باللغة الانجليزية ليتمكن من لايعرف العربية من النشأ الحديث من متابعة الجريدة .