الأقباط متحدون - لولا بيل جيتس!
  • ١٨:٣٢
  • الأحد , ٢٤ يونيو ٢٠١٨
English version

لولا بيل جيتس!

مقالات مختارة | بقلم : محمد أمين

٢٤: ٠٦ م +02:00 EET

الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٨

محمد أمين
محمد أمين

 لولا تغريدة بيل جيتس ما عرفناه.. ولولا هذا النعى ما سمعنا باسم العالِم المصرى العالمى عادل محمود.. الإعلام متهم والحكومات متهمة، ووزارات الهجرة على مر العصور لا قيمة لها، ووزارات البحث العلمى تهتم بالأكثر ضجيجاً.. سمعنا عن أسماء وهمية فى جوائز الدولة، منها المتردية والنطيحة وما أكل السبع.. ولكننا لم نسمع عن عالِم مصرى أنقذ حياة ملايين البشر، كما قال بيل جيتس!.

 
الغريب أن الإعلام المصرى لم يكتب حرفاً من قبل عن الدكتور عادل محمود، لكنه يكتب عن أسماء هامشية، لا تجيد البقاء فى المعامل، بقدر ما تجيد صناعة الولائم والعزومات.. وزارة الهجرة لم يسبق أن وجهت الدعوة إلى العالِم الكبير فى أى مناسبة، وتجاهلته حتى مات ولم نعرف باسمه.. لكنها تهتم فقط بأسماء تجدهم فى الجاليات المصرية، هؤلاء هم الذين يجيدون التنطيط فقط!.
 
ولا أخفى عليكم أننى شعرت بمرارة شديدة وأنا أقرأ معلومات عن العالِم الكبير لأول مرة، وللأسف كانت عبر النعى على صفحة بيل جيتس.. فقد قال إنه واحد من أعظم صناع اللقاحات فى عصرنا، ولكنه يموت فى صمت، بعد أن طور اللقاحات والأمصال فى المناطق المدارية، وأنقذ ملايين الأطفال فى العالم.. فهل سمعتم عنه من قبل؟، وهل يعرف به علماء مصر؟.. وهل رشحته أى جامعة مصرية لأى من جوائز الدولة؟.. هذه أسئلة تنتظر إجابات.
 
كان العالِم المصرى الكبير قد واجه مشكلة وهو فى سن العاشرة، حيث كان والده يحتاج إلى بنسلين، وذهب إلى الصيدلية ليشترى له حقنة، وحين عاد كان والده قد فارق الحياة.. فجعل حياته وقفاً لإنقاذ ملايين البشر، قرباناً لوالده، رحمه الله.. وهو يُذكِّرنى بقصة الدكتور مصطفى السيد، الذى تُوفيت زوجته بالسرطان، فراح يبحث لها عن علاج وقدم للبشرية علاجاً للسرطان من شرائح الذهب.. هؤلاء هم العلماء بحق وصدق!.
 
أعترف بأننا متهمون بالاستسهال، وأعترف بأن الحكومات المصرية على امتدادها لا تبحث عن «كفاءات» بقدر ما تبحث عن «معوقين».. فما حجة أكاديمية البحث العلمى حين لا تعرف بهذا الاسم الكبير؟.. وما حجة الجامعات المصرية حين لا تسمع بالدكتور عادل محمود؟.. وما حجة وزراء الهجرة حين لا يدعون اسماً بهذه القيمة فى أى مؤتمر للمصريين «المغتربين»؟.. ماذا يقولون لنا؟.. وأى حجة تكون دليلاً على براءتهم؟!.
 
أيها السادة، هذا عالِم كبير.. رفع اسم مصر فى السماء.. وأنقذ ملايين البشر فى قارات العالم بلا تمييز.. ومع هذا لا هو حصل على قلادة النيل، ولا جائزة الدولة التقديرية، ولا حتى صدر بشأنه نعى من جامعة، ولا أكاديمية البحث العلمى.. وأخيراً لا يوجد نعى للراحل الكبير باسم الحكومة المصرية، ولا رئاسة الجمهورية، حتى يتساوى بالفنانين ولاعبى الكرة!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع