الأقباط متحدون - الفن القبطي بين الدين والحياة
  • ٢٠:٢٤
  • الاثنين , ٢٥ يونيو ٢٠١٨
English version

الفن القبطي بين الدين والحياة

سليمان شفيق

حالة

٣١: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٨

رسومات الدستور
رسومات الدستور

سليمان شفيق

رسومات الدستور تؤدي لحراك ايجابي
اثارت الرسوم التي نشرتها صحيفة الدستور للفنان احمد الصبروني والصحفية زينب عتريس في موضوع بعنوان :"بركاتك يا عدرا " جدلا كبيرا ما بين معارضين ومؤيدين ، ومع احترامي للطرفين فأن مانشر ادي الي حراك ايجابي لاول مرة حول الحقبة القبطية والفن القبطي الامر الذي جعل الفنان القبطي البارز عادل نصيف يقول :

الفنان عادل نصيف : الفن القبطي ملك الجميع
 " الامر لايستحق كل هذة الغلبة ، الاعمال مستوحاة من جذور التراث القبطي ، متمثلا في بروتريهات الفيوم ، والتي استمرت ملامحها علي جدران الاديرة حتي القرن الثامن الميلادي ، وكم ناديت بالاهتمام بتراثنا نحن الاقباط ولكننا نتعرض لتجاهل لانة بكل اسف وعن عدم دراية ينسخون فنون الغير .. وهناك كوارث .. تجدهم الان يتشنجون للدفاع .. شئ محزن جدا ، والفنان لة رسالة تحكمها ضوابط من ضميرة فقط ، والحضارة القبطية تراث ملك للجميع ، وربما صورة كوبر فقط خارج السياق وتركيبتها علي أيقونة المسيح ، لكن الافضل أن نعمل علي تراثنا وننشرة ونحترمة ونستلهم منة في كنائسنا تأكيدا الخصوصية وحفاظ علي هوية بدلا من محاربتة من خلال اصحابة المتشنجين الان ، متي نصلح انفسنا "

وتنشر صفحة "عضمة زرقا " القبطية في 20 يونيو:

ليس ازدراء ..بل اشكروا الفنان !
(الحقيقة مندهش جدا من الحملة ضد اللوحات الفنية التي رسمها الفنان احمد الصبروتي لبعض لاعبي منتخبنا المصري ..والقول انها ازدراء للمسيحية ..
رغم أنها ليست كذلك ولا تحمل أي ازدراء ..

اللوحات مستوحاة من لوحات مصرية اسمها وجوه الفيوم اكتشفت أواخر القرن التاسع عشر بالفيوم ثم بعدة بلاد مصرية ...ومن يومها وهي مثار انبهار للعالم كله ..نحو ٩٠٠ لوحة منتشرة في متاحف العالم ويعود تاريخها للقرون الميلادية الثلاثة الاولي ..وهي فن روماني يوناني له مسحة مصرية مميزة ..وكانت توضع علي تابوت الموتي ..اللوحات تمثل بداية فن البرتوريه في العالم والجو الصحراوي حفظ الوانها البديعة وكأنها لم تجف بعد ..وكأن العيون تنظر نحو الحياة الأخري ...

فن بديع ..مصري ..اختلطت فيه الحضارات فكانت النتيجة لوحات عالمية ..
الفنان المصري استوحي من وجوه الفيوم لوحاته ..ومن الفن القبطي بعض رموزه ومن قال إن الفن القبطي قاصر علي جدران الكنائس والايقونات ..

اذهبوا للمتحف القبطي وشاهدوا كيف أبدع اجدادنا في فنونهم ..ستجدوا مثلا مشط الشعر عليه صورة دينية من الإنجيل ..منحوتة بكل دقة ..هل هذا اذدراء ...ستجدوا ادوات للطعام عليها صلبان وملابس للخروج عليها رموز مسيحية ..

يا اخوة ..الامر ليس كما أشيع ولا يقترب من مناطق محرمة بل فن جميل ورسالة رائعة من حضارتنا وثقافتنا وهويتنا ...مصر متعددة الأعمدة وهويتها مميزة والعامل القبطي فيها مؤثر ..

اشكر الفنان المبدع الذي يبدو تأثره الواضح بفنون الأجداد وهوية مصر وابداعها المميز علي مدي الأجيال)

وينشر المفكر القبطي كمال زاخر:
الفن القبطي هو الابقي والاكثر تأثيرا

(قامت الدنيا ولم تقعد بسبب رسومات ايقونات المنتخب والتى استوحت خطوطها من الأيقونات القبطية، وهو أمر متوقع ومتسق مع وضعية الأقباط المستهدفين أبداً، فى يومهم وغدهم، ووربما وجودهم، خاصة بعد إحياء المد الطائفى السلفى بتنويعاته وتحالفاته، حتى صارت الأعصاب تحت الجلد بل فوقه، وتتفاقم أزمتهم واغتيال مواطنتهم مع غياب المعالجات التى يكفلها الدستور والقانون، وقد ازيحت لحساب الحلول العرفية والموائمات، وزاد من وطأتها انحسار منظومة القيم المصرية بفعل تراجع التعليم وضحالة الثقافة، وتصحر الذهنية العامة على اصعدة مختلفة.

وبات من المحتم مناقشة الامر بعيداً عن التربص والاستهداف وخارج دائرة التدين الذى صار ضجيجاً بلا طحين، وننتظر مبادارت من المجتمع المدنى واليات وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للصحافة تدعو إلى العديد من المنتديات الثقافية لدعم الابداع المصرى واعادة تواصله مع جذوره القبطية المصرية القديمة.

وبعيداً عن الحالة السائدة تكشف ايقونات المنتخب عن تجذر الفن القبطى (المصرى) فى وجدان الفنان، لكونه مصرياً، وأن الفن القبطى هو الأبقى والأكثر تأثيراً والمقاوم لمحاولات طمسه وتدميره.

والذى يؤكد بريشته على رمزية ايقوناته التى تكشف دون أن يدرى عن عبقرية التجسد الذى اتاح لنا ان نتفاعل مع “الإنسان يسوع المسيح” بحسب تعبير بولس الرسول " لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الانسان يسوع المسيح" (1تي 2: 5).

فالتجسد اعطانا ان نرى صورة لله اقرب الينا ، الذى فى المسيح يسوع شابهنا فى كل شئ واخذ جسد بشريتنا لنقدر على التعامل معه بغير خوف شكلته صورته فى العهد القديم جبارا ومنتقما ومحتجباً ومتعالياً.

إلهنا انسانا ارتقى بنا وبالفن وبحرية التعبير، ولعل وجوه الفيوم خير دليل، قد يكون لنا تحفظات نبديها على ايقونات المنتخب وبخاصة ايقومة "كوبر" فى اطار النقد الفنى وليس الرجم المعنوى، وننطلق الى عمل وحراك يعيد للفن الراقى موضعه فى حياتنا، نتصالح فيه مع الإبداع، ونثرى حياتنا بالرقى فى مواجهة التجهم والتصحر)

ورغم ذلك ثارت بعض الاصوات وتقدمت ببلاغات ضد الرسام والموضوع ، بل وتطاولت بعض الاقلام "شتيمة علي صفحتة" مما دعاة الي اغلاق الصفحة ، وحول تلك الدعاوي يقول الاستاذ هاني رمسيس المحامي :

لايوجد مخالفة للقانون :
(ما العمل المؤثم الذى ارتكبه المصور أو رسام الدستور
.. واتعلم من الجميع
هل توجهت نيته لارتكاب الجريمة قصدا وعمدا
هل كان يعلم بجريمة وقصد تحقيق هذه النتيجة
هل قصد إهانة المسيحية فى ضرب رموزها وهو السيد المسيح
هل قصد تعبيرا و سما ام قصد ازداءا وإهانة وتأكيد للسلم والسلام المجتمعى
.....

فكل جريمة لها قواعدها وأيضا ثوابتها التى تبنى عليها قواعد الاتهام..
.. هل الفعل خطأ لم يرقى ليكون جريمة.
. أم توافر القصد الجنائى العام والخاص عن طريق الإرادة والعلم بفعلته التى ارتكبها
.. اخوتى وزملائه واساتذتى الأمر ليس بالهين
.. ولكم أن تتخيلوا يامن تقدمت ببلاغات أن يقدم الصحفى للمحاكمة فيصل على البراءة لعدم توافر قيام أركان الجريمة
النتيجة أصبح هناك حكما صدر لصحفى بعدم تجريم استخدامه لصورة السيد المسيح
فتيل الوضع ماذا سيكون
... انتبهوا قبل الخوض فى الأمور الفنية دون بحث أو دراسة
لنفاجا بحكم تاريخى نتورط فيه جميعا
... وقد اقترحت الحل على صفحتى وهو الطريق الذى ساسلكه وهو الحوار مع المؤسسات الصحفية الحاكمة)

ويؤكد المحامي هاني رمسيس انة اذا قدم الفنان احمد الصيروني للمحاكمة سوف يتضامن ويترافع عنة .

احمد الصبروني : الفن القبطي هو الاب الروحي :
وقال الفنان احمد الصبروتي، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: إن سبب اختياره للفن القبطي يرجع لكونه أول وأقدم وأهم محاولات الفنان القديم لرسم بورتريهات واقعية، وتفاعلت معه جميع حضارات أوروبا القديمة والحديثه ونقلته من الحضارة المصرية وطورته، فالفن القبطي هو الأب الروحي للأيكونوجرافي "فن الأيقونة" المنتشر في كل العالم".

وأضاف عن بورتريهات الفيوم: "إن الفن القبطي كان معاصرا لمرحلة اضمحلال اقتصادي وتوتر سياسي نتيجة التهديدات العسكرية الخارجية من كل ناحية، بجانب القمع السياسي والديني الداخلي، فظهرت بورتريهات الفيوم كبديل أرخص وعملي عن التوابيت الفرعونية المنتحوت عليها شكل الميت بدقه فائقة، واستعيض عنها ببورتريهات مرسومة بألوان "تمبرا"، وهي "ألوان السائل الحامل للصبغة في صفار البيض".

وأوضح: "نتيجة للتهديدات السياسية في هذا الوقت وعدم الاستقرار، أصبح التوتر والقلق ظاهرًا على وجوه الناس الذين كان يتم رسمهم على التوابيت الخاصة بهم، وكان الفنان القبطي يقوم بتوسيع العيون، فاعتبرت من وقتها إحدى خصائص الفن القبطي التي تدل على قوة إيمان وبصيرة الشخص ورؤيته للحق".

وأوضح الصبروتي أنه تمثلًا لهذا الفن، رسم بورتريهاته عن اللاعبين، حيث أظهر التوتر والقلق على "علي جبر" وغيره، وكذلك قام بتوسيع عيون اللاعبين، للتعبير عن إيمانهم وبصيرتهم ونقاء روحهم وفي نفس الوقت توترهم وقلقهم نتيجة الضغط والرهبة.

وفيما يتعلق بصورة ووجه محمد صلاح، فقد قام بتتويجه بغصن الزيتون الذهبي، وهذا يدل على أن الإنسان في السماء، وصلاح فعلا نجم في السماء، وكتب على صورته "إبؤورو" يعني "الملك"، أما محمد الننّي فاعتبر أن ملامحه فرعونية، وهو "نني" العين؛ لذا أضاف له رمز عين حورس على عينه، أما الحضري فقد كتب عنه بالقبطي "بيشاومويت" يعني "القائد"، أما الرسول الأرجنتيني هيكتور كوبر، مدرب المنتخب المصري وحبيب المصريين، فقد رسمه على هيئة تشبه السيد المسيح أو واحدا من رسله كدليل على شعبيته ومحبة المصريين له.

وأكد أن المشروع يهدف لخروج الفن المصري القبطي من محبسه والتعريف به للعامة، وإخراجه للأجانب وليس المصريين فقط، مع التأكيد على مصريته، عن طريق ربطه بملامح وجوه مصرية مشهورة ومحبوبة ومشرفة عالميا)

اذن نحن امام ظاهرة تستحق الحوار وليس التأثيم والادانة ،بقدر ماتستحق أن ننظر الي :
ما نشر تسويق للفن القبطي وتأكيد عي جذور اللاعبين ،كما تجدر الاشارة الي تأثر الفن القبطي بالفرعوني والروماني واستعار منة الكثير مثل النسر والرايات والنوتي "راس الحاكم" كما ان الفن القبطي لم يقف عند السيد المسيح والسيدة العذراء والقديسين بل نقل كل نواحي الحياة ، ولابد ان نعرف ان المسيح اسمر في افريقيا واصفر في اسيا الخ .

هكذا لابد ان نستثمر تلك القضية من أجل تدريس الحقبة القبطية والفن القبطي في المدارس والجامعات ، وأعادة النظر في التعليم الكنسي حول الحوار الذي جري بعد تلك الرسومات خاصة حول تضاءل الفهم حول سر التجسد .

اخيرا بصفتي اصبحت من عواجيز الصحافة اتضامن مع الزميل احمد الصبروني والزميلة زينب عتريس ، واحترم وجهات النظر المختلفة معهما ، واتمني أن تفتح جريدة الدستور الحوار حول الموضوع ، وان تعقد المؤسسات الفنية المختصة بالفن القبطي الحوار ايضا لان الحراك الذي حدث رغم حدتة ايجابي .