"مصاعب مع الحرية" .. وحق الأشخاص في ممارسة عقيدتهم بحرية
* دور الدولة هو حماية مواطنيها من تأثيرات العقائد الأخرى.
* الحريات المبالغ فيها من الممكن أن تصعِّب الحياة على الناس.
* الحريات الشخصية تختلف من شخص لآخر في تفسيرها وقيمتها.
* مع ظهور المسيحية شمل مفهوم القتل قتل الذات أيضًا.
كتبت: ميرفت عياد
أصدر "منتدى المعلومات النمساوي العربي"، عددًا جديدًا من مجلته الشهرية، تحت عنوان "مصاعب مع الحرية"، طرح فيها العديد من الأسئلة حول ماهية الحرية، وما إذا كانت تختلف في المجتمع العربي عنها فى المجتمعات الأخرى، وهل هناك فروق ثقافية؟ وهل الحريات الشخصية تختلف من شخص لآخر في تفسيرها وقيمتها؟ مشيرةً إلى عدم وجود حرية تثير العقول بهذا القدر مثل حرية العقيدة، فهل على الدولة أن تحمي مواطنيها من تأثيرات العقائد الأخرى؟ وقالت: إن الحرية ليست إيجابية دائمًا؛ لأنها من الممكن أن تجلب المصاعب والمشكلات، كما أن الحريات المبالغ فيها من الممكن أن تصعِّب الحياة على الناس.
الحجاب وحماية المرأة
وتساءلت المجلة: هل فرض القرآن الحجاب على المرأة حقًا؟ أم قام الرجال الأكبر سنًا على وجه الخصوص بقياس سلطتهم على مظهر المرأة؟ حيث رأت "لمياء قادور"- المتخصصة في العلوم الإسلامية- أن الحجاب تقليد قديم للغاية، وأن دولة القانون الحرة الديمقراطية تضمن الحقوق وتفرض الواجبات في ذات الوقت. وتساءلت: هل يحقق الحجاب غايته الأساسية وهي حماية المرأة من شهوة وطمع الرجال؟ وأضافت: بدلًا من الحجاب المرتبط بقواعد المجتمع السابقة، تتحقق الحماية المقصودة من "أشكال التحرش" اليوم عن طريق نظام قانوني فاعل، حيث تحمي دولة القانون الحرة المرأة، بفرض عقوبة على منْ يهاجمها.
حرية العقيدة والضمير
وأشارت المجلة إلى أن المادة التاسعة من اتفاقية حقوق الإنسان والمادة الرابعة عشر من القانون الأساسي للدولة تنظمان حرية العقيدة والضمير، كما تكفل مواد دستور الدولة لكل شخص الحق في تشكيل عقيدته بحرية وبشكل مستقل عن كل تأثير من الدولة، وتعد حرية العقيدة السلبية والإيجابية جزءًا من ذلك، موضحةً أن حرية العقيدة السلبية هي الحرية في عدم الانتماء لطائفة دينية بعينها والابتعاد عن شعائرها، أما حرية العقيدة الإيجابية فيقصد بها الحرية في إمكانية ممارسة العقيدة دون عراقيل من الدولة.
واجب الحياة وحق الموت
وتحت عنوان "واجب الحياة وحق الموت"، أوضحت المجلة أن تاريخ تقييم الانتحار هو تاريخ طويل ومتنوع؛ ففي العصر العتيق كان هناك الحكم بالانتحار والثناء عليه، لكن مع ظهور المسيحية، وخاصة مع عهد القديس "أغسطينوس"- حسب المجلة- شمل حظر القتل بالمفهوم المسيحي قتل الذات أيضًا، وهو تقليد لايزال ساريًا في الوقت الحاضر حتى إذا لم يُنكر حق المنتحر في الدفن طبقًا للعقيدة المسيحية. مضيفةً أن قتل الذات خطيئة ويضع الفلسفة أمام مشاكل كبيرة، حيث استهل الفيلسوف الفرنسي "ألبير كامو" مقاله عن اللامعقول بقوله: "إن هناك مشكلة فلسفية حادة وحيدة وهي الانتحار والقرار إذا كانت الحياة تستحق أم لا، وهو السؤال الأساسي للفلسفة ويأتي الاستفسار لاحقًا عن أي شيء آخر".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :