استغاثة علي الفيس بوك بسبب رفض تسليم جثة طفل قبطي لأسرته غرق لدفنه بالمنيا
محرر المنيا
٣٩:
٠٧
م +02:00 EET
الاربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨
كتب : محرر المنيا
اثارت واقعة غريبة غضب شديد بين المواطنين نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك استغاثة نشرها احد اقارب طفل قبطي يروي تفاصيل رفض الجهات المعنية تسليم جثمان ابنهم لدفنه بالمنيا
وجاء بالاستغاثة .
فى يوم 10 ـ 4 ـ 2018 غرق ديفيد سامى سمير فى مياه النيل بمدينة ملوى بجوار شرطة المسطحات المائية ، وهو بصحبة جدته لأمه وشقيقه الأصغر مايكل وتم تحرير محضر بالواقعة برقم 1075 ادارى بقسم شرطة ملوى وبعد شهرين من المعاناة والوجع فى اكثر الحالات الإنسانية إيلاماً وفى يوم 9 ـ 6 تم العثور على جثة ديفيد طافية على سطح النيل فى مدينة بنى مزار التى تبعد عن مدينة ملوى بمسافة 100 كيلو متر شمال المنيا ، وبعد إبلاغ اهله بواسطة شرطة الإنقاذ النهرى قام اهل ديفيد من فورهم بالتوجه مباشرة الى مشرحة مستشفى بنى مزار ، وهناك تعرفوا على جثته من خلال ملابسه التىهى عبارة عن تيشرت ابيض وشورت كحلى ، وبعدها توجهوا الى قسم شرطة بنى مزار وحرروا محضراً بالتعرف على جثته برقم 68 احوال وطالبوا بتسلم الجثة تمهيداً لدفنها وعملاً بمقولة ( إكرام الميت دفنه ).
لكن كيف يحدث هذا؟ بدأت رحلة اخرى طويلة من الذل والمهانة ودون اعتبار لأى مشاعر انسانية لأهل ديفيد ،ياعالم ياهووو ما الذى يمنع من دفن ابننا وقد تعرفنا عليه من خلال امه وابيه وكل اقاربه ، الإجابة التى رددها المسؤولون ولا تحمل اى منطق ، لا بد أن تنتظروا نتيجة تحليل الـD N A
ولماذا ننتظر هذا التحليل وليس هناك طرف آخر يطالب بالجثة ؟
اهل ديفيد لم يعترضوا على اجراء هذا التحليل وينتظرون نتيجته ، لكن السؤال المنطقى هو ، لماذا انتظار نتيجة التحليل ( والتى تتراوح مدته من شهرين الى ثلاثة اشهر ) ولا يوجد اى نزاع على الجثة من اى طرف ؟ الجميع يعرف ان اى جثة يتم العثور عليها ولا يتم التعرف عليها من احد يتم دفنها خلال يومين ، فما سر هذا التعنت الغير مبرر وغير المنطقى فى حالة ديفيد.
ثمانون يوما على غرق ديفيد وعشرون يوما بعد العثور على جثته ولازال الجهات المعنية تصر على موقفهما الرافض لكل محاولات دفن ديفيد حتى يرتاح فى تربته .
عشرون يوما ً ولا زال اهل ديفيد يفترشون ارصفة الشارع المؤدى الى المستشفى ولا زالت امه وجدته تنامان امام المشرحة فى مشهد يسئ اكثر ما يسئ الى سمعة مصر وحق الغلابة فيها .
عشرون يوماً ولازال ديفيد يمكث فى المشرحة ، وروحه عند خالقها تشكو ظلم البشر ، وتعنت الإنسان ضد اخيه الإنسان .
عشرون يوماً تدخلت اطراف عديدة للحل دون جدوى ، منظمات حقوق انسان ، شخصيات عامة ، جميع نواب ملوى وبنى مزار طرحوا حلولاً وسط ، منها
ـ أن بدفن ديفيد فى مقابر اهله مع تعهد والده كتابة بأن يعيد الجثة فى حالة ظهور نتيجة التحليل غير مطابقة
ـ أن يدفن ديفيد فى مقابر الصدقة التابعة لمطرانية بنى مزار مع تعهد المطرانية ووالد ديفيد بإعادة الجثة فى حالة عدم التطابق .
هذه الحلول لم ترض السادة المسؤولين وتمسكوا بحل واحد وحيد يحمل إهانة بالغة لديفيد الميت واهله الأحياء على السواء وهذا الحل يتمثل فى دفن ديفيد فى مقابر الصدقة العامة تحت ذريعة ( جثة مجهولة ولم يتعرف عليه احد ) وهذا الحل الذى يراه السادة المسؤولون وكما يبدو لكل صاحب نظر ، يعتبر ديفيد مالوش اهل يعنى مقطوع من شجرة او هو طفل شوارع ، ويتجاهل فى نفس الوقت وجود اهله من الأصل ، مما يجعلنا نطرح سؤالاً أخر ، من هم إذن هؤلاء الذين ينامون امام المشرحة يتجرعون مرارة فقد ابنهم مع احساسهم المرير بالقهر جراء ما يحدث من تعنت امام عيونهم ودون مراعاة لمشاعرهم ، وهل لو كان ديفيد قريباً لأحد المسؤولين هل كان الوضع سيكون كذلك .
الكلمات المتعلقة