الأقباط متحدون - أرقام تحطم أساطير2-4
  • ١٤:١٥
  • الخميس , ٢٨ يونيو ٢٠١٨
English version

أرقام تحطم أساطير2-4

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٨: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
د. مينا ملاك عازر
نستأنف في هذا المقال سلسلة من الأساطير التي يجب تحطيمها ومحاسبة من روجوها حتى ماتت ضمائر المسؤولين لاقتناعهم بصدق تلك الأساطير.
 
أسطورة المصريين بيشغلوا التكييف طول اليوم، وده سبب أزمة الكهرباء وأسطورة، شوفوا بيجهزوا عيالهم بأجهزة وعفش أد إيه؟ لك أن تعرف صديقي أن نسبة الأسر التي تملك جهاز تكييف هي 11.1%  فقط، حوالي 90% لا يملكون ما تلومونهم عليه، وأنتم تحت تكيفاتكم، وبالمناسبة 54.4%  فقط يملكون سخان مياه أصلاً، ومازالت الغالبية تملك غسالة عادية، بينما لم تدخل الغسالة الأتوماتيك إلا منازل  26.3%  فقط من الأسر المصرية، إذا كان هذا حال بعض الأجهزة الأساسية، فمن الطبيعي أن تكون نسب الأجهزة الرفاهية لا تكاد تُذكر، مثلاً 5.8%  فقط من الأسر تملك مايكروويف أو شواية،  1.7%  يملكون غسالة أطباق أسطورة.
 
أنا دورت على سواق عامل وملقتش، يعني البلد مفيهاش بطالة، هذه العبارة من العبارات التي يجب الرد عليها هكذا، عام 2015 ارتفعت نسبة البطالة إلى  12.8%،  بمجموع  3.7  مليون عاطل، بينما بلغ عدد المشتغلين  24.8 مليون مواطن منهم 5.9 مليون بالحكومة، والباقي بالقطاع الخاص، ليست مشكلتنا أن حضرتك لم تبحث جيداً عن السائق أو أن النظام التعليمي لم يؤهل هذا العامل.
 
أسطورة المصريين شعب كسول.
 
لك أن تعرف صديقي القارئ أن عدد ساعات العمل الأسبوعية للعاملين المصريين بالقطاع الاستثماري 50 ساعة ثم بالقطاع الخاص 48.9 ساعة ثم بالقطاع العام 47.1 ساعة. هذه معدلات عالية عالمياً إذا قارنا مثلاً بلندن 33.5 ساعة نيويورك 35.5 ساعة طوكيو 39.5،  معدل الإنتاج والإتقان له نقاشات أخرى، لكن من حيث عدد الساعات البحت بالتأكيد المصريون ليسوا كُسالى أبداً، وهذا منطقي إذا كانت الغالبية بحاجة للعمل في أكثر من جهة وإلا سيجوعون، حرفياً المدرس الذي يترك مدرسته لأنه سيعمل طيلة اليوم بالدروس الخصوصية، والطبيب الذي يهرب من المستشفى الحكومي لأنه سيسهر للفجر في مستشفى خاص، والموظف الذي ينام بالمكتب لأنه يعمل سائقاً إلخ، يمكن وصفهم بأي شيء إلا الكسل.
 
مرة أخرى نتوقف لنلتقي في المقال القادم -بإذن الله- مع باقي الأساطير المتعلقة بالتعليم وأساطير أخرى كثيرة سنهدمها، لعل مسؤولينا تستفيق ضمائرهم إن كان لم يزل هناك بقية منها.
 
المختصر المفيد كفاكم كذب، وترويج شائعات، هل تحاسبون كما تحاسبون من تتهمونهم زوراً وبهتاناً بترويج أخبار كاذبة من شأنها تكدير السلم العام على ترويجكم أساطير من شأنها تكدير المواطن المصري.