الأقباط متحدون - الجوزائيون
  • ٢٠:٢٠
  • السبت , ٣٠ يونيو ٢٠١٨
English version

الجوزائيون

مقالات مختارة | مفيد فوزي

٢٨: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٨

مفيد فوزي
مفيد فوزي

يقولون عن مولود برج الجوزاء إنه ولد للكتابة والخطابة، وإقناع الآخرين! ويقولون إنه بارع فى التسويق وأنه مؤثر أى يملك موهبة تغيير القناعات بأسلوب ساحر ويقولون إنه ملول لا يطيق الجلوس طويلاً وأنه رفيع رشيق الخطوة والحركة ويتكلم بيديه ويحرك رجليه وهو مقنع، من نجوم هذا البرج جون كيندى ومارلين مونرو وترامب وأنجلينا جولى ويوسف السباعى ومحمود عبدالعزيز، وأنا جوزائى وأفخر وليس بالضرورة تنطبق على شخصيى كل صفات البرج ولكنى قد أحمل بعض السمات ولم أذهب فى حياتى لعرافة تقرأ لى كفى ولا أحد قرأ فنجانى المقلوب ولست متابعاً لأبواب البخت فى الصحف وإذا تصادف وقرأت فمن باب الفضول لا أكثر. وجيرانى فى هذا البرج نخبة تتألق ولها هيبة وتأثير، اخترت بعض الأسماء الجوزائية، وأكتب رؤيتى بحكم المعرفة وربما الجهل بعالم الشخصية، لكن من المؤكد أن هناك خصالاً مشتركة، ولا أدرى إن كان الفيلسوف الإنجليزى برتراند راسل على حق أم لا، حين قال «إن برج الجوزاء يبث إشعاع الجمال والفن فى الحياة بحكم سحر المنطق وعذب الكلام» وعن علم الأبراج لم أقرأ سوى كتاب حنان مفيد فوزى لأنها تسرد لنا خصائص نفسية ولا تدخل فى علم الله بالتنبؤ بمستقبل أو بفلوس جاية فى السكة! وأتحدث عن هؤلاء من واقع شاشتى واشتباكى الناعم.

١- زاهى حواس:
مصرى له سمعة عالمية، وهب حياته لتاريخ ملوك وملكات الفراعنة حتى صار مرجعية ومكتبة متنقلة، لا يفارقه حماس ولو لأصغر الأشياء، يملك فطنة ويشم صفات الناس من بعد، وطنى بلا شعارات ولغته الأجنبية المتدفقة قطعت حاجز الخجل مع الأجانب وزال انبهاره بالغرب ربما لزهوه الخاص بحضارة مصر القديمة، صديق صاحبه ويمل الحديث ما لم يتجدد، دُغرى يكره الالتواء ويمقت التصنع. المرأة عنده عامل مساعد لتقبل مرارة الحياة، كاره للمناصب عاشق للحرية والآثار عنده ليست علم الحوادث الميتة!

٢- فاتن حمامة:
كانت تتعامل مع المقربين حسب أبراجهم، ولم تتحمس كثيراً للعقارب أى مواليد برج العقرب! تقرأ بمهارة لافتة للنظر رؤوس الغير وتعاملهم كالأطفال، اختارت «الروقان» منهجاً و«الفن» مهنة تعاملت معها كرسالة تربوية وليست شو وشهرة ومقياسها للصداقة الثقة والأمانة، صداقاتها قليلة ومحدودة وتصغى أكثر مما تتكلم ولا تستأثر بتجاربها المتراكمة وتحب الاستئناس بتجارب أنضج، تصف تجربتها مع د. محمد عبدالوهاب بأنها «الأنضج»، ميلها للحزن أكثر وكراهيتها للزحام كبيرة، تثق فى الآخر بصعوبة. أوصت بعدم إقامة سرادق للعزاء لأنه «تبادل مصالح اجتماعية»!

٣- عبدالحليم حافظ:
أشهر مواليد الجوزاء وأملك أن أقول إنه الصديق الصدوق لأن رجولته فى المواقف تؤكد تضحية الجوزائى وأنه ليس هوائياً بالمرة كما يقول بائعو البخت! يملك أهم سمات ومقومات الجوزائيين وهى «الإتقان» المذهل فهو يجرى عدة بروفات قبل كل غنوة يشدو بها، فى الحب غيور لدرجة بعيدة، ليس متكالباً على المال، إنما كان يعب الحياة عبا لعلمه أن حياته قصيرة، يتمه كان يقوده للتعرف على عائلات وكأنه يبحث عن أمه، كان وهو يغنى «جباراً» فى صوته وكأنه يستمد طاقة فوق طاقته، كان يكره الليل مثل كامل الشناوى!

٤- محمد سلماوى:
يمثل «الجوزائى» فى تعدد اهتماماته، فهو أديب وكاتب صحفى ومسرحى، نشأته فى أحضان أسرة ميسورة الحال فى نهاية العصر الملكى لم تمنع تعاطفه مع البسطاء، ولم تمنع من تنبؤ بثورة عبر رواية «أجنحة الفراشة»، هو الذى اشترى شقة خصيصاً للكتب «١٠ آلاف كتاب». سلماوى ككل الجوزائيين يعتمد على الصدق ولو كان الأذى من نصيبه! نصف وزن سلماوى تفاؤل بالغد، يرى أن جسور تواصل المثقفين مع الشارع انقطعت حين تكوموا فى الصالونات! يرى سلماوى أن الدور ٦ فى الأهرام إحدى «عبقريات» هيكل، سلماوى صاحب المادة القائلة فى الدستور عن «حق المواطن فى الثقافة» وإن ظلت المادة حبراً على ورق!

٥- محمد صلاح:
عيب المصريين هو التفاؤل الذى يصل إلى عنان السماء وليس هذا متاحاً فى كرة القدم، بدليل هزيمة المنتخب رغم اشتراك محمد صلاح! وأحترم «زمالة» محمد محمد فى برج الجوزاء بل يدعونى للفخر بأن اللاعب العالمى المصرى محمد صلاح أو «موصلاح» جوزائى! بالمناسبة لست مصاباً بفوبيا صلاح وأعتبره مهارة مصرية لا نظير لها، والهزيمة ليست بعيدة. من مميزات الجوزائى أنه يتلقى أى انكسار بعزيمة وإصرار، وإصابة صلاح جعلته حذراً بشدة فى الملعب الروسى، صلاح جوزائى متواضع يحب أسرته وعطوف ويحب الخير فى السر، ولكن الاكتئاب لا يرحل عنه بسهولة! ومثل الجوزائى صريح إذا انفجر، وصادم فى صدقه! لكنه فى تواضع العشب.

٦- أحمد أبوالغيط:
جوزائى أصيل مولود فى ١٢ يونيو وعاش أخطر فترات مصر وفى قلبه وصدره أسرار ينوء بحملها أعتى الرجال، اقتربت منه وحاورته وهو وزير خارجية مصر فى الشأن الداخلى (!) وراقت له الفكرة، عندما سافرت إلى السودان مرة وإلى إثيوبيا مرة أخرى، ذهبت أسأله «دعماً معلوماتياً» كما علمنى أحمد بهاء الدين، ووفر لى ذلك بشباب الخارجية المصرية النابه وحين سلم الراية، كنا نلتقى فى الجونة. كجوزائى، يقظ، متحدث، عنده ألف حكاية، ذكى، يسمع محدثه، شغوف لكل جديد، سمهرى القوام دون كرش، حين تبوأ منصب الأمين العام للجامعة العربية، كان التصدع العربى حاضراً بشدة مما جعل مهمته صعبة لكنه يعلم أن بحور السياسة متقلبة!

٧- ترامب:
جوزائى مولود فى ١٤ يونيو، لكنه «يجمع كل الأبراج فى شخصيته» فهو عذراء، أحياناً وعقرب دائماً وأسد فى بعض الأحيان وقليلاً ما يكون ميزان وكثيراً ما يتحول إلى «ثور»!!
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع