مأساة مريض يفترش الرصيف منذ عامان بسوهاج .. والأهالي يناشدون المحافظ بعلاجه
سوهاج - توماس موفيد
٠٩:
١٠
ص +02:00 EET
الأحد ١ يوليو ٢٠١٨
سوهاج _ توماس موفيد
رصدت كاميرا " الأقباط متحدون " حالة من الشقاء يعيشها شاب يقترب عمره من الثلاثين تقريبا , يفترش الرصيف منذ عامان علي بطانية ممزقة في ميدان الثقافة بسوهاج متخذا أحد جدران سينما سوهاج المغلقة مأوي له مستظلا بأحد الأشجار ، معتمدا علي بقايا فتات المارة ليقتات بها جسده الهزيل .
اقتربنا أكثر من الشاب لنتعرف علي حكايته , وكانت المفاجأة أن هذا الشاب لا يتكلم إطلاقا , انتظرنا دقائق لنري أحد الباعة الجائلين يهرول إلينا مسرعا مرددا " مالكم بميدو عاوزين منه أيه " ، تحاورنا مع الرجل فاستوقفنا مستأذنا ليعود بعد دقائق حاملا كوب من الشاى ليصطحبنا للجلوس بجوار ميدو قائلا ” أصله بيحب الشاي ” .
جلس بائع الشاي يستطرد لنا حكاية ميدو , الذي وجده بعض أصحاب المحلات في الشارع الخلفي للسينما المغلقة والملاصق لنفق العروبة منذ أكثر من عامان , وجدوه هزيلا في جسده وبشعر طويل ملئ بالأتربة مرتديا لملابس شديدة الإتساخ ومقطعة يتضور جوعا محاولا البحث عن أي طعام بأكياس القمامة فى الشارع .
عطف عليه بعض أصحاب المحلات وقدموا له طعام يتناوله , وبعدها أخذوه إلي أحد المساجد القريبة وقاموا بغسل جسده بدورة مياه المسجد وبعدها قصوا له شعره وكسوه بثياب نظيفة , ولكن ماذا يفعل الأهالي بعدها وكل منهم يخاف أن يستضيف ذلك الغريب بمنزله وسط أولاده وزوجته .
قطع حديثنا قدوم أحد أصحاب المحلات ويدعي ياسر محمد راكبا دراجة ويحمل كيس به زجاجة مياه باردة وطعام أعدته زوجته خصيصا لميدو الذي أسرع بفتح الكيس ليسد جوعه الذي أخفاه عنا أثناء جلوسنا .
ترك ياسر دراجته وجلس بجانبنا ليحكي لنا دوره في مساعدة ميدو قائلا ” أنا راجل علي قد حالي وكل اللي قدرت أساعد بيه من فضل ربنا كنبه كانت عندي أعطيتها له ينام عليها وتبرع له جاري ببطانية ترحمه من برودة الشتاء الذي وجدناه فيه ” وأضاف أن زوجته اعتبرته أحد أفراد العائلة وعلي قدر المستطاع تحاول إطعامه .
وتمني الرجل لو أن يعطف محافظ سوهاج علي هذا الشاب البائس ويضعه بأحد ديار المسنين بسوهاج بعد علاجه من الأمراض التي تستوطن جسده وليرحمه من النوم علي الرصيف والأكل من بين النفايات
الكلمات المتعلقة
