الأقباط متحدون - أرقام تحطم أساطير3-4
  • ٠٩:٢٠
  • الاثنين , ٢ يوليو ٢٠١٨
English version

أرقام تحطم أساطير3-4

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢١: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
د. مينا ملاك عازر
 
في هذا المقال سنحاول إنهاء صداماتنا مع الأساطير ومروجيها، نستأنف هدم أساطير تتعلق بالتعليم ونلتقي بباقي الأساطير قدر الإمكان.
أسطورة الشعب خلاص بقى متعلم وواعي.
 
هل تعرف القراءة والكتابة؟ أنت محظوظ لأن 23.7% من المصريين فوق  15  سنة يعانون الأمية، ربع شعبك لم يدخلوا المدارس أصلاً، البعض يتصور أن هؤلاء من أجيال قديمة فقط، والآن تغير الحال، لذلك يجب أن يعرف أن نسبة المقيدين بالتعليم الابتدائي للعام الدراسي 2013- 2014،  من الفئة العمرية للتعليم بلغت  89.6%  للذكور و 91.3%  للإناث، بمعنى أن حوالي 10%،  ربما أكثر من ربع مليون طفل لم يدخلوا المدارس أًصلاً، أما من التحقوا بالمدارس فنسبة التسرب بعدها من التعليم بلغت 6.5% حسب تصريح لوزير التعليم فبراير 2014 أو عددياً بلغت 2 مليون طفل تركوا المدارس بسبب الفقر أو حاجة أسرهم لإرسالهم للعمل حسب تصريح لرئيس الإدارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمي.
 
هل وصلت للثانوية العامة، أنت محظوظ لأنه من يبقى بالمدارس حتى سن الثانوية هم 77.7% حسب المسح السكاني الصحي لعام 2014 وهؤلاء بدورهم منهم  56% من طلاب الإعدادية يلتحقون مباشرة بالدبلومات الفنية، الغالبية لا يدخلون الثانوية العامة أصلاً، من المنبع عدد المقبولين بالجامعات للعام الدراسي  2013- 2014 هو 299 ألف طالب وطالبة فقط، أقلية استثنائية، أثناء عمل أحدهم  طبيباً بإحدى قرى القليوبية وهي القريبة من القاهرة وليست بالصعيد مثلاً، اكتشف أن أهل القرية يعتبرون دخول الجامعة بحد ذاته حدثاً غير معهود يعرفون بالاسم العائلات التي وصلت لهذا الطموح الغريب، أسطورة كل الناس بتروح تعليم خاص لازم نلغي مجانية التعليم، هنا علينا أن نعلم أن 85.3% من الطلاب يلتحقون بالتعليم الحكومي و7.3%  بالتعليم الأزهري، أما التعليم الخاص كاملاً فلا يلتحق به إلا 7.4% فقط،، متوسط الإنفاق السنوي للأسرة المصرية على التعليم هو 3699 جنيها أي 308 جنيهات شهرياً لكل الأبناء شاملاً كل شيء، بما فيه الدروس الخصوصية ومصاريف الانتقال والأدوات المكتبية،  ليست مشكلتنا أنك وأصدقاءك تنفقون عشرات الآلاف على التعليم الخاص ثم تتصور أنكم كل المصريين.
 
أسطورة الناس في مصر بتتعالج ببلاش، وأسطورة البلد مليانة مستشفيات.
 
انخفض إجمالي عدد أسّرة المستشفيات الحكومية والخاصة في مصر من 149.9  ألف سرير عام 2004،  إلى 108.3 ألف سرير عام  2014،  وهي نفس الفترة التي زاد فيها عدد السكان من 70.5 مليون إلى حوالي 90 مليونا! والعجز يصبح بنسب أكثر رعباً بأقسام حضانات الأطفال والرعاية المركزة، وهو القسم الذي لا يزيد عدد الأماكن المتاحة به بالقطاعين الحكومي والخاص على 4500- 7000 سرير، الإنفاق الصحي هو ثالث أغلى بند بإنفاق المصريين بإجمالي 10%  من الدخل بعد الطعام 34.4%،  والمسكن 17.5%. لا نتحدث عن جودة الخدمة أو سعرها، بل عن مجرد وجود مكان أصلاً، حين تظهر أي صورة لمستشفى حكومي ينام به المرضى على الأرض يكون التفسير السهل هو أن الأطباء مقصرون، وليس التفسير الحقيقي ببساطة لا يوجد مكان، أثناء عمل أحدهم  بمستشفى إمبابة العام ومستشفى أسيوط الجامعي وغيرهما، شاهد مراراً المريض الذي يشترك مع آخر بنفس السرير أو المريض المُنتظر على الأرض، وصاحب مرضى في سيارات إسعاف للبحث لمدة ساعات حتى ماتوا قبل أن يجدوا لهم مكاناً.
 
مرة أخيرة نتوقف لنتابع منهيين في المقال القادم -بإذن الله- عدد وافر من الأساطير نحطمها بشهادة حكومية أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لعل ضمائر مروجي الأساطير تستفيق ولعل المسؤولين يقرأون ويشعرون بتأنيب الضمير.
المختصر المفيد لا تعليم ولا  صحة بالمجان، أمال بتاخدوا ضرائب بتودوها فينا!؟