الأقباط متحدون | فوق البنفسجية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٥٩ | الخميس ٣٠ يونيو ٢٠١١ | ٢٣ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

فوق البنفسجية

الخميس ٣٠ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك
يعني كان المشير اشتكى لك؟ هذا كان ردي على صديقي الذي اتصل بي منفعلاً جراء نشري مقال "رسالة إلى المشير" في عامود لسعات الساخر، قلت له وهو حضرتك مش بتعتبر إني أخاطب المشير نوع من أنواع اللسعات، أكيد كان من المنطقي أن أخاطبه في هذا المكان، واندفع صديقي يقول لي وحد يقول كده للمشير إن رجاله قصروا وإن لازم يصلح الخطأ بتاع الانتخابات أولاً، فقلت له مبتسماً يعني كان المشير اشتكى لك؟
وأغلقت المكالمة مع صديقي، وأنا أتعجب من أولائك الذين صاروا ملكيين أكثر من الملك نفسه، والذين أصبحوا مشيرين أكثر من المشير نفسه، وقلت لنفسي ده تلاقي المشير نفسه لم يقرأ المقال، وإن قرأه لم ينزعج انزعاج صديقي، وسندت رأسي إلى الخلف متابعاً تسلل أشعة الشمس عبر الزجاج، وقلت لنفسي إني أذكر أن أشعة الشمس كانت تحتوي على أشعة تحت حمراء وأخرى فوق بنفسجية، ولا زالت الشمس هكذا، لكن مصر انتقلت من عصر تحت الترابيزة، وهو عصر ما قبل الثورة، إلى عصر فوق الدستورية، وهو عصر نحلم به كحل وسط لديمقراطية المجلس العسكري وتديُّن بعض المتشددين، وتحزلق بعض المنتفعين، وضآلة بعض الحالمين بالسلطة.
ومن بين فوق البنفسجية لفوق الدستورية، تقع مصر في فجوة حضارية، خرج منها العالم كله بتأكيده على أنه لا دول بدون دستور -أو ما يقوم بدوره كالعرف في بعض الدول- ولا دستور بدون حقوق، ولا أأمن على مصر بدون دستور من المتشددين والمتطرفين، ولا حتى بدستور، فهم لا يحترمون القانون ولا الحقوق ولا الحريات، وما أسهل تعديل الدستور بعد وصولهم للحكم، وما أيسر بلَّهم لوثيقة التوافق وشرب ميتها بعد جلوسهم على كرسي الحكم، فالسلطة بفتح السين واللام مشهية للأكل، والسُلطة بضم السين وتسكين اللام مشهية للبقاء على كرسيها، ولا يقاوم كليهما إلا من عنده نظام. فالأولى يقاومها تاثيرها اللى عامل رجيم، والثانية يقاومها من عنده شعب متعلم يعرف حقوقه وغير مغيب ولا يدمن أفيون الشعوب.
وكلكم تعرفون ما هو أفيون الشعوب، حتى ولو كنتم غير شيوعيين، لكنكم تدركون أن أوربا في العصور الوسطى كانت متخلفة لما منعوا العلماء من إثبات أن الأرض بتلف حول نفسها، ولما كانو يقولون أن المحيط الأطلنطي هو بحر الظلمات، ولا يمكن الدوران حول الأرض، ولكن لما دخلوا عصر العلم خرجوا من الظلمة ودخلوا في عصر الملكيات الجمهوريات الدستورية، وعرفوا الثورة الصناعية، وكلما بنيت مدرسة أو جامعة وعلمت الناس فيها بجد، كبدت أصحاب الفكر المتطرف خسائر فادحة فما بالك لو تحكموا هم في التعليم فماذا سيكون حالنا؟ هل سنعرف أن هناك أشعة فوق بنفسجية وتحت الحمراء أم سننسف المواد فوق الدستورية!؟.
المختصر المفيد لا الدستور هو الحل، ولا ما فوق الدستور هو الضمان، وإنما التعليم واحترام الحقوق والحريات هو الضمان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :