نريده كاسًا جديدًا
زهير دعيم
الجمعة ٦ يوليو ٢٠١٨
بقلم : زهير دعيم
نريده شيئًا جديدًا ...
طلّةً جديدة ...
أمرًا جديدًا.
فقد مللنا من " رُبّ وزيت وزيت ورُبّ"
مللنا من نفس الوجوه ونفس البلدان : البرازيل ، المانيا ، ايطاليا ، الارجنتين ، فرنسا...
نريد فعلًا أمرًا جديدًا ، اشراقة جديدة ، فرحة جديدة.
أريدها هذه المرّة سويديّة ، بلجيكيّة ، بل القلب يقول : روسيّة.
نعم... لمَ لا تكون بوتينيّةً ، فهذا الرجل الذي لملم شظايا روسيا في زمن قالوا " رحمها الله" ، عاد من جديد ورسمها لوحةً متألقة ، مؤثّرة ، تعيش الارض والسماء وعيونها لفوق !!!، فلمَ لا تحظى بالكأس وهي هي التي تفتح قلبها الكبير لكلّ الناس !
نعم القلب يقول : روسيا ، بوتين الرياضي ، والانسان ،والسياسيّ والمؤمن.
بوتين هو من سيرفع الكأس ... حُلم جميل
قد يخطىء القلب، ولكن يأبى أن يُخفق بغير هذا اللحن الجميل.
العافون بالامور الرياضيّة تهكموا في البداية _ وكنتُ واحدًا منهم –فقالوا : هذا المنتخب الروسيّ المضيف لعلّه ولأوّل مرّة أضعف المنتخبات المشاركة على الاطلاق ، فمبارياته الوديّة التي سبقت الكأس قالت كلَّ شيء .. إنّه منتخب متوسط بل أقرب منه الى الضّعيف ولن يعبر في أيّ حال من الاحوال المرحلة الاولى ولن يتخطاها، فالدوري الروسيّ ضعيف واهن عجوز لا نكاد نسمع عنه ، والاسماء باهتة لا تكوكب في الريال والبارسا وميونيخ واليوفي والسيتي ، فلا أمل على الإطلاق.
وجاء التحدّي ، وجاء الواقع الجميل لتضرب بالخمسات وتصفع اسبانيا صاحبة الامجاد صفعة مُدويّة .
جاء التحدّي الجميل ليقول : " على رِسلكم ، قد جئناكم نحمل الأمل والرّجاء على الأكفّ ؛ هذه الأكفّ تريد أن ترفع الكأس عاليًا.
حقيقة مللنا من الماضيات – إنْ صحَّ التعبير – نريد أمرًا جديدًا ... مللنا من " النيمار" الذي يتمرّغ ربع ساعة في المباراة الواحدة حُبًّا في " قتل " الوقت واملًا في العبور بسلام الى المباراة التالية.
أزِفَ الوقت لأن نذوق طعمًا آخَرَ ؛ طعمًا جديدًا ولونًا جديدًا ، تُغنّيه أجمل المدن العالميّة على الاطلاق سان بطرسبورغ وترتله موسكو لحنًا جميلًا ، ويعزفه بوتين على وتر الشّموخ قصيدة حُبلى بالأمل.
إنّها ثلاث مباريات ، ثلاث فقط لا غير وقد يسطّر التاريخ على جبين الكرة العالمية خبرًا سارًّا ، خبرًا يقول : نعم هناك جديد تحت الشّمس ولو في موضوع كرة القدم !!! فقد فاز التصميم ، فاز الجديد ، فاز من لم يكن بالحِسبان ، فاز من كان في ميزان البورصة الى تحت.
حُلم جميل أتمنّى ان يتحقّق – أنا المُشجّع الألمانيّ- والذي أصيب بخيبة الأمل ، فكرة القدم تحتاج الى التجديد والى الدماء الشبابيّة الجديدة الدفّاقة لا الى التوكأ على القديم والعجوز والرثّ والتغزّل بالقديمات.
أريد الكأس سويديًا ، بلجيكيًّا ، روسيًّا ، بل قل بوتينيًّا تُزغرد له موسكو وتغنّيه بطرسبورغ قصيدة شعر جميلة يكتبها ديستويفسكي الجديد او ليو تولستوي العائد من عباءة الأيام..
حلم كم اتمنّى أن يتحقّق لأعود ألمانيًا في المرّة القادمة !!!!!!!!!!!!