الأقباط متحدون - الفيل الأزرق أشدهم فتكاً
  • ٢٠:٥٦
  • السبت , ٧ يوليو ٢٠١٨
English version

" الفيل الأزرق " أشدهم فتكاً

جاكلين جرجس

مساحة رأي

٣٥: ٠٢ م +02:00 EET

السبت ٧ يوليو ٢٠١٨

صورة_أرشيفية
صورة_أرشيفية
چاكلين جرجس
 
حوادث غريبة وشاذة على مجتمعنا المصرى الطيب الهادئ المسالم في أغلب الأحوال .. نستيقظ كل صباح علي جرائم تقشعر لها الأبدان ..فى الشرقية " فلان الفلاني أكل لحم أخيه " وصف لجريمة بشعة يصعب الحديث عنها، لكن ــ للأسف ـ  بات متداولًا هو وغيره من أخبار الحوادث في الآونة الأخيرة على صفحات الجرائد وعلى لسان مقدمي برامج الإثارة التليفزيونية بعد أن تحول عدد من الأشقاء في الأسرة الواحدة إلى متصارعين و مصاصي دماء وآكلي لحوم بشرية ، دون أي إحساس بحرمة صلات الدم والرحم .. غيب المخدر والاكتئاب والتبعات المرضية لديهم  الإحساس والشعور و ألم وخزات الضمير الإنساني !!!
 
لقد تسبب عقار  " الاستروكس  " في تجرد عامل من أدميته ليتحول إلى وحش كاسر يدمر كل من يمنعه من تناوله ، حتى وصل به الأمر إلى ذبح  شقيقه بمطواه بسبب رفضه إعطائه نقودا  لشراء ذلك المخدر اللعين !! . .كما أشعل "مدمن" النيران في أسرته لرفض والده منحه أموالًا لشراء المخدرات، وهو ما أسفر عن إصابة والده ووالدته وشقيقه وزوجته وشقيقته وطفلها من جراء النيران.
 
كل تلك الجرائم وأكثر منها باتت تُدخلنا فى عصر جرائم " اللامعقول " بحسبما جاء فى تقرير إحدى الصحف المصرية لعام 2017 .
 
تشير الإحصائيات فى مصرإلى أن الحشيش و البانجو احتلا  مقدمة المواد المخدرة حتى عام 2015، إلا أن الأمر اختلف في عام 2017 وتصدر الترامادول المقدمة وأصبح الأكثر انتشارًا. ثم ظهر مخدر جديد اسمه " الفلاكا " وهو ما يطلق عليه أيضا "الزومبي"، لأن المتعاطي إياه ، يمشي بخطوات بطيئة مثل الزومبي، وهي أقوى عشر مرات من الكوكايين وتزيد الإحساس بالمتعة ، وزيادة في درجات حرارة الجسم وحركات لا إرادية ، يورد لمصر من الصين و يباع على أرصفة مواقع الانترنت بأسعار رخيصة وفى متناول أيدى أغلب الشباب ؛ ليصل عدد مدمنى ( الفلاكا ) إلى 1900 " زومبى " حقيقى .
 
لقد احتل " الأستروكس " مرتبة الاكثر خطورة بدخوله إلى مصر تحت بند بخور ونباتات عطرية تلك الانواع التى تستخدم فى علاجات الطب البديل في الهند وأمريكا والصين بينما يدخل في تكوينه مواد غير ممنوعة قانونيا و مصرح بها طبياً .
 
ومعلوم أن "الاستروكس" مخدر عبارة عن خلطة تم تصنيعها من مواد كيميائية، من نبات القنب، مع بعض المواد الكيميائية المسكنة والاتروبين، والهيبوسيامين، والهيوسين، غير مصرح بتناوله للآدميين و يأخذ بجرعات معينة لتهدئة الأسود والحيوانات المفترسة قبل عروض السيرك ؛ مخدرات تعطى الشاب لذة وقتية و متعة يقع فى براثنها ولا يستطيع الفكاك منها ذلك الشباب الفاقد لأهدافه والضائع تحت وطأة وهم الفشل و الدونية ، أضف إلى ذلك الفراغ القاتل و البطالة ، وأصدقاء السوء ، عدم المراقبة من الأسرة ، وضيق ذات اليد ، و كثير من المشاكل الاقتصادية و التبعات المرضية النفسية التي يمر بها هؤلاء الشباب فتفترس البعض و تترك البعض الآخر يصارع بين الحياة و الموت لا يستطيع الخلاص منها إلا من يملك إرادة قوية للنجاة من " تعويذة الشيطان " أو " الفيل الأزرق ".
 
فبينما تبذل الحكومة حالياً جهداً كبيراً لفتح الباب لعلاج المدمنين في مستشفيات حكومية وجامعية ومراكز علاج الإدمان، تجد أن بعض أنواع المخدرات مثل "الإستروكس "غير مدرجة في جدول مواد القانون المصري، الذى يحظر على أي شخص أن يجلب أو يصدر أو ينتج أو يملك أو يبيع أو يشتري مواد مخدرة أو يتبادلها، وذلك وفقًا للمادة الثانية من القانون المصري رقم 182 لسنة 1960 المعدل بالقانون رقم 122 لسنة 1989. ، مما يجعلها خارج نطاق التجريم القانوني وبالتالي لا يعاقب على تداولها أو تعاطيها، مما يزيد الطينة بلة و كأننا ندور فى دائرة مفرغة لا نستطيع الفرار منها .
 
أرى أن على كل الجهات المعنية  تكثيف جهودها بداية من الأسرة ، المؤسسات التعليمية ، المؤسسات الدينية ، وزارة الثقافة وأيضا المؤسسات الإعلامية ينبغي أن تقوم بحملات توعية للشباب في المدارس والجامعات وعلى صفحات الجرائد و مواقع الانترنت وعبر وسائط التواصل الاجتماعي التي يسكنها شبابنا ..
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع