بقلم: مادونا شاكر
البليونير أنسى ساويرس هو رجل الأعمال المعروف والذى بدأ حياته العملية من الصفر بعد تخرجه فى كلية الزراعة عام 1950 بشركة مقاولات يديرها وشريكه لمعى يعقوب فى شقة من غرفتين وصالة وثلاثة موظفين فقط .
كانت مهام الشركة تنحصر فى تمهيد الطرق وحفر ترع الرى .. ولكن سرعان ما تم تأميمها عام 1961 فهاجر أنسى ساويرس إلى ليبيا عام 1966وعمل فى المقاولات ثم عاد فى السبعينات بشركة أوراسكوم للمقاولات العامة والتجارة .. ثم أخذت الشركة تتوسع وتزدهر يوماً بعد يوم خاصة بعد عودة أبناء ساويرس الثلاثة بخبراتهم المدروسة نجيب من سويسرا وسميح من ألمانيا وناصف من أمريكا .. فتوسعت الشركة لتصبح شركات تشمل السياحة والفنادق وخدمات الكمبيوتر وخدمات الهاتف المحمول غير المشاريع الأخرى المتنوعة والمتشعبة فتصبح بذلك من أضخم الشركات المصرية على الساحة .. ويبلغ عدد العاملين فى شركات ساويرس 42000 موظف .. يعمل أكثر من 95 % منهم من المسلمين يحاربون فيها المسيحيين ويجبرونهم على تقديم إستقالتهم حتى لا يضطروا إلى أذيتهم فتخلوا الساحة لهم وذويهم فقط .. وتقدر ثروة آل ساويرس بحوالى 5.2 مليار دولار إن لم تزيد على ذلك .
عزيزى القارئ هذه نبذة مختصرة جداً عن عائلة ساويرس ليعرف كل من يقرأها إن هذه العائلة عصامية بنت نفسها بنفسها ولم يكن لأحد فضل عليها سوى الله .. وهى حقاً مثال مشرف للمسيحى المصرى الذى يعمل لرفعة بلاده وتقدمها والذى يمكنه أن يثبت ذاته إذا واتته الفرصة .
المهم .. منذ أيام قلائل إنطلقت حملات هوجاء على الفيس بوك وتويتر ومواقع كثيرة مختلفة وصحافتنا الورقية بمختلف أنواعها وسُخر إعلامنا المصرى بمختلف قنواته الأرضية والفضائية لشحن القارئ والمشاهد ضد رجل الأعمال القبطى نجيب ساويرس متهمين أياه بنشره لأشكال كارتونية لميكى ومينى ماوس باللحية والنقاب وإعتبروها مسيئة للدين الإسلامى على حسابه فى توتير .. فكانت هذه الرسوم بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير بالنسبة لهم .. فهاج الجميع بلا رحمة على غرار الحملة الشعواء التى قامت ضد الرسوم المسيئة للرسول للرسام الهولندى منذ عدة سنوات .. ونادت هذه الحملات بمقاطعة التعامل مع شركة موبينيل أو أم نبيل على حد قول أحد شيوخ السلف الذى يروق له أن يطلق على شركة موبينيل أم نبيل .. ولا أعرف أين ذهب أبو نبيل وأخت وأخو نبيل ؟!!! وإدعى أن لحم أكتاف نجيب من خير المسلمين مش عارفة إزاى ؟!! يعنى كانوا بيبقشيشوا عليه ويشتغلوا فى شركاته مجاناً ولا كانوا بيشحنوا كروت وشغالين نظام خلى الباقى علشانك .. ما علينا .. وذلك حتى يفلس ساويرس إلى حد التسول ويموت جوعاً .. وأخرى نادت بمقاطعة العمل لدى شركات ساويرس علشان يقعد فى بيتهم يقشر دُرة .. وأخرى طالبت بمحاكمة رجل الأعمال لأنه خاض فى الذات الإلهية وتعدى الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء وإزدرى بالدين الإسلامى فنقب ميمى ولبس ميكى جلابية قصيرة وربى له دقنه .. علماً بأن أبو نبيل قصدى المهندس نجيب لم يشير أو يذكر كلمة واحدة عن الدين الإسلامى لا من قريب ولا من بعيد .. فدهش الرجل من ردة الفعل المبالغ فيها والتى خرجت عن كل توقعاته وتخيلاته كرجل يتصرف ببساطة ولا يقصد إهانة أحد .. فخرج ساويرس بعد هذا الهجوم الشرس على صفحته بالفيس بوك وإعتذر وقال بالنص ( إن كل من يعرفني يعلم جيداً أنني لم أكن أبداً أقصد إهانة الإسلام أو المسلمين .. وأنه لايمكن أن يكون الشخص الذي خصص جائزة سنوية بأسم شيخ الأزهر السابق - الشيخ محمد طنطاوي رحمه الله عليه - وفوض شيخ الأزهر الحالي في وحدتنا الوطنية .. و يعمل فى شركاته أكثر من 95% من المسلمين أن يكون ضد الإسلام أو قصد أي إهانة لهذا الدين السمح الذى أكّن له كل الإحترام ..وأضاف : اعتذرت إقتناعاً مني أن إعادة نشر هذه الصورة لم يكن إختياراً موفقاً على الأخص في ظل المناخ المشحون الذي نعيش فيه جميعاً .. وتابع فى رسالته : لكن لمن يعتقد أن فيما حدث فرصة لمحاربتي سياسياً فها أنا أؤكد أنني لن أتراجع أبداً عن خدمة مصر بكل ما أملك من مقومات ومجهودات سواء من خلال مشروعات للنهوض باقتصاد مصر أو العمل السياسي .. وطالب ساويرس جموع المحاربين له بضرورة إغلاق هذا الجدل غير المجدى ولنتفرغ لمستقبل بلدنا بعد ثورتها المجيدة ) .. إنتهت الرسالة .
بعد هذه الرسالة ربما تتخيل أو تجزم عزيزى القارئ أن خير أمة إقتنعت وقبلت بإعتذار ساويرس وخلاص صافى يا لبن .. لكن لا وألف لا .. إزاى يقبلوا إعتذاره ويخلص الموضوع على خير لابد أن يطفو ما يكمن فى الصدور على السطح لكى لا يجرؤ هو أو غيره أن يفعلوها مرة أخرى .. لذلك شن السلفيون هم الآخرين حملة ( مش هنتشتم بفلوسنا ) ودعوا لمقاطعة منتجات ساويرس وشركاته .. وأيدهم الإعلامى عمرو أديب فى برنامجه بسعادة بالغة ووصف الموقف بالديمقراطى والمحترم من جانب السلفيين وكأن ساويرس ينتظر أموالهم لكى يطعم بها أفراد أسرته أو أن الدنيا ستتوقف عندما يقاطعون شركاته .. ونسوا جميعهم بأن ساويرس رجل وطنى ولم ينظر يوماً إلى الدين والدليل أعداد الموظفين الغفيرة التى تعمل لديه من المسلمين فى جميع شركاته ومواقفه الوطنية وتأسيسه لحزب المصريين الأحرار الليبرالى الذى يضم فى عضويته المسلمين أكثر من الأقباط وأعماله الخيرية التى تشهد له .. ونسوا أيضاً أن شركة موبينيل هى الشركة الوحيدة التى كانت تمد المصريين بجنيه يومياً لكل تليفون محمول أيام الثورة لأكثر من إسبوع كامل .. بالطبع تم رفض إعتذار ساويرس وتم الرد على إعتذاره بحملة على الفيس بوك تحت عنوان ( إحنا كمان بنهزر يا ساويرس ) ورسموا رجل على شكل كارت شحن محطم تماماً وكتبوا تحته إلى الجحيم يا موبينيل .. وبالمناسبة يا أعزائى هذه الأشكال الكارتونية كانت موجودة من شهور على موقع سعودى ولم يشجبها أحد أو يمنعها .. وهذا هو رابط الموقع كما أورده موقع الأقباط المتحدون بالأمس : http://www.alkhabeer.net/vb/showthread.php?t=31443
وإذا وقفنا على الأسباب الحقيقية والخفية لهذا الهجوم الصارخ سنجد أن من له مصلحة فى إشعال هذه الحملة العدائية ضد رجل الأعمال القبطى المصرى نجيب ساويرس هم الإخوان المسلمين والسلفيين .. لماذا ؟
أولاً : لأن نجيب ساويرس سبق له وأن هاجم فكر الإخوان ورفض فكرة قيام الدولة الدينية التى يدعوا لها كلا الطرفين الإخوان والسلفيين .
ثانياً : بتأسيس حزبه المصريين الأحرار الذى ينادى فيه بقيام دولة مدنية ليبرالية أكد أنه سينافس الإخوان على المقاعد فى مجلس الشعب والشورى مما أثار حفيظتهم وغيظهم .
ثالثاً : رفض التعديلات الدستورية وشجع الشعب على رفضها أيضاً من خلال قنواته الفضائية .
رابعاً : بالإضافة إلى ذلك فهو قبطى ثرى شخصية محترمة له صوت مسموع فى الأوساط الإقتصادية والسياسية مما جعل نار الحقد تشتعل بداخلهم .. ومن هنا بدأوا يتصيدون له الأخطاء فتارة يثيرون قضية الفساد لتوريطه والتحقيق معه على أنه مشارك فيما حدث من فساد وتدهور للبلد ونهب ثرواتها كفلول النظام السابق .. وتارة أخرى يريدون أن ينقبوا عن مصدر أمواله بقانون من أين لك هذا لكى يشوهوا سمعته ويثبتوا أنه يكسب أمواله بطرق غير مشروعة .. وختموا أخيراً بالأشكال الكارتونية التى يريدون أن يضخموها ويجلجلوها لكى ما ينالوا منه .. وإلا فلماذا لم يشجبوا الموقع السعودى الذى نشرها ؟
إذا طبقنا هذا الموقف علينا كأقباط سنجد الكثير والكثير لنرد به من المواقع الإسلامية التى تهين رموزنا الدينية بأقذع الألفاظ ليل نهار فهناك مواقع تأتى بصورة خنزير وتضع عليه رأس قداسة البابا شنوده وتكتب أسفلها تعليقات يعف اللسان عن ذكرها .. وأخرى تتهم كتابنا المقدس بالمحرف وتدعوه بالمكدس كما أطلق عليه زغلول النجار .. ولا ننسى تحريض العوا وإتهامه لكنائسنا وأديرتنا بتخزين الأسلحة وتجييش الجيوش ضد المسلمين وإتهام قداسة البابا بأنه السبب فى إثارة الفتن بين المسلمين والأقباط .. مما أثار حفيظة المتطرفين فهجموا على بعض كنائسنا وحرقوها ولم يحاسبه أحد على تصريحاته بل بكل بجاحة راح ليرشح نفسه رئيساً للجمهورية .. ولا ننسى أبو أنس الذى أقسم على حرق كنائس إمبابة كلها ثم أنكر ولا نعلم هل تم التحقيق معه وعقابه أم لا؟!! .. والشيخ الزغبى الذى نادى بالهجوم على الكنائس والأديرة لتحرير أخواته الأسيرات المسلمات ولم يحاسبه أحد أيضاً .. والشيخ الحوينى الذى يريد العودة بنا إلى عصر الغزوات ليسبى النساء والأطفال ويستولى على أموال الغير بغير وجه حق بل ويريدنا أن ندفع جزية فى بلادنا ولم يحاسبه أحد .. لأن كل هؤلاء يا أعزائى كانوا يمزحون .. طالما فى حق الأقباط فهم يمزحون .. فلماذا يا أخواتنا المسلمون لا تأخذون ما فعله
ساويرس على أنها مزحة بريئة وينتهى الموضوع ببساطة بدلاً من إشعال فتيل الفتنة التى تتهمونا بها ليل نهار ؟!!! .
وكما يوجد مهاجمين لرجل الأعمال نجيب ساويرس أكيد هناك مؤيدين كثيرين له يعرفون قدره وكل أعماله التى تبنى وتعمر وتعلى شأن وطننا مصر ويدركون أنها مكائد تفتعل لكى يتم الإيقاع به لذا لابد من قيام حملة مضادة على الفيس بوك من المستنيرين تؤيد وتساند هذا الرجل الوطنى وإن كره الحاقدون .