بقلم: هاني سمير
لست مصابًا بفوبيا الإخوان أو المد السلفي الذي يخشاه الجميع، أو من يتوجس خيفة أن يسيطروا على مجلس الشعب القادم الذي- حسب الإعلان الدستوري- سيختار اللجنة التأسيسية لوضع دستور جديد.. فدائمًا أرى نقطة ضوء في عالم الظلمة.. هكذا كنت أقول قبل الثورة: الأمر لابد له من نهاية.. لكن استوقفني كثيرًا الاسم الذي أطلقته الجماعة على حزبها "الحرية والعدالة".
سؤال بسيط ومباشر وُجِّه للدكتور "محمد بديع"- المرشد العام- حول دعم الجماعة للدكتور "رفيق حبيب"- المفكِّر القبطي والنائب الثاني لرئيس الحزب "الحرية والعدالة"- حال اعتزامه الترشُّح للرئاسة، كشف الكثير. وكانت إجابته نصًا: "الجماعة لها فقهها الذي لا تحيد عنه، إنها لا توافق على ذلك الأمر- أي ترشُّح مسيحي للرئاسة- أما إذا وافق أعضاء الحزب على ترشح الدكتور حبيب على الرئاسة، فهذا أمر متعلق بالحزب، فالحزب شيء والجماعة شئ آخر."
أما رد الحزب فلم يختلف عن رد المرشد، بل أن الدكتور "بديع" كان شجاعًا بإعلانه رفض الجماعة ترشيح مسيحي للرئاسة. فقال "عبد الحافظ الصاوي"- أحد قيادات "الحرية والعدالة"- في رده على نفس التساؤل، وحينها وقفت دكتورة تدعى "نادية"- إحدى قيادات الجماعة النسائية- لتقول وتؤكِّد إن هذا السؤال غير ديمقراطي!!: "الإجابة عن تساؤل به "لو" لا يجوز، ويمكنك توجيه السؤال للدكتور حبيب نفسه!".
هكذا ببساطة سيكتشف المصريون خداع من يتلاعبون بالإسلام، خاصة بعد القوافل الطبية التي تستخدمها الجماعة في العشوائيات، ومنافذ بيع اللحوم بـ 45 جنيهًا في القرى والنجوع؛ لأن كل تلك الوسائل "مكشوفة".. رغم علمهم أن سكان المناطق العشوائية تسبَّب عصر "مبارك" البائد في فقرهم، لدرجة أنهم ينتظرون موسم الانتخابات ليحصلوا على غنيمة "السكر والزيت" أمام اللجان الانتخابية! وليس بعيدًا على جماعة تلعب بالوتر الطائفي لإثارة الغرور والاستعلاء لدى طائفة دينية على أخرى، ومنْ تؤسِّس حزبًا رغم أن مؤسسها "حسن البنا" رفض تأسيس الأحزاب ووصفها بأنها "تؤكِّد الإنشقاق وتهدد وحدة الصف للأمة"- أن تستخدم المراوغة والخداع للحصول على مصالح شخصية، حتى ولو على حساب الوطن. ومقولة "طظ في مصر" لم تزل في آذاننا وستظل.. وببساطة أقول لـ"الإخوان"- مؤسسي حزب "الحرية والعدالة": "لستم دعاة حرية، ولا أنتم تعدلون".
والمقولة الشهيرة "الدين أفيون الشعوب" للفيلسوف الألماني "كارل ماركس" (5 مايو 1818 إلى 14 مارس 1883)، تعكس حقيقة الهوس الديني الذي أصبحنا نعانيه في كل شبر من أرض المحروسة، وباتت تؤكِّد لنا أن المصريين أصبحوا مدمني أفيون الشعوب، والإخوان تُجَّاره!!.