فى مثل هذا اليوم .. وفاة الامبراطورة اوجينى زوجة نابليون الثالث.
سامح جميل
٥٧:
٠٩
ص +02:00 EET
الاربعاء ١١ يوليو ٢٠١٨
فى مثل هذا اليوم 11يوليو 1920م
سامح جميل
ولدت اوجينى فى مدينة غرناطة الاسبانية فى23يونيو 1832م كان والدها الكونت تيبا من اشهر النبلاء وامها الكونتيسة " دى مونتيجو "
تلقت اوجينى تربيتها الاولى بدير " القلب المقدس " فى باريس وهو دير ارستقراطى يميل فى ادارته الى الفخامة والابهة.
توفى والدها وحرمت امها من الرضا السامى بالبلاط الاسبانى فتركت اسبانيا وقامت بالعديد من الرحلات الاوربية وفى نهاية المطاف قررت الاسرة الاقامة الدائمة بباريس عام 1849.
يشاء القدر ان يجمع بين " لويس نابليون" رئيس جمهورية فرنسا ب اوجينى فى حفل راقص فينجذب نحوها بالرغم من كونها اسبانية الجنس.
اخترقت سهام كيوبيد قلبه فسقط صريع الحب , وذابت حواجز الجنسية واللغة والزمان والمكان لتهيمن على قلبه وعقله وكان حبا من طرف واحد ؛ اذ كانت منذورة لدىليسبس الذى خلى بها فتعلق قلبها به.
فى عام 1851 نجح نابليون فى تحويل نظام فرنسا الجمهورى الى امبراطورى ليصبح الامبراطور نابليون الثالث واخذ يدعوها الى قصره بلا انقطاع فى جميع المناسبات والحفلات ولم يستطع الظفر بها إلا بالزواج الرسمى وواجهته عوائق شتى لمعارضة اعضاء الحكومة بالزواج من اجنبية.
تزوجها الامبراطور الفرنسى فى عام 1853 لتعتلى الامبراطورية الفرنسية؛ لتحكم من وراء ستار، وتقود الامبراطور نحو مساعدة دى ليسبس فى مشروع قناة السويس حيث انخدع الخديوى اسماعيل فى واقعة التحكيم وتقبل حكم الامبراطور المسّير من قِبَل زوجته فكانت الضربة القاتلة حيث قضى نابليون الثالث بإلزام مصر بدفع تعويض قدره ثلاثة ملايين وثلاثمائة وستين الفا من الجنيهات ؛تعويضا عن السخرة وضرب السياط ومقابل تنازل الشركة عن ترعة المياه العذبة ومقابل تنازل الشركة عن ملكية الاراضى التى لا تلزم لمشروع القناة ،بل استطاعت بتأثيرها الساحر على زوجها ان تصنع جسرا للوفاق بين فرنسا وانجلترا فى باريس عن طريق مفاوضات سرية للحصول على موافقة السلطان العثمانى على حفر القناة، واستغلت صداقتها بالملكة فكتوريا للتأثير على الباب العالى لقبول مشروع امتياز القناة بعد انتهاء حرب القرم.
ما السبب الذى جعل اوجينى تساعد دى ليسبس بقوة ؟ انه الحب والهوى لقد وقعت صريعة العشق كما قال الدكتور مصطفى الحفناوى فى كتابه قصة قناة السويس " انها كانت مخطوبة لدى ليسبس قبل ان تقترن بامبراطور فرنسا" فوقعت فى شباكه حتى حصل على ضمانات كافية لاتمام المشروع الذى راح ضحيته مائة وعشرون الف من خيرة شباب مصر كما جلب لمصر الاستعمار لمدة سبعة عقود.
لم تنعم الامبراطورة بالسلطة الا لعقدين من الزمان"1853 – 1870" فبعد عشرة اشهر فقط من حفل افتتاح قناة السويس سقطت اوجينى عن عرشها بعد هزيمة فرنسا امام جيوش بروسيا.
اثناء افتتاح القناة " 1869 " كان يجلس بجوارها فردريك ويلهلم ولى عرش بروسيا تلك الدولة التى اطاحت بالامبراطورية الفرنسية بدون سابق انذار لترجع من حيث اتت وتسقط من علياءها الى الابد لقد انفق الخديو اسماعيل عليها من الخزانة المصرية الملايين من الاموال من هدايا ورحلات وحفلات وبنى لها قصر " سراى الجزيرة" بواسطة المهندس يوليوس فرانس عام 1863 على غرار قصر الهمبرا بغرناطة وانتهت اعمال بناءه عام 1868وكلف بخدمتها اكثر من مائة رجل بالاضافة الى وزراء من الحكومة المصرية وادباء ومصورين ورسامين وموسيقيين وبنى الاوبرا من اجلها.
فى اعقاب الهزيمة هربت اوجينى الى بريطانيا قبل ان يلحق بها نابليون الثالث بعد اطلاق سراحه لكن لا يلبث ان يموت فى عام 1873.
بعد وفاة زوجها عاشت كسيدة مجهولة تنتقل من بلد الى بلد وزارت مصر عام 1904 ونزلت كضيفة مجهولة فى فندق" سافواى" فى مدينة بورسعيد تتذكر الاستقبال الحافل الذى استقبلها به الخديو اسماعيل الذى فقد عرشة هو الاخر عام 1879 بضغوط من فرنسا وبريطانيا والنمسا والمانيا تلك الدول التى حضرت حفل الافتتاح وكأن القدر يقول كلمته ويصدر فرمانه بحرمانهم من السلطة والعز الى الابد.
عادت اوجينى الى فرنسا عام 1914 واستأجرت منزلا امام قصر " التويلرى" لتقيم وحيدة فى هذا المنزل الصغير وتوفيت عام 1920 فى اسبانيا مسقط رأسها لينسدل الستار على أمرأة حولت قناة السويس الى واقع فعلى وجعلت من دى ليسبس اسطورة ارتبطت بالقناة الى الابد. !!
بدأت ترتيبات زيارة الأميرة “أوجينى” عندما كلف إسماعيل مهندس البلاد عام 1863 بتصميم قصر بجزيرة الزمالك، فشيد له “سرايا الجزيرة” على غرار “قصر الهمبرا” بغرناطة، بأسلوب رومانسى، وانتهى منه عام 1868، وتم استخدامه كمقر لإقامة الإمبراطورة أوجينى وحاشيتها خلال احتفالات قناة السويس.
وسخر إسماعيل الكل لخدمة السرايا التى كانت شيئاً أشبه بقصور الأساطير، وعندما علم الخديوى أن الإمبراطورة تشتاق لزهور الكرز التى أحبتها فى إسبانيا أمر بغرس شجيرات منها تحت نافذة غرفة نومها بالسرايا.
وكانت هدية وداع الخديوى لأوجينى “غرفة نوم” من الذهب الخالص تتصدرها ياقوتة حمراء نقشت حولها بالفرنسية عبارة “عينى على الأقل ستظل معجبة بك إلى الأبد”.
ويذكر أن شركة بهلر للفنادق العالمية عام 1879، اشترت سرايا الجزيرة، وأطلقت عليها “فندق الجزيرة”، ثم آل إلى أسرة “لطف الله” اللبنانية عام 1961، حيث حولته الحكومة بعد ذلك إلى فندق “عمر الخيام”.!!