الأقباط متحدون - قصة ضابط الشرطة صلاح ذوالفقار: حاول تهريب «المتهم» أنور السادات عدة مرات إحداها في المحكمة
  • ١١:٢١
  • الخميس , ١٢ يوليو ٢٠١٨
English version

قصة ضابط الشرطة صلاح ذوالفقار: حاول تهريب «المتهم» أنور السادات عدة مرات إحداها في المحكمة

فن | cairo30

٠٦: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٨

صلاح ذوالفقار
صلاح ذوالفقار

 شهدت أربعينيات القرن الماضي الظهور الفني الأول للراحل صلاح ذوالفقار، وذلك بمشاركته بأدوار صغيرة في فيلمي «ليلة فرح» و«حبابة»، إلا أن انطلاقته الكبرى كانت عام 1956 بظهوره في «عيون سهرانة»، والذي جسد فيه دور ضابط شرطة.

 
الدور الذي جسده «ذوالفقار» في فيلم «عيون سهرانة» عاشه على أرض الواقع، فهو خدم لسنوات في الشرطة المصرية قبل أن يقدم استقالته من العمل.
 
روى الكاتب محمود معروف، في كتابه «روائع النجوم»، أن الفنان الراحل صلاح ذوالفقار أتم تعليمه الثانوي في مدرسة القبة الثانوية بالعباسية، وبها تعلم رياضة الملاكمة على يد المدرب محمد فرج، بعدها التحق بكلية الطب في جامعة الإسكندرية، لكنه تركها ودخل كلية «البوليس» كما كانت تُسمى حينها، وذلك عام 1943.
وأوضح «معروف» أن من بين زملاء «ذوالفقار» في دفعته بالكلية محمد نبوي إسماعيل وزكي بدر، وأحمد رشدي وعبدالحليم موسى، والـ4 تولوا وزارة الداخلية في فترات مختلفة.
 
كان صلاح ذوالفقار متفوقًا علميًا ورياضيًا بكلية «البوليس» وهو ما عكسه فوزه بثلاث بطولات في الملاكمة على مستوى الجامعات، وعليه توطدت علاقته بحيدر باشا، وزير الحربية والداخلية، ورئيس نادي الزمالك حينها، وكل هذه المقدمات دفعت المسؤولين لتعيين الفنان الراحل مدرسًا بالكلية بعد تخرجه مباشرةً، ثم انتقل للعمل بمديرية أمن شبين الكوم.
 
في يناير 1946 تعرض أمين عثمان للاغتيال في القاهرة، حينها ألقت السلطات القبض على عدد كبير من المشتبه بهم، كما ندبوا ضباطًا من مديريات الأمن القريبة من العاصمة، وكان من بينهم صلاح ذوالفقار، وكان برتبة ملازم أول.

في ذلك التوقيت كانت مهمته حراسة المتهم، حينها، محمد أنور السادات في سيارة الترحيلات، وحكى الأخير له أنه من ضباط القوات المسلحة وتم فصله من الخدمة بسبب اغتيال أمين عثمان وبعض عملاء الإنجليز، ليتعاطف «ذوالفقار» معه فيما بعد.

حاول «ذوالفقار» تهريب «السادات» عدة مرات، الأولى في سجن مصر العمومي، والثانية في قاعة محكمة باب الخلق للجنايات، وبعد فشله في الكرّتين نجح في الثالثة، وذلك في مستشفى مبرة محمد علي الخيرية، وترتب عليه محاكمته عسكريًا.

بعد تحويل «ذوالفقار» للمحاكمة العسكرية تدخل وزير الحربية والداخلية حيدر باشا، وطلبه، ضمن مجموعة من الرياضيين، للالتحاق بفريق الملاكمة بنادي الزمالك، ليخرج من تلك الورطة.

بعد قيام ثورة يوليو 1952 أصدر البكباشي زكريا محيي الدين، وزير الداخلية حينها، قرارًا بنقل اليوزباشي صلاح ذوالفقار من مصلحة السجون إلى كلية البوليس، والتي تغير اسمها لتصبح «الشرطة».

صلة «ذوالفقار» بأنور السادات لم تنقطع بعد تبرئة الأخير من مقتل أمين عثمان، ويروي «معروف»: «بعد تولي أنور السادات رئاسة منظمة الشعوب الأفريقية والآسوية اختار صديقة ضابط الشرطة صلاح ذو الفقار مديرًا تنفيذيًا للمنظمة».

في عام 1957 قدم «ذوالفقار» استقالته من الشرطة، وكان برتبة صاغ، وانخرط بعدها في المجال الفني بعد أن أقنعه شقيقاه محمود وعزالدين، وهو ما أنعكس عليه في أول عمل له في نفس السنة، بتجسيده دور الضابط في فيلم «عيون سهرانة» أمام  الفنانة شادية.