الأقباط متحدون - انتماء الوزيرة
  • ١٣:٥٢
  • الخميس , ١٢ يوليو ٢٠١٨
English version

انتماء الوزيرة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٣: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٨

وزيرة الصحة هالة زايد - صورة أرشيفية
وزيرة الصحة هالة زايد - صورة أرشيفية
د. مينا ملاك عازر
بداية أؤكد على احترامي الشديد للنشيد القومي، سلامنا الجمهوري، ولكن وصلتني هذه الرسالة التي أوردها لسيادتكم كما هي ثم أعلق عليها، وعلى الواقعة الأشهر في عالم الانتماء، والمخزية في عالم الطب وتقديم الخدمة.
 
بناء على تعليمات وزيرة الصحة ببث السلام الجمهوري في المستشفيات، سلام جمهوري ايه اللي نذيعه إحنا نذيع حسب التخصص، فليكن وعلى سبيل المثال في قسم الاطفال: ماما زمانها جاية لمحمد فوزي، وفي قسم النساء: ست الحبايب يا حبيبه لفايزة أحمد ، قسم القلب : قلبي ومفتاحه لفريد الاطرش، قسم الرمد: رمش عينه إللي جرحني لمحرم  فؤاد، أما قسم الأنف والأذن والحنجرة: عَلي صوتك بالغنا لمحمد منير أو اسمعني لمحمد فؤاد، أما قسم الجراحة : عيد ميلاد

جرحى أنا لهاني شاكر، ولمرضى الحساسية: احلف بسماها وبترابها لعبد الحليم، قسم الحالات الحرجة: أيها الراقدون تحت التراب لمحمد عبد الوهاب،، قسم التخدير: اصحى يا نايم صح النوم للطفلة هيام يونس، قسم العظام: انكسر جوانا شيء لعلي الحجار، قسم التجميل: ما تزوقيني يا ماما لمها صبري، قسم الأسنان: يا ابو ضحكة جنان لفريد الاطرش، قسم الأشعة: صورة صورة صورة لعبد الحليم، قسم الحروق: جرب نار الغيرة لوردة، قسم الجلدية: كعب الغزال يا متحني بدم الغزال لمحمد رشدي قسم التغذية: هم المم يا روحي لعفاف راضي، قسم الأمراض العقلية: يا مجنون مش أنا ليلى لأصالة، قسم المسالك: يامسهل سهل يامسهل.
 
لا أعرف لمتى سيبدع المصريين في سخريتهم من مسؤوليهم؟ ولمتى سيبقى المسؤولين يفكرون بطريقة إرضاء السلطة والمجيء على الشعب؟ جلست مع الوزيرة ذات مرة قبلما يأخذها بريق المنصب وتبحث عن وسيلة لتثبيتها عليه ليس بتقديم خدمات وتحسينها وتطوير المستشفيات لمصلحة المواطن ولكن بادعاء الوطنية والمزايدة في هذا المجال بشكل يؤذي نفسية كل إنسان عاقل ومتزن نفسياً، وجدتها يومها عاقلة ومتعلمة ومستنيرة وتأخذ بالأسباب لها دور فاعل في تطوير قسم مقاومة العدوى بمستشفى 57357 ما يعرف طبياً بالإنفكشن كونترول، وهي بارعة فيه، كنت اتمنى أن تعمم فكرة الإنفكشن كونترول ومكافحة العدوى في مستشفيات مصر كعمل جليل يحتاجه المرضى وتحتاجه المستشفيات، ليس أن تبث النشيد القومي الذي لا أختلف على قيمته، لكن برغم

أن المصريين كلهم رددوه طويلاً في سنوات الدراسة ومباريات كرة القدم، وسمعوه في الإذاعة والتلفاز إلا أن لم يخرج من بينهم مسؤول واحد ذو انتماء لهذا الوطن، ويعمل لأجله ويراعي  ربنا في مواطني هذا البلد، بدليل ما تقدمه الوزيرة السلام الجمهوري لا يعمق الانتماء لمريض لا يجد دواءه في مستشفى، ولا يجد الطبيب المتعلم بشكل جيد ليشخص مرضه، ولا الممرضة التي ترعاه بشكل احترافي، النشيد القومي لا يغرس الانتماء في أطباء، بدل العدوى لديهم أقل من عشرين جنيه، ولممرضة لا تجد قوت يومها إلا من جيوب المرضى، فتأخذ المال لتوفر لهم أساسيات الحياة الصحية الآمنة إن وجدت بالمستشفى، النشيد القومي يا سيادة الوزيرة المتعلمة لا ينقذ حياة مريض يبحث عن سرير نظيف ليأوى إليه أو لمكان محترم في العناية المركزة أو دواء يبرئ العيان ولن يغرس الانتماء في طفل لا يجد مكان في حضانات مستشفيات مصر، ارحمينا ولو كان هذا ما ستقدمينه فارحلي مبكراً واتركينا نحلم مرة أخرى بإنسان جاد لم يغيره المنصب، ولم يحوله، وادار عقله بعيداً عن العلم والأخذ بالأسباب والسعي في سبيل تقديم خدمة صحية محترمة تليق بمواطن محترم في وطن ينتمى له.
المختصر المفيد أنا مش عارف بيجرى لكم إيه أول ما تقعدوا على الكرسي؟ والله كانت ست زي الفل وكمل ،وكل كلامها عاقل ومتزن وتدعو للفخر.
ملحوظة يبدو أن العيب ليس في من يختار ولكن في النفوس الضعيفة التي تتحول فور الاختيار.