فى مثل هذا اليوم.. تعليق جثة ولى عهد العراق الامير عبد الاله على باب وزارة الدفاع
سامح جميل
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٨
فى مثل هذا اليوم 14 يوليو تموز 1958 ..
ونورى السعيد يتخفى فى ثياب امرأة ..
مقتل العائلة المالكة العراقية وتعليق جثة الأمير عبد الإله علي باب وزارة الدفاع ونوري السعيد يتخفي في ثياب امراة
كانت الساعة السادسة صباحا في مثل هذا اليوم "14 يوليو 1958"،حين أذاع راديو العراق "البيان الأول "للثورة العراقية ،كان الخبر مفاجأة،وحسب محمد حسنين هيكل في كتابه "سنوات الغليان":"اهتزت عواصم كثيرة في العالم بتأثير المفاجأة ؟،وكانت الهزة إلي حد الصدمة في بعضها ".
كان العراق موضع اهتمام من الإدارة الأمريكية التي شغلها كثيرا الخوف من أن تهب عليه العواصف تأثرا بجمال عبد الناصر والوحدة المصرية السورية،وكان العراق بقيادته الملكية ممثلة في الملك فيصل،ورئيس وزرائه نوري السعيد رأس الحربة في تكوين حلف بغداد برعاية المخابرات الأمريكية ،وذلك لمواجهة المد القومي التي كانت تعيشه المنطقة وقتئذ .
وفي هذا السياق جاءت ثورة "14 يوليو 1958"التي شهدت أحداثا دامية ودرامية ،ففي منتصف ليلة 14 يوليو نفذ اللواء العشرون في الجيش العراقي خطة الاستيلاء علي بغداد ،كما وضعها "عبد الكريم قاسم"و"عبد السلام عارف"الضابطين في الجيش،وكانت الخطوة الأولي في هذه الخطة هي الاستيلاء علي معسكر الرشيد،واعتقال رئيس أركان حرب الجيش الفريق"محمد رفيق عارف"،ثم التوجه لاحتلال قصر الرحاب والقبض علي أفراد الأسرة المالكة،والتوجه إلي إذاعة بغداد لاحتلالها وإعلان البيان رقم واحد للثورة .
وشهدت الحديقة الأمامية لقصر"الرحاب"أعنف مشاهد الثورة وأكثرها دموية،وحسب هيكل في"سنوات الغليان"،فإن الأسرة المالكة كلها كانت تبيت في القصر في تلك الليلة،لأن الملك "فيصل"وولي عهده الأمير"عبد الإله "،كان مقررا أن يسافر في الصباح إلي العاصمة التركية أنقرة لحضور اجتماع علي مستوي القمة لدول"حلف بغداد "،ويبدو أنهما قررا تسهيلا لإجراءات السفر المبيت في نفس القصر للخروج معا في الصباح إلي المطار،وهكذا فإن قوات الانقلاب التي توجهت إلي القصر وجدت كل الجميع بداخله .
وجه أحد الضباط الثائرين إنذارا إلي الضباط المكلف بحراسة القصر،وفي الساعة السادسة والربع وقع إطلاق نار علي القصر، فاستيقظ الأمير عبد الإله ليتصل بقائد الحري ليسأله عما يجري ،ثم أصدر إليه أمرا بأن يحاول كسب الوقت حتي تتحرك نجدات من قوات الجيش لفك الحصار المضروب علي القصر،وأحس ضباط الثورة بالمناورة فأطلقوا قنابل مدفع مضاد للدبابات علي جدران القصر .
اقتنع الحرس الملكي من أنه لا فائدة من استمرار المقاومة،فدخل أحدهم إلي الأسرة المالكة ، وأبلغ أفرادها الذين كانوا قد تجمعوا في الدور الأول من قصر الرحاب مأخوذين من هول المفاجأة بأنه ليس هنالك مفر غير الاستسلام،وخرجوا جميعا إلي ساحة القصر المؤدية إلي حديقته الأمامية يتقدمهم الملك فيصل يليه الأمير عبد الإله،وبعده الملكة نفيسة والأميرة عبد دية والأميرة هيام قرينة الأمير عبد الإله،وتبعهم بعض خدم القصر،وأثناء ذلك لم يتمالك أحد الضباط نفسه فوجه مدفعه الرشاش إليهم ليقتلهم جميعا باستثناء الأميرة "هيام"التي أصيبت بجراح خطيرة،ولكنها لم تفارق الحياة،ونقلت الجثث في احدي سيارات القصر إلي مقر قيادة الثورة في وزارة الدفاع،ثم قامت بعض الجماهير بإيقاف موكب الجثث،واستطاعت انتزاع جثة الأمير "عبد الإله "وعلقتها علي بوابة وزارة الدفاع .
بينما كانت الأحداث تمضي علي هذا النحو المأسوي في قصر"الرحاب"،كانت تدور علي نحو آخر في منزل رئيس الوزراء نوري السعيد ،حيث قام بارتداء ملابس سيدة عراقية للتنكر فيها،وخرج من بيته المطل علي نهر دجلة،وظل هاربا لساعات حتي انكشف أمره وهو يحاول الوصول إلي بيت أحد أصدقائه،وقتل في الطريق العام ونقلت جثته هو الآخر إلي وزارة الدفاع ،وفي الساعة السادسة صباح أذيع البيان رقم واحد،ثم تبعه موسيقي عسكرية،توقفت بعد قليل لتبث نبأ مقتل أفراد الأسرة المالكة،ثم رئيس الوزراء..!!