الأقباط متحدون | هل يخشى العمانيون من مرحلة ما بعد السلطان قابوس؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٥١ | الأحد ٣ يوليو ٢٠١١ | ٢٦ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل يخشى العمانيون من مرحلة ما بعد السلطان قابوس؟

إيلاف- كتب: عبدالله آل هيضه | الأحد ٣ يوليو ٢٠١١ - ٣٣: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

في ثلاث حلقات متسلسلة، عاشت "إيلاف" خمسة أيام في رحاب سلطنة عمان التي تشكل الكثير من الغموض، ورغم غموضها وهدوئها إلا أن الاحتجاجات الأخيرة بها كانت محفزا للزيارة والاستقصاء، خصوصا ظهورها الأخير في أكثر من مناسبة، أمنية واقتصادية وسياسية.

مسقط: رحلة مبكرة، كان مطار الملك خالد الدولي بالرياض هو مكان الانطلاق نحو مطار مسقط الدولي في سلطنة عمان. لكن الطائرة لن تمر سوى من مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة (غرب السعودية)؛ إلا بعد 12 ساعة، من مدينة محركها الرئيسي مدينة مكة المقدسة إسلامياً.

في الطائرة المقلة من جدة نحو السلطنة العمانية المتربعة على مياه الخليج من جهة، والمحيط الهندي من جهة أخرى، نحمل عنها الكثير من الغموض في الداخل، ومن الخارج يكاد الانطباع عنها يصل حد الإعجاب بدولة لا تملك نشاط يذكر على الصعيد السياسي مثل نظيراتها في الخليج العربي، الأمر الذي خلق حولها تساؤلات في نفوس المتابعين.

الطائرات نحو عمان الدولة، من كافة الدول المجاورة تكاد تصل إلى العدم في أيام عدة، رغم وجودها في منظومة الخليج، ولهذا الأمر كانت عليه الطائرة المتجهة نحو مسقط، إذ لم يشغل ركابها سوى ما يقارب من50% مقاعدها، ولولا وجود الأماكن المقدسة في السعودية لما وجدت هذه الرحلات من يستخدمها.

الرحلة نحو السلطنة لم ترهق الأجواء فيها ركاب الطائرة بل كانت راضية كرضى الأمهات على أطفالهن، يتشابه إلى حد كبير كما كان عليه ركاب الطائرة مع طاقمها النسائي.

الوصول بعد قرابة ثلاث ساعات؛ إلى مطار يكسوه البياض، والهدوء التام من ضجيج الطائرات يشبه الدولة المعروف عنها هدوئها عكس موقعها الذي يقع على شرفات لعنة الطبيعة والعواصف؛ وهي دولة لا تزال تكفكف دموعها على قتلى وأضرار إعصار (جونو) في حزيران/ يونيو 2007.

الطائرات على أرض مطار مسقط الدولي لا تتجاوز الخمس طائرات، أحد العمانيين المرافقين، قال إن التوجه هذه الأيام وما يليها سيكون نحو مطار "صلالة"، مسقط العاصمة العمانية للسلطنة لا تُعرف كما تُعرف فيها مدينة "صلالة" السياحية المجاورة للحدود اليمنية والمطلة على المحيط الهندي التي تعيش "خريفها" في حضن طبيعي جاذب للسياح ستكون لنا فيه إضافة قادمة.

الطريق من مطار مسقط الدولي الذي انتشرت عبر مداخله ومخارجه صور سلطانها قابوس بن سعيد، وغاب اسمه عنه وهو صانع نهضة عُمان الحديثة، كانت كل المناطق والمباني على قدر من الغموض لماهية الأشكال وتصميمها، عكس ألوانها المحتكرة بالبياض.

سلطنة عمان تتشابه إلى حد كبير في جغرافيا جارتها الغربية الجمهورية اليمنية، التي تعيش حالات اضطراب متواصلة منذ أربعة أشهر، لكن ما يميز السلطنة هو اقتصادها ونفطها ومستوى عقلية وتحكم حاكمها في شعبه.

فسلطنة عمان وسلطانها قابوس بن سعيد بن تيمور، يعشقه كثير من العمانيين لما يصل بهم حد "العبادة" كما قالها سائق التاكسي العماني "الشمالي"، يقول إنهم يقدرون ويجلون أدوار وأعمال ما أسماه بشكل عفوي بـ"صاحب الجلالة" وهي التركيبة اللغوية التي يتفق عليها الشعب العماني في ذكرها تقديرا وإجلالا لقابوس بن سعيد.

عمان جاءت بصيغتين بين والد مستبد وولد "يعبده" العمانيون، فلماذا يحبونه؟

الكاتب والمحلل السياسي العماني الدكتور محمد العريمي قال في حديث مطول لـ"إيلاف" مفضلا الحديث عن شق السؤال الثاني، لماذا يحب العمانيون "قابوس"، العشق هو مرحلة متقدمة من الحب. العُمانيون يؤمنون أن السلطان قد نقل السلطنة من دولة تعاني الكثير من المشاكل، إلى دولة حديثة عصرية قادرة على احتلال مراكز متقدمة في الإقليم، وحضور دولي مشهود له، "كل ذلك بسبب الحب والعشق المتبادل بين السلطان وبين الناس في السلطنة".

وأضاف العريمي أنه ارتبط اسم السلطان قابوس بالكثير من الأشياء الجميلة في عُمان، فبعد أن كان مكوّنها الأساسي في الفترة السابقة، ذلك الإنسان المعتز بوطنه والواثق بنفسه وقبيلته، أصبحت السلطنة ذات مكونات كثيرة، وكلها مرتكزة على المحبة والولاء والانتماء للوطن أولا وللسلطان.

العريمي اختلف في وصف "إيلاف" لوالد السلطان قابوس وهو "سعيد بن تيمور 1910-1970" في كونه مستبدا، حيث أوضح أن السلطان سعيد بن تيمور لم يكن مستبداً بالمعنى الدقيق للكلمة، "إنما كان محكوماً بظروف داخلية وإقليمية ودوّلية كانت صعبة في ذلك الوقت لم تمكنه من تحقيق الأهداف التي كان يرجوها حسب ما اطلعت عليه في الوثائق الأجنبية".

وأضاف أن السلطان سعيد بن تيمور كان همّه الأوّل هو المحافظة على الدولة المترامية الأطراف، وثاني تطلعاته كان حفظ الدولة من الانغماس في الديون التي تعني ارتهان القرار السياسي بشكل كلّي للخارج، وثالثها أنه كان يواجه إستراتيجية خارجية خطيرة، يساندها "شد عكسي مارسه بعض العُمانيين داخل البلاد وخارجها".

السلطنة أرض الأطماع !!

*إيران

لنعاود الحديث عن ماض ليس بالبعيد، هو مرشح للتكرار فدلالات المستقبل توحي بالتغيير على الخارطة الإقليمية، عُمان، التي ينبغي أن نشير إلى ضمة العين حتى لا يخال البعض أننا نتحدث عن عاصمة مملكة الأردن ذات العين المفتوحة، عُمان هي أكثر الدول الخليجية تحالفا مع الجمهورية الإيرانية عكس حال دول المنطقة الخليجية التي أصابتهم سياسة إيران الخميني بالنفور وعدم التقبل.

وفي خضم الحديث عن العلاقة العمانية بدول الإقليم، قال أن العلاقة مع إيران ليست مقلقة للسلطة العمانية، عكس ما تكنه عصبة دول التعاون الخليجي القابلة للتمدد، موضحا في ذلك أن التاريخ والأحداث والجوار، كلها تجعل الصداقة والعلاقة بين مسقط وطهران أعمق من أي محاولة تسعى لإبعاد الدولتين عن بعضهما.

محمد العريمي الذي تقبل كل أسئلة "إيلاف" قال مجيبا في تساؤل عن وجود خشية من السلطنة من إيران المجاورة لها، أم أن التحالف الإيراني في "حرب ظفار" كوّن علاقة جدية وإستراتيجية مع دولة يخشى منها الغرب والخليج، قال "لا اعتقد بأن السلطنة تخشى إيران أو أي دولة أخرى"، معتبرا أن إيران تفهم السلطنة والسلطنة تفهم إيران والكل يستفيد من التعاون مع الآخر سياسياً واقتصادياً.

وأشار العريمي إلى أن زيارة السلطان قابوس الأخيرة لإيران والعكس بالنسبة للإيرانيين لدليل على هذا القول، "كما أن السلطنة تؤمن بمبادئ القانون الدولي القائم على التعاون وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وتسمية العلاقات بين الدول على أساس المصالح الوطنية والقومية".

**الإمارات

في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2010 أعلنت جهات إعلامية عن كشف سلطنة عمان خلية تجسس تعمل لصالح الإمارات العربية المتحدة، وهي الجارة اليوم، التي كانت جزءا من الإقليم العماني قبل التقسيم في العام 1970.

وكعادة الخلافات الخليجية، تبتعد نارها عن الرأي الرسمي وتنحصر فقط على المستوى الشعبي، خصوصا عبر شبكات المدونين الالكترونية أكثر من غيرها، هذا التجسس كانت فروعه تتمركز في القصر السلطاني من شخصيات مقربة إليه.

ومع كل ذلك السعير في خلافات خلفتها "التجسس"، كانت الإمارات نفت في أوائل كانون الثاني/ يناير الماضي بـ"شكل قاطع" ما أعلنته الأجهزة الأمنية في سلطنة عُمان عن اعتقال خلية أمنية، مبدية أبو ظبي "استعدادها الكامل للتعاون في أي تحقيقات تقوم بها بمنتهى الشفافية."

"إيلاف" توجهت إلى المحلل السياسي محمد العريمي المرافق لها في بحر الأسئلة المستقصية عن الدولة الغامضة في الخليج، فسألناه: كيف قرأ العمانيون شعبا وسلطة و"سلطان" كشف خلايا دولة الإمارات؟ وهل كان هناك فعلا قبول لها فعلا بين أوساط القبائل حسب ما أعلن إعلاميا؟

فأجاب العريمي بهدوء ودبلوماسية تشبه هدوء دولته في سياستها، "أن السلطنة قد عالجت الأزمة على أعلى درجات من المسؤولية". ولم تترك الأمور تنزلق إلى مهاوي الاختلاف والتصادم بين الدولتين الشقيقتين، مع أن العتب حسب ما فهمت كان كبيراً.

وأضاف أن السلطنة تمارس سياسة مكشوفة وشفافة مع دول المجلس. واعتبر أنه هناك عادة ما تقوم بعض الأزمات بين الدول، وأن ذلك يبين مدى العقلانية في معالجة الأزمات وكيفية التعاطي معها. وأشار العريمي بأن السلطنة اعتبرت الأمر خطأ وغلـّبت النوايا الحسنة، وخرجت من هذا المنعطف بسلامة واقتدار حافظت معها على العلاقات الأخوية مع الأشقاء في دولة الإمارات.

وعن شق الترحيب من قبائل معدودة لهذا التجسس قال أن جميع أطياف المجتمع العُماني تؤمن بحنكة السلطان قابوس في معالجة الأزمات ومنها هذه الأزمة العابرة حسب ما وصفها.

هل يخشى العمانيون من مرحلة ما بعد السلطان قابوس؟

هو السؤال الأكثر حساسية، من يخشى لا يريد الحديث، ومن يريد الحديث يخشى عواقبه، كما قالها أحد العمانيين، ولعل السؤال إن كان مطروحا فمن يملك إجابته وتقريره هو الشعب العماني، الذي يكنّ قداسة من نوع خاص للسلطان قابوس، وهو الرجل الذي لا زال يعيش في بحبوحة "العزوبية".

العريمي قال ردا على التساؤل، كمواطن لا أخشى على الدولة في وجود السلطان قابوس بعد أن ركز أسسها على درجة عالية من الفاعلية والاستقرار والحداثة. و"لكن الخوف في داخلي من المستقبل بعد السلطان".

وتطرق العريمي في حديثه إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في عُمان معتبرا أنها خير دليل على ذلك، وأضاف أنه لم يتمكن أي من المسئولين في الحكومة أو الأسرة الحاكمة أن يتفاعل ولو بشكل بسيط مع الوضع بل كانت هناك إمكانية لإشعال الوضع، "لولا حكمة السلطان قابوس الذي استطاع أن يتفاعل مع الأزمة.

وتطرق العريمي في حديثه إلى النظام الأساسي للدولة الذي يتحكم في الكثير من مفاصل الحياة العامة والسياسية والاقتصادية وغيرها من الأمور صدر بمرسوم سلطاني لم يـُشرك فيه الشعب العماني، وبالتالي يمكن تغييره في أي وقت؛ "الأمر الذي يجعل الأمور بعد السلطان مرهونة بما يريد السلطان الجديد وقبلة المجلس الذي حدد في هذا النظام".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :