الأقباط متحدون - العازف المجهول الذى وقف خلف اللواء عبدالوهاب أثناء استقباله السادات!
  • ٠٩:٤١
  • الثلاثاء , ١٧ يوليو ٢٠١٨
English version

العازف المجهول الذى وقف خلف اللواء عبدالوهاب أثناء استقباله السادات!

مقالات مختارة | طارق الشناوي

٠٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨

طارق الشناوي
طارق الشناوي

وزيرة الصحة لم تعترف بخطئها حتى الآن، رغم أنها عمليا تراجعت «سِنة سِنة»، بل هى تنفى أساسا أنها أصدرت قرارا واعتبرته مجرد سُنة حسنة، هل النشيد الوطنى سُنة أم أنه فرض وعلينا ترديده، ولكن لكل مقام مقال؟

صار الحديث عن السلام الوطنى يحتل مقدمة (الكادر).. قصة النشيد من المهم أن نتوقف عندها، كاتب الكلمات الشاعر يونس القاضى أكثر الشعراء فى جيله الذين احترفوا كتابة الأغانى الخليعة، رغم موهبته التى لا جدال عليها فهو صاحب (إرخى الستارة اللى فى ريحنا أحسن جيرانك تجرحنا) لمنيرة المهدية. يونس استلهم كلمات الزعيم الوطنى مصطفى كامل (بلادى بلادى لكِ حبى وفؤادى)، فأكملها بكل إبداع ومنح الكلمات لرفيق المشوار سيد درويش، فجاء لحن (بلادى بلادى) يجمع بين رقة الغناء العاطفى وحماسة الأناشيد.

جاءت الأوامر العليا للموسيقار محمد عبدالوهاب بتكليف من الرئيس محمد أنور السادات بأن يرتدى زى اللواء ويستقبله على أرض المطار بعد أن عقد اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل المعروفة باسم اتفاقية السلام عام 79، غيرت مصر السلام الوطنى لأن كلمات (والله زمان يا سلاحى) تدعو للحرب ضد العدو، وطبعا لا يوجد غير إسرائيل، بينما «بلادى بلادى» لا شأن له بضرب النيران، يتغزل فقط فى حب الوطن، الغريب أن إسرائيل لم تغير نشيدها حتى الآن، يبدو أنها مبادرة من السادات لم ترد إسرائيل عليها بمثلها.

تواجد عبدالوهاب فى المطار وهو يقود الفرقة الموسيقية وكان عمره وقتها يقترب من الثمانين يحمل قطعا دلالة رمزية، مكانة موسيقار الأجيال تمنح حضوره بُعداً فنياً وثقافياً وسياسياً.

إلا أن السؤال: كيف وزع الموسيقار الكبير «بلادى بلادى»؟.. عبدالوهاب كان ملحناً استثنائياً ولاشك، إلا أنه لم يتلق تعليماً أكاديمياً يتيح له توزيع أغنياته، فهو مثل أغلب الملحنين، كان وراء إبداعهم موزعون نادراً ما تُذكر أسماؤهم.

والكل يعلم أن عدداً كبيراً من قائدى الفرق الموسيقية هم الذين يتولون الآن توزيع موسيقى كبار الملحنين، ولم نتعود أن نذكر اسم موزع الأغنية إلا فقط وعلى استحياء.

قضية النشيد الوطنى محاطة بالطبع بكثير من المحاذير، المؤكد أن «عبدالوهاب» لم يقم بالتوزيع، هذه الحقيقة يعرفها كل المعاصرين، مثلما لم يوزع «كمال الطويل» نشيدنا الوطنى السابق «والله زمان يا سلاحى» الذى لحنه وغنته «أم كلثوم» بتوزيع «أندريا رايدر»، أما الذى تولى مسؤولية «بلادى بلادى» فإنه عازف الأوكرديون والموزع الموسيقى والملحن «مختار السيد» الذى رحل قبل 22 عاماً.. لو أعاد التليفزيون تسجيل استقبال «عبدالوهاب» وفرقة الموسيقى العسكرية الرئيس «أنور السادات» فى مطار القاهرة سوف نلاحظ تواجد «مختار السيد» على أرض المطار خلف «محمد عبدالوهاب»، «مختار» كان فى بداية مشواره واحدا من أفراد فرقة موسيقى الجيش، مع بداية ذيوع النشيد وانتشاره، نجح أحدهم فى إثارة نهم مختار السيد، على أساس أن الأداء العلنى الذى يعنى حصول الملحن على مقابل مادى مع كل ترديد للنشيد سيجعله مليونيرا، لأن هناك إضافة لجمل موسيقية للنشيد تحيله إلى مشارك فى التلحين وليس فقط موزعا له، فتقدم فعلا مختار بشكوى لجمعية المؤلفين والملحنين بهذا الشأن مطالبا بمناصفة الأداء العلنى مع سيد درويش، وتم احتواء الموقف سريعا وتمكنوا من ترضيته، فسحب شكواه، ارتضى أن يتوارى تماما عن (الكادر) الذى لايزال يشغله بمفرده الموسيقار اللواء محمد عبدالوهاب!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع