الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم .. ولاية السلطان الصالح نجم الدين أيوب على مصر
  • ٠٤:٣٦
  • الثلاثاء , ١٧ يوليو ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم .. ولاية السلطان الصالح نجم الدين أيوب على مصر

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨

 نجم الدين أيوب
نجم الدين أيوب
فى مثل هذا اليوم 17 يوليو 1240م..
سامح جميل 
هو السلطان الملك الصالح نجم الدين ابن السلطان الملك الكامل محمد بن السلطان الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب، المولود سنة 603هـ بالقاهرة وكان الملك العادل الثاني سيف الدين أبوبكر حكم مصر بعد وفاة ابيه السلطان الكامل سنة 1239، مما أدي إلى أن يسعي أخوه الأكبر سناً الصالح نجم الدين أيوب لاستعادة حقه في تولي السلطنة، وواتته الفرصة نتيجة سياسة أخيه التي أثارت مشاعر الأمراء عليه فقبضوا عليه واستدعوا الصالح نجم الدين أيوب الذي اصبح سلطاناً على مصر في 17 يوليو 1240.
 
وقد واجه السلطان الصالح ثورات بعض طوائف الجند فبدأ في تكوين جيش جديد يخلص له ويطيعه فاشتري آلاف المماليك والأتراك الذين هجروا أوطانهم في آسيا الصغري بسبب غارات المغول واتخذ الصالح أيوب منهم جيشاً منظماً. ويتضح من هذا أن السلطان الصالح لم يتعلم من العباسيين الذي فعلوا نفس الشئ واخذوا من العبيد جيوشاً وقواداً، وانتهي الأمر بهم أن أصبح الخلفاء العباسيين تحت رحمة هؤلاء القواد وأصبحوا مجرد واجهة للخلافة دون سلطة حقيقية ومن أبرز آثار الملك الصالح في مصر قلعة الروضة التي أقام فيها مع مماليكه وتزوج من جارية أرمنية هي شجر الدر كان الخليفة العباسي قد أهداها له وأنجبت له ابنه الخليل وقد وجد السلطان الصالح أيوب نفسه مهدداً بحلف صليبي مع أمراء دمشق، الصالح اسماعيل، والكرك الناصر داود، وحمص
المنصور ابراهيم. فقرر تحطيم هذا الحلف قبل أن يهاجمه فسار بجيشه واستولي على دمشق ثم سار إلى القدس واستعادها من الصليبيين سنة 1244.
 
وقامت حملة صليبية جديدة تستهدف مصر، وكانت أشرس وأعنف من الحملة الأولي على دمياط، وكان على رأسها ملك فرنسا لويس التاسع الذي كان معروفاً بتدينه وتعصبه. ولقد نذر لويس نفسه للموت في سبيل دينه .و علم السلطان الصالح أيوب بأن الصليبيين يحتشدون في قبرص، وقدر أنهم سينزلون دمياط كما فعل اسلافهم، فحشد جيشه تجاه المدينة وقرر أن يحارب حرباً لاهوادة فيها وكان الصالح أيوب نقيض أبيه الملك الكامل، فكان شجاعاً وجريئاً وقد دخل الصلبييون مدينة دمياط في 6 يونيو 1249 دون قتال وحولوا المسجد إلى كنيسة وأقاموا بطريركاً فرنسياً للمدينة.
 
وعندما انتهي موسم الفيضان بدأ لويس زحفه إلى القاهرة، وفي تلك الأثناء مات السلطان الصالح، فاخفت زوجته شجر الدر نبأ وفاته حتي لا يضعف الجنود المحاربين، وبعثت في استدعاء ابن زوجها توران شاه من حصن كيفا (بالشام) وفي تلك الأثناء تولي بيبرس قيادة الجيش.ودخل الصليبيون بسفنهم في النيل وتصدت لها سفن المصريين وخسر الصليبيون 80 سفينة. وتلاحم الجيشان وبلغ القتال ذروته عند فارسكور حيث حلت هزيمة ساحقة بالصليبيين وأُسر ملكهم لويس التاسع سنة 648 هج/ 1250 م، واقتادوه إلى دار الشيخ فخر الدين بن لقمان في المنصورة. وتفاوض المنتصر والمنهزم، وفرض المسلمون شروطهم وهي جلاء الصليبيين عن دمياط وخروجهم من مصر ودفع دية باهظة من الذهب مقابل اطلاق سراح لويس ومن معه من الأسري.ووافق لويس التاسع على شروط التسليم وخرج الصليبيون أولاً من دمياط، وبعد ذلك أطلق الظاهر بيبرس سراح الملك الأسير، فاستقل سفينة اتجهت به إلى عكا التي كانت مع الصليبيين ثم تولي توران شاه السلطة في نهاية 1250 خلفاً لابيه بمساعدة زوج ابيه شجر الدر، ولكن حكمه لم يدم أكثر من شهرين لاضطهاده لأمراء المماليك وشجر الدر فتآمروا جميعاً ضده وقتلوه ونادي كبار رجال الدولة بشجر الدر سلطانة على مصر عام 1250 م على أن يكون المملوك عز الدين أيبك مقدماً للعسكر وبهاء الدين وزيراً لها.
وكانت هذه المرة الأولي التي تتولي فيها أمرأة حكم مصر منذ أيام الفراعنة وقد بلغت مدة حكمها 80 يوماً أظهرت فيها جدارة وكفاءة وحسن تدبير. إلا أن الخليفة العباسي لم يقبل أن تتولي حكم مصر امرأة وخاصةً أنها كانت جارية لدي الخليفة العباسي نفسه، فارسل إلى زعماء المماليك يقول لهم: “إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فاعلمونا نسير لكم رجلاً “. فأضطرت شجر الدر إلى التنازل عن الحكم لعز الدين أيبك المملوكي وتزوجته، وهكذا اسدل الستار على الدولة الأيوبية في مصر التي دامت حوالي سبعين عاماً من 1171 حتى 1250.!!