موت وخراب ديار
ماجد سوس
٤١:
٠٩
ص +02:00 EET
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨
ماجد سوس
في يوم ٢٦ مايو من عام ٢٠١٧ قامت مجموعة إرهابية خسيسة بإطلاق النار على حافلة نقل أطفال مسيحيين من قرية في مدينة المنيا وعلى سيارة بها عمال كانوا جميعاً متجهين إلى دير القديس الأنبا صموئيل المعترف بمغاغة. وقع الحادث في الطريق الصحراوي الغربي في مركز العدوة شمالي محافظة المنيا
أسفر الحادث عن استشهاد ٢٨ غالبيتهم من الأطفال الصغار من أربعة إيبارشيات في المنيا وبني سويف وإصابة٣٠ وقد ذكر شهود عيان أن الإرهابيين خيّروا الشهداء بين إنكار الإيمان أو الموت وجميعهم حتى الأطفال اختاروا أن يموتوا على إيمانهم ليلتقوا الرب يسوع وقد صرح بهذا محافظ المنيا نفسه حينما تحدث عن الحادث
لذا اعتبرتهم الكنيسة قديسين وضمتهم إلى صفوف الشهداء ودفن بعضهم في دير الأنبا صموئيل ودفن الباقي بإكرام في إيبارشياتهم حتى أن الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، قرر في الذكرى السنوية الأولى إقامة مزار جماعي، للشهداء السبعة من ابناء مركز مغاغة من شهداء الهجوم الإرهابي في كنيسة السيدة العذراء بقرية «دير الجرنوس»، وهي كنيسة أثرية تعود للقرون الأولي للمسيحية، وتندرج ضمن مسار العائلة المقدسة، في هروبها لمصر من بطش الرومان، والكنيسة بها بئر أثري يقال أن العائلة المقدسة شربت منه وكأن الله يرتب لهؤلاء الشهداء كرامة زائدة بان تزار أجسادهم مع زيارة المسيحيون لهم من كل أنحاء العالم ضمن الرحالات العالمية لزيارة مسار العائلة المقدسة.
هذا وقد تحركت كل أجهزة الدولة لمعرفة أسباب الحادث و القبض على النيابة وكان المحامي العام لنيابات شمال المنيا، قد أمر بضم محاضر أقوال المصابين، وأسر الضحايا، ومعاينات موقع الحادث، وفحص الأتوبيس والسيارات التي عثر عليها بموقع الحادث، إلي محضر القضية بنيابة العدوة.
كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن تنظيم جنود الخلافة الذى يقوده المتهم الهارب عزت محمد الذى كان عضوا في داعش سيناء مع صاحبه المقرب إليه المتهم عمرو سعد، اللذان أنشئا خلية تابعة للتنظيم الجديد تعمل على تنفيذ عمليات في قلب المحافظات المصرية.
وقد كشفت التحقيقات أن المتهمين الذين كانوا مقيمين في معسكرا داخل نطاق قريب من المنطقة أشعلوا النار في إحدى السيارات التي كانت تقلهم بعد تعطلها ثم اعترضوا الأتوبيس عن طريق سيارتين تقلان 6 أشخاص ملثمين، صعد منهم اثنان إلى داخل الحافلة، ثم قاما بأخذ متعلقات المجنى عليهم تحت تهديد السلاح، أعقبها قيام الإرهابيين بإطلاق النيران على المجنى عليهم داخل الحافلة.
باشرت النيابة التحقيق في القضية المتهم فيها 41 متهما محبوسين وهاربين، وانتهت إلى إحالتها إلى القضاء العسكري ولكن حتى الآن لا نعرف ماذا بعد
وما دفعني إلى الكتابة أيضاً هو أنه حتى الآن لم يتم تسليم الأتوبيس لصاحبه الذي قدم التماسات كثيرة لنيابة أمن الدولة لاحتياجه المادي الشديد وحتى لو تم تسليمه الأتوبيس فهل سيعد صالحاً للاستعمال مرة أخرى وقد تناثرت الدماء والأشلاء داخله .
أناشد قداسة البابا وأساقفة الإيبارشيات الأربعة مساعدة هذا الإنسان وأسرته وهو لا يملك أتوبيساً آخر وبالطبع لم يصرف له أي تعويضات كالسائق او المصابين او أسر الشهداء وقد قال له أحد الآباء الكهنة بعد الحادث مباشرة أن الكنيسة ستشتري لك أتوبيساً ولكن هذا لم يحدث لقد انطبق على الرجل المثل المصري القائل موت وخراب ديار فالأسرة متمررة ولا أحد يشعر بها فهل سنتركها هكذا.