الأقباط متحدون - آباءنا الرهبان
  • ٠٨:١٩
  • الثلاثاء , ١٧ يوليو ٢٠١٨
English version

آباءنا الرهبان

أوليفر

مساحة رأي

٢٦: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨

آباءنا الرهبان
آباءنا الرهبان
Oliver كتبها
 
لو تعلم يا أبي أنك إيليا زماننا لا سيما حين يشتد الجوع ليس للبطن بل للروح.حين لا ينقذ كنيستنا سوى قلوب مرفوعة و أيد سكنت مضاجعها و هي ترتجف لأجل خلاصها و خلاص البشرية معها.
 
أنت بالتأكيد تعلم أن المسيحية في مصر أنجبت توأمين لم تنجبه سواها.أنجبت الرهبنة ثم أنجبت المدافعين عن الإيمان حتي وصلنا كما سلمه الذين عاينوا الكلمة منذ البدء.أنت واحد من أهم إنجازات الروح القدس للكنيسة القبطية ليتك لا تنس أنك بالروح صرت راهباً و للروح صرت راهباً.لا لشهوة رتبة حتي و لا الأسقفية.أنت تعلم و قد سمعتها ممن سبقوك أن يوماً في الرهبنة خير من آلاف بعيداً عن الدير مهما كان الهدف نبيلاً.فما من أجل أهداف نبيلة ترهبت أليس كذلك.بل من أجل أن تكون واحد من الذين أقامهم الروح حراساً علي أسوار أورشليم لا يتوقفون عن الشفاعة لأجلنا.
 
ليتك تجد تدبيراً يختلف عما هو متداول أيامنا .لم تتقوي الرهبنة بكثرة مشروعات الأديرة.لم تفيد و لم تستفيد.خسرنا وقت صلاتك لأجلنا.خسرنا تأملاتك العميقة التي لا تأتيك في مزرعة الدير و لا في مصانعه.خسرنا أبحاث و ترجمات لأنك لست متفرغ لصيانة الإيمان بقدر صيانة آلات الدير و سياراتها.ليتك تجد تدبيراً يعيد لنا رهباناً باحثون يتولون ملف الحوار اللاهوتي مع بقية الكنائس.ليتك تجد وسيلة أخري تحفظك لنا راهباً مشغولاً بالأعماق الروحية فيبكتنا ما تصل إليه علي سطحيتنا.ليتك أبي الراهب ترهب من التقرب للناس لأنك لأجل الله وحده تركت الناس.
 
أبي الراهب لا تنخدع بنا إذا زرناك و سألنا عنك.لا تخرج من وحدتك.إنما نحن أدوات تنخدع بها كما ننخدع بأنفسنا.لا تلق بالاً بمن يراسلك في غير الروحيات و إلا تكون قد إنجذبت دون أن تدر بعالم خرجت منه لتصبح كالملائكة منشغل بالله وحده.
 
أبي الراهب إياك أن تحركك الغيرة غير المقدسة فتتشاجر كالناس و يعلو صوتك مثلنا و تغضب علي التوافه ثم تعود قلايتك ليلاً فتجدها كأنما تنبذك و تحتسبك غريباً فيها.
 
إنقاذ كنيستنا من تجاربها هو جزء من صلاتك.إعانة المجربين بطلباتك هو عملك الشفاعي الإجبارى.الصلاة من أجل تدبير الكنيسة و الخدام فيها هو خدمتك فلا تتنازل عنها.أنت صلاة.
 
أبي الراهب متي إختارتك الكنيسة لخدمة بالمهجر فلا تنس نفسك.و لا تعمل لنفسك.فلا الكنيسة التي أسستها دفعت فيها من مالك شيئاً حتي تحسبها حقاً مكتسباً و لا أي نجاح ساندك فيه آخرون كثيرون لا يظهرون علي مسرح التكريم بل الروح إستخدمك و إستخدمهم فلا تعاير الشعب بإنجازات كانت ستتم بك و بدونك.لا تكن معثرة للشعب كأنك تنتقم منهم كأنما هم الذين أخرجوك من ديرك.أنت الذى بإراداتك أو طاعتك قبلت فإستمر في فضائلك لكي يحب شبابنا سيرة التكريس للمسيح بسببك و لا يعثر منك أحد .لا تتعب أسقفك و تخاطبه راهبا لراهب فللأسقفية كرامة تفوق الرهبنة. و أنت تعلم أنه ليست الأسقفية مصيرك المحتوم بل العودة لديرك بالجسد أو بالروح هو مصيرك فعنه لا تنشغل.
 
إنني أراك كما أري شموع الكنيسة.قنديلها أنت فإنتبه علي زيتك.ليس من وقت للخروج لشراء الزيت.الزيت يباع في قلايتك وحدها.و عريس نصف الليل سيأتيك حيث أنت أتيت إليه. فمتى أتاك أذكرني لكي أنال كما المجد الذى ستناله بنعمة المسيح.
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع