الأقباط متحدون - القمة 22 بين السيسي والبشير وافاق جديدة في القرن الافريقي
  • ٠٧:٠١
  • الجمعة , ٢٠ يوليو ٢٠١٨
English version

القمة 22 بين السيسي والبشير وافاق جديدة في القرن الافريقي

سليمان شفيق

أخر الأسبوع

٠١: ١١ م +02:00 EET

الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٨

السيسي والبشير
السيسي والبشير

سليمان شفيق
بدأ الخميس الماضي الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة للسودان تنتهي السبت ، وسط اجواء ايجابية للدور المصري في الوساطة لحل مشاكل جنوب السودان ما بين الدولة برئاسة سلفا كير وزعيم المعارضة رياك مشار من جهة والمصالحة الاخري بين اثيوبيا وارتريا وعودة العلاقات بعد انتهاء الحرب من جهة اخري .

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد التقي الرئيس البشير 21 مرة من قبل في فترة ولايتة وهذا اكبر عدد من اللقاءات تمت بين رئيس مصري ورئيس سوداني ، خاصة وان السودان الان يعيش فيها حوالي 300 ألف عامل مصري ، بالاضافة الي نصف مليون مواطن مصري تمتد جذورهم الي السودان بالنسب او الجنسية ، و يتمتع  رعايا البلدين بمزايا حقوق الحريات الاربع الموقعة 2004، وهي حريات التنقل والاقامة والتملك والعمل ، كما ان حجم التبادل التجاري يبلغ الان مليار دولار ،كما تبلغ حجم الاستثمارات المصرية المباشرة والتراكمية في السودان مليارين و700 مليون دولار ، موزعة علي مجالات الصناعة والمقاولات والبنية التحتية ،والاتصالات والمصارف وصناعة الادوية وغيرها ،ووفق ماصرح بة  عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان بالقاهرة ومندوبة بالجامعة العربية ، ان الزيارة تأتي في وقت تحتشد فيه المنطقتان العربية والأفريقية بتطورات ومستجدات بالغة الأثر وتسارع للأحداث في ليبيا واليمن وسوريا، بجانب التطورات المهمة في القارة الأفريقية .

كما سيتبادل الزعيمان وجهات النظر حول التطورات الجارية في المنطقة والإقليم وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وحول التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب، قال السفير عبد الحليم: ان السودان ،يناهض الإرهاب بكافه صورة وأشكاله، ونحن فصيل متقدم في محاربة الإرهاب بانضمامنا لكافة المعاهدات والاتفاقيات والصكوك الدولية والإقليمية ذات الصلة علاوة على التشريعات والقوانين المحلية التي تتناسق مع تلك الصكوك والأدوات، مشيرا إلى أن الإرهاب يُكافح بتضافر الجهود الإقليمية والدولية وتناسق المسارات الأمنية والفكرية والثقافية الداعية لوضع حد لهذه الآفة.

علمت المتحدون أن اللقاء سيشمل ، ملفًا آخر سيستحوذ على أكبر حيز ممكن من المناقشات وهو سد النهضة الإثيوبي وأزمة المياه التي تشترك فيها مصر والسودان، متوقعًا أن ينجح البلدان في توحيد جهودهما نحو الحفاظ على حقوقهما التاريخية من المياه.

.وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت مشاحنات، قبل أن تعيد السودان سفيرها إلى القاهرة مؤخرا بعد استدعائه في يناير الماضي للتشاور، بعدما اتخذ البلدان إجراءات سلبية على العلاقات المشتركة، تنوّعت بين إعلان مصر التوجه بشكوى لمجلس الأمن ضد السودان، وبناء 100 منزل بحلايب، وإنشاء سد لتخزين مياه السيول، وميناء للصيد في شلاتين، قبل أن يرد السودان بالتلويح بتقديم شكوى للأمم المتحدة، وإقامة علاقات جديدة مع تركيا.

الي جانب ذلك تجدر الاشارة الي ان ذلك اللقاء سوف يناقش ابعاد المصالحة بين ارتريا واثيوبيا والاثار التي تمتد علي مصر والسودان من ذلك ، خاصة وان المصالحة تأتي في اطار السياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء الاثيوبس ابي احمد في السياسة الخارجية ، والتي تهدف الي اعادة تشكيل تحالفات واستقطابات بين اثيوبيا ودول القرن الافريقي من جهة وبين دول الخليج ومصر من جهة اخري ، سواء علي الصعيد الاقتصادي او العسكري .. علي عكس ما كان يروجة الاعلام القطري من ان المصالحة ستكون علي حساب مصر.

لابد من التوقف امام الدور المصري في انهاء الحرب في جنوب السودان، والذي بدأ من نوفمبر العام الماضي وانتهي بأعلان وثيقة القاهرة لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان في مقر المخابرات المصرية  تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الاوغندي يوري موسيفني ، ثم الدور المصري في ادخال السودان في المصالحة بين الاطراف المتنازعة في الجنوب يونيو الماضي بالقصر الجمهوري بالخرطوم .

كل تلك المعطيات تؤكد علي تحالف مصري سوداني افريقي جديد ، يفتح المجال حول تغيير ليس في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين بل بتحولات كبري في القرن الافريقي .