قوة الله المغيرة
بقلم : مدحت ناجى نجيب
الله لا يعسر عليه شىء ، بل كل شىء فى قبضته ، يدير الكون بفن وعلم ، فهو لا يسير بلا نظم وقوانين بل هو إله نظام وترتيب ونرى ذلك واضحاً فى قوانين الطبيعة ، صنع الكل حسناً فى وقته ، ضابط الكل الذى لا ينعس ولا ينام ، وغير محدود ، موجود فى كل مكان ، فهل الله الذى خلق السموات والأرض ، هل يعسر عليه أن يغير حياتك للأفضل مهما كانت ساقطة فى أوحال الخطية ، لقد غير حياة الكثيرين قبلك مثل أغسطينوس الذى بكت عليه امه القديسة مونيكا 20 عاماً ، وقال لها القديس امبروسيوس : إن ابن الدموع لن يهلك أبداً ، ومازال يسعى إلى خلاص الجميع ، لأن رسالته " الله يأمر جميع الناس فى كل مكان ان يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل التى أقترفوها " ، فالله يعمل من اجل مصلحتك ،يسعى إلى خلاصك بكل الطرق سواء المرئية أو غير المرئية ، هو يدعوك للتوبة وسوف ينسى كل ما فعلته من خطايا طالما اعترفت بها وقدمت عنها توبة صادقة .
لذلك ابعث إليك رسالة إلى نفسك المتعبة : لا تيأس : لديك إله قوى يقدر على حل كل المشاكل ، يصعدك فوق التجارب والضيقات وينزلك بحلول غير بشرية صناعة إلهية ، هو الحل الوحيد والاجابة الصادقة فى كل شىء ، هو حلال المشاكل ، صانع السلام ، أبا ابدياً رئيس السلام ومكمله
اذكر لك بعض خطايا الانبياء والقديسين كدرس لك تتذكره عندما تيأس من نفسك ، وتشعر انك انت الخاطىء أكثر من كل الناس وتقول إن فلان أفضل منك ، وتقوم بعمل مقارنات بينك وبين الآخرون مما يسقطك فى اليأس الذى يخططه لك الشيطان دوماً :
+ ابونا إبراهيم شك فى مواعيد الله من جهة أن يكون له نسل ، فتزوج بهاجر وقطورة جاريتى سارة ولم ينتظر مواعيد الرب، شك أن يكون له نسل من سارة ، لكنها ولدت أسحق ابن الموعد ، وهى أيضاً لم تكن تصدق ذلك ان يكون لها ابن وهى فى سن الشيخوخة .
+ ابونا يعقوب ضحك على ابيه اسحق " وسرق " البكورية من أخيه عيسو بأكلة عدس ، بأكلة لا تساوى أى قيمة ، وظل هارباً من وجه أخيه ، وكما خدع ابيه خدعه خاله "لابان " بأن زوجه ليئة بدلاً من رحيل وغير أجرته أكثر من مرة ، وخدعه أولاده أيضاً عندما أخبروه بأن ذئباً قد افترس يوسف .
+ داود أخطىء عندما زنى بأمراة أوريا الحثى ، وفى سبيل أن يزنى قام بقتل اوريا الحثى ووضعه فى مقدمة الحرب ، وأيضاً أخطأ عندما قم بعد الشعب ليعلن أنه كان ينتصر بقوته وليس بقوة الله وكان هذا ضد مشيئة الله .
+ بطرس الرسول أنكر المسيح ثلاث مرات انه يعرفه وامام جارية ، وكان متسرع دائماً فى حكمه واجابته فى بعض الأمور . وباقى التلاميذ هربوا وقت القبض على السيد المسيح ولم يكن أحد موجوداً إلا يوحنا الحبيب وبعض النسوة.
لذلك فرسالتى لك : ليست عرضاً لخطايا الانبياء ، ونحن لا نؤمن بعصمة الانبياء او البابا فهم بشر مثلنا ، " فيقول الكتاب " الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله " ، لقد ذكرت لك بعض من هذه الخطايا لأبث لك الأمل والرجاء فى الحياة الروحية ، فى المثابرة ضد أبليس وملائكته ، هى رسالة تفتيت لكلمات اليأس التى يجبرك الشيطان على سماعها سواء كانت تريد أم لا ، هى رسالة تتذكرها كلما شعرت بأن خطيتك أكثر مما تحتمل .
لذلك إذا كانت عندك هذه الخطايا التى فعلها الانبياء والقديسين فلا تحزن ، لانهم مروا ايضاً بمثل هذه التجارب ووقعوا فى نفس الأمور التى تقع انت فيها الآن من كذب ( ابراهيم ) وسرقة ( راحيل زوجة يوسف سرقت أصنام أبيها لابان) وزنى وقتل ( داود) وانكار ( بطرس) ، ويعقوب ( غش وخداع ) ، لكن أقول لك ان كل ما سبق هم النماذج الايجابية وجميعهم تابوا وقدموا توبة صادقة إلى الله فتغيرت حياتهم ، حقاً إنها قوة الله المغيرة ، فيجدد مثل النسر شبابك ، لا يهمك ولا يتركك ، فنحن لا نيأس ابداً ولا نفشل لأننا حقا أولاد الله وغير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله " خليك دايماً عايش فى الرجاء ، صابر فى الضيق .
احب ان اخبرك بأن قوة الله المغيرة تعمل فى الإنسان الضعيف الذى يشعر بعجزه وضعفه فيطلب المعونة الإلهية ، فتأتيه طوعاً النعمة لتعمل ارادة الله فيه . لذك اوع تيأس ، المسيح ذبيحته تكفى لخطايا كل العالم ، يعنى انت لو فيك كل خطايا هذا العالم دى وقدمت توبة حقيقية عنها ، يقول الوحى الالهى : خطاياكم لأ اعود أذكرها بل ألقها فى بحر النسيان . " إلى هنا أعاننا الرب "
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :