الأقباط متحدون - الخوري إيبسكوبوس المنصب المهجور
  • ٠٧:٢٣
  • السبت , ٢١ يوليو ٢٠١٨
English version

الخوري إيبسكوبوس المنصب المهجور

أوليفر

مساحة رأي

٥٤: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٢١ يوليو ٢٠١٨

الكنيسة
الكنيسة
Oliverكتبها
-الكنيسة ثمرة الثالوث الأقدس.مجهود زراعة بذرة إلهية في أرض خصبة تنقل ثمرة الخلاص للعالم .خطة إلهية و ترتيب زمني وضع في كل عصر شهوده و خدامه لكي يصلنا خلاص المسيح فى الإنجيل كما كتب منذ الأول بتدقيق.
 
-عصرنا عصر البابا تواضروس الذى بحكمة و هدوء و نعمة يستخدمه الله لنهضة تنظيمية ما أحوجنا إليها.فترتيب المذبح من الداخل هو بداية تقديم الذبيحة.و ليس  بعيداً عن فكر الكنيسة بمجمعها المقدس و بطريركنا المحبوب  أننا في حاجة لإعادة بعض المناصب و إعادة توصيف للبعض الآخر مجهول الملامح.
 
-أما إعادة منصب إلي الوجود فالمقصود به هنا هو منصب الخوري إيبسكوبوس و هي تعني مساعد الأسقف.رتبة الخوري إيبسكوبس  هي واحدة من درجات الأسقفية.بدأت تستخدمها الكنيسة من القرن الثالث لما إنتشرت المسيحية و إتسعت حدود الخدمة و صار الأسقف وحده غير قادر  أن يكون أمينا تجاه جميع مسئولياتها فظهرت رتبة مساعد الأسقف أي الخوري إيبسكوبوس باليونانية.لم تعرف الكنيسة الأسقف العام الذى له كل سلطات الأسقف إلا في القرن العشرين.فهي رتبة مستحدثة أدت إلي نزاعات و صراعات علي حدود و سلطات ذلك لتساوي الرتبة بين المطران و مساعده الذى هو أسقف عام لا تقل سلطاته عن نفس سلطات الأسقف المجلس أو المطران. 
 
-أما مساعد الأسقف فهو بحكم رتبته خاضع للأسقف منفذاً لإرشاداته معينا له في دوره كاسقف  من جهة رعاية الشعب و الآباء الكهنة.و إندثار هذه الرتبة من كنيستنا أدي إلي خلل كبير في العمل الأسقفي.فعندنا أسقفيات يضطر فيها الأسقف إلي السفر بين القارات لمباشرة أعماله الأسقفية.كما الحال بين إستراليا و نيوزيلندا التي كان أولي بها أن يتم رسامة خوري إيبسكوبوس لها يُعين أسقف الإيبارشية الذى لا يجد وقتا ليباشر مهامه فيها.كما أن البلاد الجديدة التي بدأت تظهر فيها الكنيسة الأرثوذكسية مثل كوريا و اليابان و سنغافورة و تداخلت أعمال أسقف ملبورن مع مهامه الثقيلة في أستراليا فتعطلت الخدمة كذلك أسقفية الشرق الأقصي (جنوب شرق آسيا) هي منطقة بعيدا تماما عن قدرة مطران أورشليم التي هي تابعة له شكلياً..هذه مناطق تكشف الحاجة إلي خوري إيبسكوبوس ليس علي سبيل الحصر أضف إلي ذلك مرض بعض آباءنا الأساقفة الذى يعيق و ينقص طاقاتهم الجسدية لمباشرة مهامهم.أو كبر سن بعضهم مما يحعل من المستحيل أن تطلب منهم نفس المجهود الذى إعتادوا أن يقدمونه بأمانة حينما كانوا في كامل طاقاتهم بغض النظر عن المرحلة العمرية بقدر الحالة الصحية.هذه هي السباب المنطقية لكن توجد اسباب روحية أهم..
 
 -وجود مساعد لكل أسقف في إيبارشيته. هو تدريب عملي و إعادة لشكل التلمذة الروحية العملية لشخص لم يصبح أسقفا بعد بل هو تلميذ أسقف ذو خبرة و له دراية بخبايا أسقفيته بدلاً من مفاجأة راهب بإنتزاعه من حياته الديرية ليصبح أسقفاً دون أي تمهيد لا له و لا للشعب الذى سيتعامل معه.هي تلمذة كثمرة منظورة تنتظر نضجها حتي يحين أوان قطافها لمجد المسيح الذى هو أوان إستلام اسقفية مناسبة تحتاجه و ليس شرطا أن تكون نفس الأسقفية التي يعمل بها خوري إيبسكوبوس.
 
-الحقيقة التي تتكشف مع رحيل كل أب بطريرك أنه يضطر لإعادة ترتيب الأوراق و يتطلب هذا تناغم تام بين الأب البطريرك الجديد و بين الآباء المطارنة و الأساقفة الموجودين قبل البطريرك الذى بعضهم لا يظهر مستعداً للتجاوب مع الفكر المتغير الذى هو طبيعي مع كل جيل من الآباء.مما يجعل الرأي القائل بأن كل أب بطريرك يحتاج أن  يرسم جيلين من الأساقفة.واحد منهما خوري ايبسكوبوس .يتشبع بنفس التوجهات حتي لا تتعرض إدارة الكنيسة لتقلبات ملحوظة مع كل مرحلة.بالإضافة إلي نفس الجيل من الآباء الكبار سواء تجاوبوا و تعاونوا أو كان لهم موقفاً غامضاً .
 
- بعض الأفكار تحتاج جيلين لتنفيذها و فكرة مساعد الأسقف تجعل هذا التنفيذ ممكناً.كما تجعل المعطلين لفكر تطوير الكنيسة أقل تأثيراً من المقتنعين بالنهضة اللازمة في كل جيل لكي يكون أكثر المتواجدين من آباء المجمع علي إستعداد لتفهم الرؤية الجديدة التي بكل تأكيد تفكر في صالح أجيال مختلفة الفكر و المنهج و الثقافة و الحس الروحي هم الأجيال التي كان يخدمها الأب البططريرك المتنيح.
 
-نحتاج أسقف سبق أن مارس بعضا من أعمال الأساقفة.فوجوده مساعدا لأسقف هو تلمذة صرنا نفتقدها في الكنيسة.لا يصلح في زماننا أن يتحول راهب من ديره إلي أسقف في المهجر.هذه مخاطرة لولا أن الله ينجينا من نتائجها لتسببت في مآسى يصعب أن تنمحي. لكن خروجاً تدريجياً من الدير و تلمذة عملية برتبة مساعد أسقف ستكون في رايي أصلح من الإختيارات المغفاجئة و ستعطي الفرصة للشعب لتقييم أسقفه الجديد لأنه عايشه و تعامل معه في مواقف شتى قبل أن يصير أسقفاً  .
 
-الخوري إيبسكوبوس هو رجل لا يحتاج إيبارشية و مصاريفه قليلة.بل قد يكون راهب كاهن لكنيسة و في الوقت ذاته هو مساعد الأسقف للإهتمام بالكنائس المجاورة و توصيل رعاية الأسقف لمن لا يستطيع الأسقف رعايته بنفسه.علماً بأن بند نفقات الأسقف مع ضرورتها لكنها تتحول عبئا علي كنائس تشتكي فقر دخلها. 
 
- إن رسامة خوري أيبسكوبوس فى كل إيبارشية تخطي عمر مطرانها أو اسقفها سناً معينة سيعد أمراً بديهياً لصالح خدمة الخلاص.هنا تصبح رسامة مساعد له ملزمة لكن إختيار مساعده لا يتم بغير موافقته .فالأب المطران أو الأسقف الذى تخطي سنه عمراً محددا و ليكن السبعين نصلي أن يطيل الله عمره بركة لكنيستنا و إستكمالاً للأمانة التي إئتمنه الرب عليها لكن مع هذا  يلزم أن يكون له مساعداً دون حتيث أن يطلب .لكنه له قرار قبول الشخص المرشح من عدمه بعد إستشارة الشعب أيضاً.أما أن ننتظر حتي يعجز الأسقف عن الحركة ثم نرسم له اسقفا عاماً فهذا ليس قانونيا و هو نوع من التحايل علي التاريخ .
 
-رسامة مساعد للاسقف لا تعني عدم الإمتنان للأسقف الحالي أو الإستهانة بما قضاه في الخدمة أو نوع من الإتغناء عن خدماته فهو ما زال الأسقف صاحب الرأي و المشورة و ما زال الكبير وسط شعبع و ما زال الأب المحبوب لكنه فقط يد معاونة تحمل معه ما أصبح عنه غير قادر لكنه لا يشتكي .كما أنها فرصة أن تنتقل للخوري لإيبسكوبوس نتاج خبرات لا نريد أن تضيع بتنيح الأب الأسقف بل نريدها أن تبقي فيمن يخلفه فنعيش دون معاناة من فراغ يحدث بين رحيل أسقف و تعيين أسقف جديد.نتجنب أيضاً آثار قلة خبرة الأسقف الجديد.كذلك لو كان الخوري سيعين في دولة بالمهجر يكون قد تشرب من ثقافة و لغة الدولة المرسل إليها و إستوفي أوراقه القانونية و إندمج و صنع علاقات مع أطراف المجتمع فيها فلا يصبح غريبا علي أحد و لا أحد غريب عليه حين يتولي الأسقفية الكاملة.
 
أنا أعرف أن البعض لن تعجبهم الفكرة.سيحتسبون المساعد وريثا شرعياً لأسقفيتهم.و ربما يكون.لكن  لا زال من حق الأسقف إستبعاد الخوري متي تخطي حدود مهامه المكلف بها التي يجب أن تكون واضحة للجميع و ليس فقط بين الأسقف و مساعده.و عودة الخوري إلي ديره في حالة عدم صلاحيته لن يمثل نفس مشكلة إعادة أسقف إلى ديره.فالخوري كان مساعدا يمكن أن يحل محله آخر بعد يوم واحد أما الأسقف فيتسبب في مشكلة نتائجها تستمر طويلاً إذا تطلب عيب ما إعادته إلى ديره. كما ستقل مشكلة الإختيارات غير الموفقة إلى حد كبير. و قد يحل محلها نزاعات بين الأسقف و الخوري ستزول بعد التعود علي هذه.بل قد يكون وجود خوري دافع و حافز ينشط من جديد هؤلاء الذين فترت محبتهم و ضعفت خدمتهم لقلة الغيرة المقدسة.
 
-هذا أول منصب مهجور في كنيستنا نحتاج إسترداده بحكمة و ترتيب لعله يتسبب في نهضة كرازية خصوصا في المهجر.ثم سنتحدث في مقال تال عن منصب ( المكرس و المكرسة) فإلي أن نلتقي في هذا أيضاً أرجو صلواتكم.
 
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد