الأقباط متحدون - قصة مدينة الشهداء في المنوفية: تستقبل مليون زائر كل عام لإحياء ذكرى «شبل الأسود»
  • ٢٠:٥١
  • الاثنين , ٢٣ يوليو ٢٠١٨
English version

قصة مدينة الشهداء في المنوفية: تستقبل مليون زائر كل عام لإحياء ذكرى «شبل الأسود»

منوعات | شبل الأسود

٢٨: ٠٢ م +02:00 EET

الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٨

مدينة الشهداء في المنوفية
مدينة الشهداء في المنوفية

لمدينة الشهداء نصيب من اسمها، حيث تحمل داخل أرضها الطيبة عشرات من الصحابة الذين قدموا مع عمرو بن العاص في فتح مصر ودفنوا بها، ومن بين عشرات الأضرحة والمقامات في محافظة المنوفية يتفرد مسجد وضريح سيدي شبل الأسود بالمكانة العليا بينها، نظراً لنسبه إلى النبي (ص)، وفقاً للعديد من الروايات المختلفة والمؤكدة.

فبمجرد أن تطأ قدماك المدينة وتسأل عن المسجد ستجد الكبير قبل الصغير يسعى للذهاب معك ليعرفك بآثار المنطقة وقيمة المسجد ومحبة الآلاف من أبناء المحافظة، دون أن يخلو الأمر من إغفال وزارة الأوقاف ومحافظة المنوفية عن ترميم المسجد، حيث يعاني العديد من المشاكل.

كعادتها دائماً تكون خيام الطرق الصوفية أول ما يصادفك بمجرد اقترابك من المسجد، حيث اعتادت في نهاية شهر سبتمبر من كل عام الزحف من مختلف المحافظات إلى مدينة الشهداء بمحافظة المنوفية، لزيارة المسجد ومولده الذي يستقبل ما يقرب من مليون زائر كل عام، لإحياء ذكرى ميلاد ابن ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وترعى الطريقة الرفاعية الاحتفال بالتعاون مع مشيخة الطرق الصوفية، حيث تبدأ الاحتفال في 23 سبتمبر وتنتهى في 29 من نفس الشهر بميدان الشهداء بشارع بورسعيد، محافظة المنوفية.

وعن مدينة الشهداء، فقد اكتسبت الاسم لكونها ساحة لواحدة من أهم معارك الفتح الإسلامي لمصر، حيث حرص المسلمون على فتحها، نظراً للأهمية الكبيرة للمدينة، فمن الجهة الغربية فرع رشيد ومن الجهة الشرقية مركزا شبين وتلا، ومن الجهة الشمالية مركز تلا، ومن الجنوب مركز منوف، وتقع بها أحد أكبر الحصون الرومانية، وبعد سقوط عدد من شهداء المسلمين تحولت مقابرهم إلى أضرحة ومقامات يؤمها الآلاف سنوياً.

وبمجرد دخولك المسجد ستجد عددًا من المقامات الملحقة به، كتب على الأول (سيدي علي الطويل، الوزير الأول لسيدي شبل، سيدي محمد المغازي نائب سيدي شبل، سيدي محمد المراكبي، أحمد السحيمي، عبدالله الخزرجي خدم سيدي شبل، ثم ضريح رمزي للأربعين شهيدًا)، أما عن المقامات والأضرحة بالمدينة والقرى المحيطة بها أكثر من 500 مقام وضريح، في قلب المدينة، التي تشكلت من 3 قرى، هي «سرسنا»، و«ميت شهالة»، و«الشهداء».
وعن شخصية صاحب الضريح، فتذكر الكتب التاريخية أن أمير الجيوش محمد بن الفضل بن العباس، قد حقق انتصارات على الجيوش الرومانية في الفتح الإسلامي لمصر، إلى أن وصل إلى المنوفية في منطقة «سرسنا»، وكانت هناك قلعة حصينة للرومان بها، ودارت بها معركة ضارية مازالت آثارها باقية حتى الآن.

واستمر قائد الجيوش في انتصاراته إلى أن عاد إلى «سرسنا» مرة أخرى، ووجد الرومان في انتظاره، وبعد معارك ضارية وانتصارات للمسلمين، غافله أحد الرومان وطعنه من الخلف ولقي حتفه، وتم دفنه في موضع استشهاده وتم بناء ضريح.

في بداية القرن العشرين قررت وزارة الأوقاف البدء في إنشاء مسجد على الضريح يشبه في تخطيطه العام المساجد التركية، وهذا الطراز المعماري الذي كان سائداً في هذا الوقت، حيث يتكون من مربعين أحدهما يشمل صحن الجامع وهو مكشوف، وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، أما المربع الثاني فهو عبارة عن إيوان القبلة ويتكون من صفوف من الأعمدة موازية لحائط القبلة مغطاة بسقف مسطح وفى وسطه ثمانية أعمدة تقوم عليها رقبة ثمانية بكل ضلع منها فتحة للإضاءة، وهى أشبه بالشخشيخة، وفى الضلع الغربي من إيوان القبلة يوجد ضريح سيدي محمد بن شبل الأسود.

وتتكون واجهة المسجد من مدخلين رئيسيين، أحدهما يؤدي إلى إيوان القبلة والثاني يؤدي إلى صحن الجامع. وتتقدم الواجهة ردهة بطول الواجهة تقريبًا صدرها محجوز بسور مزخرف وينتهي طرفاها بسلمين لارتفاع المسجد عن مستوى الشارع بمقدار سبعة أمتار.

إلا أن الفترة الحالية تشهد معاناة كبيرة للمسجد، حيث يعاني من انهيار بعض جنباته، بالإضافة لسقوط أجزاء من السقف والرشح الظاهر في الجدران والمسجد في حالة سيئة، وقدم الأهالي العديد من البلاغات إلا أن أحداً من المسؤولين لم يهتم أو يسأل.

14445605_1263786590327819_823024380_n