في ذكرى 23 يوليو.. عبدالناصر في عيون معارضيه "ديكتاتور" ونفذ مبادئ الإخوان
نعيم يوسف
الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٨
نجيب يراه متساهلا مع الإنجليز.. وحتى الزعيم الروحي لثورة 23 يوليو انقلب عليه
كتب - نعيم يوسف
يتجدد الحديث والخلاف حول شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في أي ذكرى يرتبط بها، مثل ذكرى نكسة يونيو، أو الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو والتي يمر اليوم الذكرى الـ66 لها.
ويذهب البعض من فرط حبه إلى "ناصر"، لوصفه بأنه كان "أخر الأنبياء"، بينما يعتبرونه أخرون "فاشلا"، ونظرا لأنه يعتبر من أهم الشخصيات في العصر الحديث، بسبب تأثيره على مصر، نعرض في السطور التالية أبرز الانتقادات الموجهة إليه.
اتهامات بالتعاون مع الإنجليز
الرئيس الأول لمصر، محمد نجيب، والذي كان على عداء شخصي مع عبدالناصر للصراع بينهما على السلطة ذهب في الانتقاد لناصر إلى حد اتهامه ب تساهل في توقيع اتفاقية الجلاء مع الإنجليز، موضحا في مذكراته "كنت رئيسا لمصر"، بأنه أعطى للإنجليز امتيازات عسكرية واقتصادية مقابل الحصول على دعم بريطاني وأمريكي في صراعه ضد نجيب، كما اتهمه حسن التهامي بالسماح للاستخبارات الأمريكية بالتدخل في شؤون مصر عن طريق مايلز كوبلاند الذي كان يحتفظ معه بعلاقات شخصية مع "ناصر".
التعاون مع الإخوان
ويرى الدكتور مراد وهبة، أستاذ الفلسفة في جامعة عين شمس، إن التعليم محكوم من الإخوان المسلمين حتى الآن، موضحا أن الرئيس جمال عبدالناصر، خاض المعركة ضد الإخوان ولكنه لم يجهز عليهم بالكامل، لأنه لم يكن متشكك في الفكر الديني الخاص بالإخوان، ولكن في السلطة، ووعد المرشد العام للجماعة "الهضيبي"، بأن ينفذ مبادئ الإخوان في التعليم، وكان صادقا، وعين كمال الدين حسين، ولكنه اكتشف الخطأ في عام 1970.
انقلاب "الحكيم"
حتى "توفيق الحكيم"، والذي كان عبدالناصر يعتبره الأب الروحي لثورة 23 يوليو، أصدر كتابا بعد وفاة "ناصر"، عام 1972، شن هجومًا لاذعا على الزعيم الراحل، وهو كتاب "عودة الوعي"، والذي وجد هو أيضا اتهامات واسعة لأنه كتب عنه وعارضه بعد وفاته.
فترة غياب الوعي
في كتابه فند "الحكيم" فترة الحكم الناصري، ووصفها بأنها مرحلة عاش فيها الشعب المصري فاقد الوعي، ولم تسمح بظهور رأي في العلن مخالف لرأي الزعيم المعبود، بل وأعترف أنه هو نفسه كان مخدوعًا فيها، قائلا: "العجيب أن شخصا مثلي محسوب على البلد هو من أهل الفكر قد أدركته الثورة وهو في كهولته يمكن أن ينساق أيضا خلف الحماس العاطفي، ولا يخطر لي أن أفكر في حقيقة هذه الصورة التي كانت تصنع لنا، كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، فسكرنا حتى غاب عنا الوعي. أن يري ذلك ويسمعه وأن لا يتأثر كثيرا بما رأي وسمع ويظل علي شعوره الطيب نحو عبد الناصر. أهو فقدان الوعي. أهي حالة غريبة من التخدير".
فشل في الوحدة
عبدالناصر يتهم في عيون معارضيه بأنه تسبب في فشل مشاريع الوحدة العربية ولم يستغل الفرصة السانحة لإقامة الوحدة، ويقول حسن التهامي في مذكراته أن عبد الناصر أفشل مشروع الوحدة الرباعية بين مصر وسورية والأردن والسعودية سنة 1954 بسبب تدخله في شؤون الأردن ومحاولة إملاء سياسته على حكومتها، لافتا إلى أنه كان لقراراته الارتجالية أثر كبير في توجه السوريين للانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة.
الديمقراطية والحرية
من المفارقات الغريبة، أن بعض الليبراليين، والإسلاميين يجمعون على معارضة وانتقاد عبدالناصر، الذي يتهمونه بالتركيز على السلطة، وعدم وجود الديمقراطية في مصر في عهده، وقيود حكومته على حرية التعبير والمشاركة السياسية.
يتهم عبدالناصر أيضا بإطلاق يد المشير عبد الحكيم عامر، الذي يتهمه كثيرون بعدم المسؤولية والاستعلاء، وأنه كان مسؤولا عن هزيمة يونيو 1967، وقمع الصحافة وجعلها بوقا لسياساته وأقال وحبس الصحفيين الذين انتقدوه أو خالفوا سياساته حتى المقربين منهم إلى عبد الناصر مثل مصطفى أمين (مؤسس صحيفة أخبار اليوم) وفكري أباظة (رئيس تحرير المصور ورئيس مجلس إدارة دار الهلال) وأحمد أبو الفتح (مؤسس جريدة المصري).
ديكتاتور وقمعي
رغم الإشادات الغير متناهية التي يطلقها عليه محبوه من "الناصريين" يعتبره منتقدوه بأنه ديكتاتور، أحبط التقدم الديمقراطي، وتسبب في سجن آلاف من المعارضين، وقاد الإدارة القمعية المسؤولة عن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، وقد وصف توفيق الحكيم ناصر بأنه "سلطان الخلط" الذي يتقن فن الخطابة.