الأقباط متحدون | \" حبيبة \"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٠١ | الاربعاء ٦ يوليو ٢٠١١ | ٢٩ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

\" حبيبة \"

الاربعاء ٦ يوليو ٢٠١١ - ٠٥: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: رمزي حلمي لوقا

إنطلقا فى جنات الأرض ِ بين مروج ٍ و سُهُولٍ و رَوَاِبى فى أودية تَقْطُرُ عسلاً وجبالٍ يتفجرُ منها شَلالات الخِصْب تتراقصُ أعمدةَ الماءِ بين صخور ِ الجبل ِ الأخضر ِ يتكون نهراًً أسفلَ قَدَمِيه يُفْتَرشُ الوادى بُسُطَاً خضراء تعلوها غلالةَ من غيماتٍ وندى وعبير وفراشات ترقصُ رقصتَها الأولى وتَعُبْ ثُمَالتها برحيق رائق تحملُ هَمَسَات العشق بين الزَهْرَات فَتُفَجرُ خصباً ونَمَاءً وتفضُ بكاراتَ الأرض البور

*** وقفا تحتَ رذاذِ الماءِ المتساقطِ نحو َ الوادِى إغتسلا بشعاع ٍ من شمس ِ الصُبْح ِ الباكر ِ نظرَ لصورتِها فى ماءِ النهر ِ وإشْتَمَّ رائحةَ الجسد ِالفائِر تسرى بوداعة نحو َ القلبِ ضَرَبَت قدمَاها سطحَ الماءِ رقََصَتْ طَرَباً بَادلَها الرقصَ جريا فى ماء الوادى الضحل سَبَقتُه فلاحقها دار بشوق حول القلب الآسر عدة دورات هزت ذيلاً بنىَ اللون مَسَحَتْ بدلالٍ عُنُقَه إقترب بشغفٍ حتى تَنَشّقَ نفَسَاً من أنفِ حبيبة مَلأتُه النشوةُ غنى بصهيل ٍ لَكَمَ بقوائمه الأولى نَسَمَاتُ الريح ِ يعلن سَطْوتَه على دُنْيَا تملكُها حبيبة سمَاها حبيبة و إنفَصَلا عن كل ِ قطيع ٍ يكفيه حبيبة ضمتهم كلَ مروج ِ الوادى شملتهم بالبهجة كلَ فصولِ العام حتى أعمدة الدخان المتصاعد من أفنية القرية رائحةُ شواءٍ وخمور ٍ وصوتٌ ماجن أو صرخات والشر الصاعد ِكبراً وعُقوقاً لم تَسْرق منهُم وحدتَهُم

*** وقفَ وَحيداً ينظرُ نحوَ السجن ِ الرابض ِ فوقَ أديم ِ الأرضِ ذَاك الوحش الخشبى قد شق القلب و إلتهم حبيبة *** وقف يَزْدَردَ ذُهُولَه يتشممُ نسماتَ الريح ِ قد تحملُ روحَ حبيبة بينَ الطيّات يَتَسَمّعُ هَمَسَاتُ الصمتِ المُوجِع ِ فى الأحشاءِ هل يحملُ نبضات القلبِ الغائبِ ِقلبُ حبيبة أخذ يحوم حولَ الفلكِ و يحوم يحوم يبحث عن منفذ قد أخذوا حبيبة قد سرقوا حبيبة يغضب يهتاج يَركلُ قاعَ الفلكِ بقوائمِه الخلفية ويدقُ القارَ بلا جدوى أنـّب ذاته لم أحمى حبيبة لم أحمى حبيبة *** إختفت الشمس خلفَ السُحُبِ السوداء إغْتَمّتْ روحه بدأت قطرات المَطَر ِ تتَسَاقَطُ بينَ دموع ٍ أعمت عينيه أخذ الجسدُ المُبتَلُ يترنحُ مع هزَّات الريح ِ العاصفِ إشتد المطرُ فُتِحَتْ كل ينابيع الغمر ِ إهتز الكونَ بينَ الريح ِ وبينَ البرقِ وبينَ الرعدِ إرتفع الماءُ وإرتفع الفُلْك

*** لم يترك أبداً وقفته من باب الفُلك لم يبحث عن مهرب أو حتى تل ٍ يحميه وإرتفع الماءُ وصَخِبَ الريحُ قد غَرِقَ كل الكون حتى أُذُنَيه وإبتلعته دوامات الموج الجارف يفتح عينيه تحتَ الماءِ يطلق زفرته المكتومة يبتلع الماء يختلج الجسد يتشنج ينظر ُ بعتابٍ نحوَ الفُلكِ ويضيع




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :