الأقباط متحدون | عربية أجرة!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٤٧ | الخميس ٧ يوليو ٢٠١١ | ٣٠ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عربية أجرة!!

الخميس ٧ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر

لا أعرف واجب على مين فينا أن يوصل التاني لآخر المقالة، فأنا بمجرد كتابتي لها أرفع سطوتي عنها لتكون ملكًا لحضرتك، فتنازل حضرتك وخدني معاك لآخر المقال والسكة قصيرة، ولن أطيل عليك. لكن دعني أقول لك إن "مصر" ليست عربية أجرة، منْ يركبها أولًا يطلع بيها أول ما العدد يكمل، أو يقترب من الكمال! فالسبعة وسبعون بالمئة لا تكفي ليخرج السائق بالعربية من جراجها، ولا الاتنين وعشرين بالمئة. وإن لم يُجمع كل منْ بالعربية على الطريق الذي ستسلكه العربية لا يمكن أن يركبها الجميع، فإن كنت تريد الذهاب لـ"مدينة نصر"، وأنا أريد الذهاب لـ"المهندسين"، لا يمكننا أن نركب عربية أجرة.. حينها علينا أن يركب كل منا "تاكسي". لذا الأفضل أن نتفق على طريق وسطى، أو الطريق الأفضل لنتجه فيه بالعربية.

 

أنا لا أجبر الكل على أن ينزل في نفس المكان، لكن يمكنك أن تركب العربية معنا في طريق واحد، تنزل حيثما شئت، لكن دعنا نتفق على المكان الذى تنتهي إليه العربية، والمسار الذى تسلكه لتصل لهذا المكان. حينها نستطيع أن نركبها كلنا، ويقودها من يقود لا يهم، فالهدف سيكون حينها واحد، والطريق واحد، قد نختلف وننزل في نصف السكة، لكن المهم أننا سنكون في عربية أجرة واحدة وليس تاكسيات.

 

لازلنا في نفس المقالة، فأرجوك ألا تغيِّر المحطة، ولا تغمض عينيك؛ فقد يفوتك مشهد العمر، حين ترى "مصر" بلا قرى فقيرة أو شوارع مدغدغة، ولا أحلام مغتصبة، والأمن والعدل والقانون فوق الجميع. ولازلت أسلِّم لحضرتك زمام القيادة، لكن لا تقدني حيثما لا أريد، فاجتماعنا على أن نمشي سويًا لا يعطيك الحق أن تستبد بالرأي وتجبرني على أن أترك العربية لك. فلا تنسى أننا شركاء في العربية، وأغلبيتك لن تحرمني من أن أقول رأيي وأن تسمعني، بل يجب عليك أن تكون قادرًا على استيعاب رأيي والاعتراف بصحته إن لم تقنعني. ولا تظن أن شتائمك وسبابك سيقنعاني أو يرهباني، فلازال بالجسد قلب ينبض وعقل يفكر، وما دام ذلك كذلك فلن أقتنع برأي ديكتاتوري يريد أن يقودني حيث لا أريد.

 

وأرجوك أن تخفض من سرعة العربية قليلًا وتنتبه لي، فلازالت المقالة أمامك والوقت أمامك، فقرِّر هل تريد أن تعطي القيادة لأشخاص لا تتفق معهم على طريقة القيادة والطريق الذين سيسلكونه، والهدف المنشود من قيادتهم؟! إن كنت لا تريد هذا فاتفق معهم، وضع بنود تحكمك وتحكمهم، وإلا تكون قد استبدلت ديكتاتورًا بديكتاتور، وتكون أنت صانع الديكتاتوريين، وحينها عليك أن تحاكم نفسك ولا تحاكم أحد ولا حتى "مبارك".

 

عزيزي الراكب، أقصد القارئ، المقالة قاربت على الانتهاء، ولذا أرجوك أن تهدئ أكثر من قرائتك، وتنزلني على يمينك تاركًا لك الفرصة لتفكر، والسيارة لتكمل مرورك على باقي المقالات. وقرِّر ماذا تحلم لغد. أيوه يمين هنا شكرًا، أشوفك المشوار الجاي.

 

المختصر المفيد، لا تصنعوا ديكتاتوريين جُدد.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :