أحبهم حتى المنتهى
سامية عياد
الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨
26/7/2018
عرض/ سامية عياد
الله أحب خاصته الذين فى العالم ، أحبهم حتى المنتهى ، أحبهم بالعمل والحق ، حتى بذل ذاته عنهم ، خاصته الناس الذين عاشوا من أجله سواء فى العهد القديم أو العهد الجديد ، أحبهم لدرجة التشاور والحوار معهم ..
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "أحبهم حتى المنتهى" حدثنا عن محبة الله لخاصته الذين فى العالم حتى المنتهى ، ففى العهد القديم نجد الكثير من الشخصيات التى عاشت من أجل الرب مثل إبراهيم أب الآباء ، يعقوب ، موسى والأسباط الاثنى عشر هؤلاء أحبهم الرب بل كان على علاقة تشاور وحوار معهم ، فعندما أحرق الله سادوم قال : هل أحرق سادوم وأخفى عن عبدى إبراهيم ما أنا فاعله وأخذ يشاور عبده إبراهيم ، أيضا عندما أراد الله أن يفنى بنو إسرائيل لعبادتهم العجل الذهبى كلم موسى أولا وقال له "أتركنى ليحمى غضبى عليهم فأفنيهم" ، ولكن موسى لم يكن موافقا على ما يريد الرب فعله ، فما أعجب محبة الرب لخاصته حتى يجعلهم يدخلون فى إرادته .
فى العهد الجديد أيضا شخصيات عديدة أحبهم الرب مثل الاثنا عشر رسول وبعد ذلك السبعين رسول ، لعازر الذى أحبه وبكى فى مكان موته ، العذراء مريم والدته والنساء اللائى كن يتبعنه ، حتى فى الاثنى عشر كان هناك ثلاثة منهم له موضع خاص بالذات وهم يوحنا ويعقوب وبطرس ، وله جلسات خاصة معهم وفى معجزة التجلى أخذ الثلاثة بالذات ، نذكر أيضا شاول الطرسوسى الذى ظهر له الرب ودعاه وجعله رسولا للأمم ، وهؤلاء الذين أحبهم الرب تركوا كل شىء الأب والأم والأخوات والبيت وذهبوا وراءه ، هؤلاء سمعوا لتعاليمه وحملوا رسالته ، لذا نجد عبارة الرب المتكررة فى مناجاته للأب "هؤلاء الذين أعطيتنى" اعتبرهم أنهم عطية خاصة.
أحب الرب خاصته لأنه هو المحبة ، أحبهم وقال "لهم لستم أنتم اخترتمونى بل أنا اخترتكم" ، اختارهم على الرغم من ماضيهم وجعلهم صيادى الناس وسماهم وكلاء له ودربهم على الخدمة وأرسلهم وأعطاهم سلطانا على جميع الشياطين "مجانا أخذتم مجانا أعطوا" ، دربهم على المحبة والعطاء والتواضع والوداعة ، كان خير معلم لهم وصديق أعطاهم فرصة أن يروا كل معجزاته وهو يجول يصنع خيرا ، ويشفى كل مرض وكل ضعف فى الشعب ، أعطاهم نفسه كمثال وبخاصة حينما غسل أرجلهم وقال لهم "تركت لكم مثالا حتى كما صنعت أنا بكم فاصنعوا بعضكم مع بعض" ، ومنحهم مواهب الروح القدس بل من أعظم الكلمات التى قيلت عن أحبهم حتى المنتهى أنه قال للأب "المجد الذى أعطيتنى قد أعطيتهم " ، وقال "أنا ماض وأعد لكم مكانا .." ، وقال لهم "يكون لكم 12كرسيا تجلسون عليه وتدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر" .
فلنسأل أنفسنا هل نحن من خاصة ربنا هل تنطبق علينا الشروط التى كانت على التلاميذ ولو فى حدود إمكانياتنا الصغيرة ، ليتنا نجهاد لنكون من خاصة الرب ننعم بمحبته التى بلا حدود حسب مقدار النعمة التى تعطى لنا كقول القديس بولس الرسول "لا أنا بل نعمة الله التى معى"..