الأقباط متحدون - حين كذبوا وصدقوا أنفسهم
  • ٠٥:٣٤
  • الخميس , ٢٦ يوليو ٢٠١٨
English version

حين كذبوا وصدقوا أنفسهم

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٩: ٠٦ م +02:00 EET

الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨

ثورة يوليو
ثورة يوليو

د.مينا ملاك عازر
بينما يتجادل المثقفون والنخبة حول إنجازات وإخفاقات ثورة يوليو،  ويدعي الناصريون بإنجازاتها، ويكذب غير الناصريين ما يدعيه الفريق الأول، ينشغل شعب مصر بحرائق فواتير الكهرباء والغاز والماء، ناهيك عن نار الجو غير مبالي بكذب الناصريين بأن شعارات  ناصر لم يزل يُنادي بها  لأنه كان من الشعب، في  حين أن الحقيقة المرة التي يتعامى عنها الناصريون أن مناداة الشعب للآن بشعارات ناصر لا يدل إلا على أن تلك الشعارات لم تزد عن كونها شعارات، لم تنفذ، وحتى ما حاول ناصر تنفيذه حاول بدون مجهود ولا دراسة، فاستسهل وأمم المصانع وادعى أنه يبني دولة صناعية، وقدقام بهذا هادماً دولة زراعية قوية قائمة فلم يحافظ على هذا ولم ينجز ذاك.

كم كبد طبقة الأغنياء خسائر فادحة في ممتلكاتهم الزراعية والصناعية، كما كبد مصر خسائر أكبر حين طمعه قاده لأن ينمي خزينة البلاد بالإصلاح الزراعي أو بالتأميم، فأفقد مصر منتجات كثيرة بجودة متميزة، ثم حملها ديون خسائر مصانعهم، لم يحسن إدارتها لأنه أممها بهمجية وبطمع يعميه، وبحقد طبقي على طبقة ساعده رجال منها ليدخل الكلية الحربية.

نعود لكذب الناصريين، بادعاء بناء دولة مصانع، ناسين هدم دولة زراعية قوية وكذبوا بادعائهم أنهم مؤسسي التعليم بالمجان في حين أن الدكتور طه حسين سبقهم إليها،تعليماً أساسياً وجامعياً بدليل عبارته الأشهر التعليم كالماء والهواء أما هم فقد جعلوه بالفعل كالماء والهواء ملوث وفاسد.

كذبواحين قالوا أنه عدو للإخوان مع أنه هو الذي أحياهم وأعادهم للحياة السياسية ثم انقلب عليهم،حين لم يساندوه، هنا فقط أخذ مبادرة الصراع معهم حين حاولوا اغتياله، في المرتين فكان سبب الانقلاب عليهم لكنه لم يفعلها من نفسه لأنه أقسم لهم بالولاء، ولأن سبب الصدام أنه لم ينفذ لهم طموحاتهم، ولم ينفذوا هم له أحلامه بالزعامة، وبقى ناصر يجري بالبلاد في طريق طويل من الإخفاقات والإنجازات الوهمية والأحلام الجامحة، بانياً دول خارجية هادماً بلاده الأصلية حتى سلمها يوم مماته محتلة منهارةالاقتصاد، تعيش على معونات دول عربية كان يشتمها، وينكل برجاله بسياط زبانيته فيالسجون، تلك السياط والعذابات التي ذاق ويلتهاحتى من أيدوه ومُريدوه لأنهم فقط اختلفوامعه لحظة ما،مما يعكس فاشيته وعنفه وكرهه للديمقراطية التي ادعى هو ومن خلفوه ومن تبعوه كذباً أنه بصدد إقامة حياة ديمقراطية سليمة، مع أنهم هدوا تلك الحياة التي كانت أكثر انضباطمن حياتهم الفاشلة الفاشية.

ويبقى السؤال هل حقاً دعم ناصر الفقراء بأي شيء؟ لا لم يحدث فالقرى الفقيرة ازدادت فقراً والكهرباء التي أنجزها بالسد العالي لم تصل للكثير من القرى، ولم يحافظ على إرثمن المدارس المتميزة ولا على نظام تعليمي متفتح ومحترم أورثه له الملك بل خربه وساهم في وضع حجر الأساس في انهياره، حتى وصل الآن لما نحن عليه.

وتبقى معظم الأنظمة التي تلته تتعلم منه الكذب وادعاء مساندة الفقراء ودعمهم في حين أن شيء من هذا لم ولن يحدث للأسف، لأن بتغيير الأنظمة جراء الثورات لم تزل طرقهم ثابتة تماماً، بدون أي تغيير حتى أن الثلاث ثورات التي قامت ولم نزل نحتفل بأعيادهم للآن وكأن ثورة منهم لم تمحو السابقة، ما يعني أن من يحكمون يوهمونا أنهم يتغيروا مع أن الفكرة واحدة والكذب واحد، والفشل موروث والحقد على الشعب المصري واحد.

المختصر المفيد يكذبون كما يتنفسون.