رشدى أباظة.. العازف على قلوب النساء.. وصاحب القبر المفروش بالـ"حنة"
فن | الأهرام
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٨
حالة فريدة من نوعها فى السينما المصرية والعربية جديرة بدراسة تحولات أدواره خلال مراحله الفنية المتألقة والمتوهجة فى آن واحد، حتى أصبح "تيمة حظ" ونجم شباك تنفذ على اسمه بالأفيش التذاكر.
شكلت موهبته تمازجًا عجيبًا بين الوسامة والشراسة والرومانسية والتراجيدية، وحتى الكوميديا وخفة الدم "البطل المغلوب على أمره"، ويسعى حتى لتعاطف المشاهد معه فيما يناله من أقرانه أو الحبيبة، من منا يصدق أن صاحب الملامح الصارمة هو كوميديان فى فيلم الزوجة ١٣!.
رشدى أباظة.. مازال اسمه يحمل الرنين ذاته وحالة الجذب الخاصة به كنجم عال خالد في سماء الإبداع الخاص بكينونته هو كنجم البطولة الثنائية بلامنازع الذى تحدى نفسه قبل أحلام المخرجين.
نجحت "عجينته الفنية" - كما يحب إطلاق التسمية عليه من المخرجين - في الشكل وفق إبداع النص والإخراج مع عمالقة يتضارعونه فكرا ورؤية، إلا أنهم لاقوا مستقرا لانطلاق أرواحهم فى الوقوف من خلف الكاميرات يشيرون إليه وينظرون آداءه وخفة دمه وخروجه عن النص كثيرا وعصبيته وقلقه حتى الوصول إلى الاندماج والتقمص الكامل المطلوب..
عانت أمه الإيطالية معه حتى آخر أيام عمره من مغامرات الجنس الناعم ومحاصرتهم له وإطلاق الشائعات المثيرة حول لياليه وأيامه.
ويمكن الحديث عن النجم المحبوب وقراءة مشوار حياته السينمائى عبر التنقل بين أدواره الرائعة والثابتة فى وجدان أحبابه وعشاق أدواره فى العالم.
حياته الشخصية
رشدي أباظة من مواليد 3 أغسطس عام 1926 بالقاهرة كان والده يعمل ضابطاً في الشرطة وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة لواء وأمه إيطالية تدعى ليلى جورجنجينو، تلقى تعليمه في مدرستي سان مارك بالإسكندرية ومدرسة الفرير بالقاهرة، وعقب حصوله على الشهادة الثانوية التحق بكلية الطيران ولكنه لم يحتمل حياة العسكرية، فانتقل بعد ثلاث سنوات إلى كلية التجارة، إلا أنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة.
عرف عنه كثرة زيجاته التي كانت أولها من الفنانة تحية كاريوكا واستمر زواجهما حوالي 3 سنوات، ثم تزوج من الأمريكية بربارا التي أنجب منها ابنته الوحيدة قسمت ثم انفصلا بعد 4 سنوات زواج، بينما كانت زوجته الثالثة هي الفنانة سامية جمال التي تزوجها عام 1962 وانتهى زواجهما بالطلاق عام 1977، ولم يستمر زواجه من الفنانة صباح سوى أسبوعين وكانت سامية جمال لا تزال على ذمته، وأخيراً تزوج قبل وفاته بسنتين من ابنة عمه نبيلة أباظة.
دخوله عالم السينما
لم يكن التمثيل أحد أحلامه ولكنه اقتحم العمل الفني بالصدفة بعد أن تعرف في إحدى صالات البلياردو على المخرج بركات الذي قدمه في السينما لأول مرة من خلال فيلم المليونيرة الصغيرة عام 1948، وساعده إتقانه لخمس لغات مختلفة على العمل في السينما العالمية حيث سافر عام 1950 إلى إيطاليا، وشارك في بطولة عدد من الأفلام الأجنبية منها أمنية أمام الإيطالية آسيا نوريس، وامرأة من نار، أمام النجمة المشهورة كاميليا والوصايا العشر للمخرج سيسيل ديميل، لكنه عاد مرة أخرى للقاهرة ليسترد نجوميته بفيلم امرأة على الطريق عام 1958، مع شكري سرحان وزكي رستم وهدى سلطان، والذي أخرجه الراحل عز الدين ذو الفقار، وقدم خلال مسيرته الفنية أكثر من 170 فيلمًا.
أفلامه
جميلة بوحيرد - وإسلاماه - في بيتنا رجل - الطريق - لا وقت للحب - الشياطين الثلاثة - الزوجة 13 - الرجل الثاني - الساحرة الصغيرة - صغيرة على الحب - صراع في النيل - عروس النيل - شيء في صدري - وراء الشمس - أريد حلا - غروب وشروق - حكايتي مع الزمان، الرجل الثانى وغيرها من الأفلام المتميزة.
وفاته
رقد رشدي أباظة في أحد مستشفيات العجوزة قبيل وفاته بأيام مسترجعًا شريط حياته ومغامراته النسائية المتعددة التي جعلت منه "دنجوان السينما المصرية"، وكانت وصيته "فرش قبره بالحنة لاعتقاده بأنها تساعد على تحلل الجثة سريعًا".
توفي في 27 يوليو 1980 عن عمر يناهز ثلاثة وخمسين عاما بعد معاناته مع مرض سرطان الدماغ. وأشترك في آخر أعماله (الأقوياء) الذي مات أثناء تصويره ولم يستطع إنهاءه، فأكمله الفنان القدير صلاح نظمي بدلا منه عام 1980.