تركيا الرابح الاساسي من الازمة الروسية

اورغان : التضامن بين روسيا وتركيا تثير حسد البعض
محاولات تركية لاعاقة السياحة الروسية لمصر

سليمان شفيق
تكاد تكون تركيا هي اللاعب الكاسب الاساسي في الازمة السورية ، امتلكت قواعد المهجرين وصارت الوسيط في نقل الاسلحة والمال والارهابيين ، والاهم انها اصلحت العلاقة مع روسيا والي ظلت متوترة مئات السنين .

حيث التقي الخميس الماضي الرئيس الروسي بوتين والتركي اودغان ، علي هامش القمة العاشرة لدول مجموعة "بريكس" في عاصمة جنوب افريقيا جوهانسبرج ، وقال بوتين :" علاقتنا الثنائية تتطور بشكل مطرد ، وهو أمر يتجلي في مجال تجاوز الازمات خاصة في سوريا ، أضافة للمشاريع الاقتصادية الكبري "

رد الرئيس التركي التحية بأفضل منها قائلا :" ان اشكال التضامن بين تركيا وروسيا تثير حسد البعض" ،(في اشارة الي امريكا)، واضاف :" أن العلاقات الثنائية تتطور بنجاح في جميع المجالات ، من بينها التعاون العسكري والتجارة والثقافة والسياحة "، واعرب اوردغان :" قناعتي أن الخطط التي تستهدف رفع التبادل التجاري بين البلدين سيتم انجازها ، بما في ذلك أن تدفق السياح من روسيا الي تركيا فسيشهد نموا ملحوظا "

بالطبع الجزء الخاص بالسياحة في كلام اوردغان موجة الي مصر التي تترقب عودة السياح الروس ، وفي هذا المجال كان وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف قد اكد لوكالة الانباء الروسية "نوفستي" :" ان شركة الطيران الروسية والمصرية ، يسيران بالفعل الطيران المباشر بين موسكو والقاهرة" ، واضاف :" سوف ننظر في خيارات اخري .. واتفقنا علي أن هذا سوف يستغرق من شهرين لثلاثة ، ..."، كان هذا التصريح للوزير الروسي ابان كأس العالم في يونيو الماضي ، الامر الذي يطرح علينا ادراك الدور التركي في محاولات تعقييد السياحة الروسية الي مصر خاصة اذا عرفنا ان 60% من شركات السياحة الروسية يساهم فيها اتراك .

نعود لتطور العلاقات الروسية التركية ، وفي مقال كتبة أندرية أونتيكوف ، في صحيفة "ازفستيا" الروسية ، حول العقبات التي تعترض موسكو ودمشق لاعادة ادلب الي السلطة الروسية ، أعرب فيها

نظرة إلى الشمال"، عنوان مقال أندريه أونتيكوف، في "إزفستيا"، حول العقبات التي تعترض موسكو ودمشق لإعادة إدلب إلى السلطة السورية.

"تركيا تحد محافظة إدلب من جهة الشمال الغربي، وفي الشمال تتاخم هذه المحافظة الأراضي السورية التي احتلتها القوات التركية خلال عملية "غصن الزيتون" التي بدأت في 20 يناير ضد الأكراد. في منطقة خفض التصعيد نفسها، يوجد عدد كبير من تشكيلات ما يسمى المعارضة المسلحة التي يسيطر عليها الأتراك. وهكذا، يمكن أن تؤدي الأعمال العدائية المحتملة على الأقل إلى اختلال التوازن في التعاون المستمر بين موسكو وأنقرة" واضاف : " أن انقرة ارسلت ما يسمي الورقة البيضاء الي موسكو ، دعت فية تركيا الجماعات المسلحة ، للمشاركة في مؤتمر عام لمناقشة الوضع في تلك المنطقة بسوريا ، سيطالب فية ممثلو تركيا تلك الجماعات بوضع اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة تحت سيطرة انقرة ، وتشكيل جيش وطني من تلك الجماعات واشراف تركيا علي حياة تلك المناطق السكنية ، وضمان روسيا بأن دمشق لن تشن عمليات عسكرية ".

سبق ان نشرنا تقريرا حول رغبة تركيا في الاشراف علي الاعمار في حلب ، وضمان عودة المهجرين اليها .

تركيا تستفيد دائما من الازمات في سوريا مثلما استولت علي لواء الاسكندرونة السورية 1939 بعد انسحاب الفرنسي عنها .

العلاقات الروسية التركية عمرها خمسة قرون ، منذ الامبراطورية الروسية 1701 ، حيث افتتحت اول سفارة ، كما اعترفت تركيا بالاتحاد السوفيتي 1920 ، ثم مع روسيا الاتحادية  1991بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وبينهما 60 معاهدة تخص التعاون في المجالات المختلفة عسكريا واقتصاديا وسياحيا ، وثقافيا ، ويزور تركيا سنويا حوالي ثلاثة ونصف مليون سائح ، وقد التقي اودغان وبوتين في العامين الاخيرين سبعة مرات ، وتهاتفا عشرة مرات .