CET 00:00:00 - 12/06/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

 • بولس مؤسس المسيحية كان مصابًا بالصرع وأشهر رسائل العهد الجديد التي تحمل اسمه هي في الواقع من عمله.
• نصوص العهد الجديد تتضارب تضاربًا واضحًا لأصحاب العقل.
• شكوك حول نسب "إنجيل يوحنا" و"رسائله الثلاثة" و"رؤياه" للقديس يوحنا.
تقرير: عماد توماس – خاص الأقباط متحدون

 
غلاف الكتابكنا قد انفردنا في "الأقباط متحدون" منذ أسبوعين بنشر تقرير عن كتاب "المعلم يعقوب.. بين الأسطورة والحقيقة" وتوقعنا أن يثير جدلاً في الأوساط الثقافية، وتناقل ما كتبناه عدة مواقع ووكالات أنباء عالمية وصحف مصرية.
 
http://www.copts-united.com/article.php?I=100&A=3222
 
واليوم نسلط الضوء على كتاب جديد صدر حديثًا عن نفس الهيئة التي نشرت كتاب المعلم يعقوب (الهيئة العامة لقصور الثقافة) ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة" والكتاب الجديد تحت عنوان "قصة الفكر الغربي.. أفكار ورجال" من تأليف كرين برنتن وترجمة وتقديم محمود محمود.
 
قصة الفكر الغربي -كما يقول ناشروه- كتاب جامع في بابه، يسد ثغرة كبيرة فيما وصلنا من الفكر الغربي، حيث وصلتنا أفكاره وملامحه في صور متفرقة بين العلم والفن والدين والفلسفة دون رابط يجمع بينهما.
 
هذا الكتاب يقوم نهجه على رصد التطورات التي حدثت للفكر الغربي من خلال سرد تاريخي مسلسل يسلط الضوء على تفكير الإنسان الغربي الحديثة في محاولاته لفهم المشكلات الكبرى، والإجابة على أسئلة الوجود الإنساني ومصيره: ما فائدة الحياة؟ وكيف نستطيع أن نحيا حياة طبيعية؟ وأين نحن من هذا الكون؟ وغيرها من الأسئلة الوجودية الشائكة التي تجتمع مشتبكة لتنقل لنا بعبقرية جامعة "قصة الفكر الغربي" عبر علمائه ورجاله وتياراته ومذاهبه، لتعيد علينا من جديد أسئلة المصير الإنسانى وإجاباته اللانهائية.
 
يتكون الكتاب من أربعة عشر فصلاً، منها الفصل الخامس الذي يتحدث عن المسيحية كمذهب وكيف نمت المسيحية الأولى، وأسباب انتصارها وأسلوب الحياة المسيحية.
 
وفي حديث الكاتب عن "يسوع التاريخي" يقول بالنص في صفحة 177 "لقد غالى بعضهم وزعموا أن يسوع التاريخي كان شاذًا، متحمسًا للعودة للطبيعة، بل يرى بعضهم-أن كانوا على ضحولة في المعرفة وتعصب في الفكر- أن يسوع كان مزورًا عن عمد، دجالاً، يبرئ المرضى بالطبيعة..." ويضيف الكاتب في ص 178 تعليقًا على بعض النصوص التي جاءت في العهد الجديد "إن النصوص الموجودة تتضارب تضاربًا واضحًا لأصحاب العقل".

ويردد الكاتب بعض الأقوال التي تقول أن بولس الرسول هو مؤسس المسيحية فيقول في ص 180 "والرجل الذي قام بأكبر جهد في تحويل المسيحية من مذهب يهودي غامض إلى ديانة عالمية هو شاول الطرسوسي، المعروف في المسيحية بالقديس بولس... ويتفق العلماء عامة على أن أشهر رسائل العهد الجديد التي تحمل اسمه هي في الواقع من عمله..."، ويزعم الكاتب أن بولس كان -كما يرى بعضهم- مصابًا بالصرع!! ص 181.


 ويشكك الكاتب أيضًا في نسب إنجيل يوحنا ورسائله الثلاثة ورؤياه ليوحنا فيقول في ص 187 "الواقع أن شكا عظيمًا يخيم على الحقيقة التاريخية ليوحنا، حتى أن العلماء المسيحيين المخلصين الممعنين في الأرثوذكسية أنفسهم قد ألفوا أن يذكروا في كتاباته: "مؤلف الإنجيل الرابع أو مؤلفيه" و"مؤلف الرؤيا".


  ويبدو من خلال قراءة متأنية لهذا الفصل أن الكاتب يسرد آراء بعض المهاجمين للمسيحية بطريقة -ناقل الكفر ليس بكافر- وفى النهاية لا يفندها ولا يذكر لنا الكاتب مَن هؤلاء العلماء ومن هم "كما يرى بعضهم" على طريقة -صرّح مصدر مسئول رفض ذكر اسمه- وما هو المصدر التاريخي الذي اعتمد عليه خاصة أن كتابًا كبيرًا بهذا الحجم لا يحتوى على قائمة مراجع أو مصادر!!
 
مشكلة هذا الكتاب أنه صادر عن هيئة حكومية -الهيئة العامة لقصور الثقافة- وليس دار نشر خاصة، فهناك مئات الكتب التى تنتقد المسيحية من خلال ما يسمى بعلم مقارنة الأديان ولا غضاضة فى ذلك، فالرأي والفكر يجابهان بمثلهما، لكن أن يُنشر كتاب يتكون من 685 صفحة ويُباع بسعر رمزي -خمسة جنيهات- و قد صدرت منه الطبعة الأولى في عام 1965، وتعيد الهيئة العامة لقصور الثقافة طباعته ونشره مرة ثانية ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة" رقم 99، رغم أن الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة أكد في حديث سابق له على خلفية النقاش الدائر حول كتاب "المعلم يعقوب.. بين الأسطورة والحقيقة" أن"الهيئة لن تُعيد طباعة كتب تغضب الأقباط"!!
 
وتهتم السلسة كما يقول ناشروها بـ "نشر أبرز الأعمال الفكرية والأدبية والنقدية التي طُبعت في بدايات القرن العشرين". وتنبر الهيئة على أن الآراء الواردة فى هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن توجه الهيئة بل تعبر عن رأي وتوجه المؤلف فى المقام الأول. وهو أسلوب زئبقي للتحرر من المسائلة فالكتاب مترجم والمؤلف رحمه الله!!
 
ويبدو هنا سؤالاً منطقيًا.. هل تجرؤ الهيئة على ترجمة ونشر كتاب يهاجم الإسلام والقول أن الكتاب يعبر عن وجهة نظر مؤلفه؟!!
 
وفي النهاية.. مُخطئ من يتصور أننا نطالب بمصادرة أو منع الكتاب -أو أي كتاب-، فقد انتهت عصور المصادرة والمنع، والأمة التي يهزها كتاب أو مقال في جريدة أو أبيات شعر فى قصيدة لا تستحق الحياة!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت عدد التعليقات: ٢١ تعليق