ذكريات مع الأنبا أبيفانيوس الزاهد
د. عايدة نصيف
الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٨
بقلم - د. عايدة نصيف
عرفته منذ سنة ٢٠٠٦ عندما كنت ادرس بالدكتوراه وتعلمت منه الكثير ....وجدت فيه فضيلة المحبة المتجسدة ..ووجدت ايضا قيمة الاتضاع بكل صورها بالرغم من علمه اللاهوتى والكنسي كما وجدت ايضا قيمة الوفاء بصورة لا متناهية ودائما كان مدافعا عن الحق والمبادىء واذكر لكم احبائي موقف من مواقفه العديدة .....
عندما التقينا معه فى المؤتمر العالمى فى ايطاليا عن الاب متى المسكين وافتتح المؤتمر بكلمة منه وسط جمع من الحاضرين من العلماء اللاهوتين علي مستوى العالم وبعد ان انتهى من كلمته ضجت القاعة من التصفيق من عمق كلمته ومحبته الكبيرة واسلوبه المميز وكلماته التى كانت تخرج كالعطر من فمه الذهبى ..وكان بين الجلسات العلمية يجلس معنا فى حلقات صغيرة ويشجعنا علي البحث العلمى والمعرفة بل ..
وكان يمشي معنا مترجلا بين طرقات الدير مكان انعقاد المؤتمر فى ميلانو وفى ساحة الدير ويحدثنا عن الامور الهامة التى يجب ان نهتم بها بكل محبة واتضاع
..بل كان ينصت الينا بالرغم من علمه الواسع وكأنه يتعلم منا فجسد لنا قيمة الاتضاع وقدم امامنا صورة حية للمحبة ..كانت رسائله عملية من خلال عمله وسلوكه وحياته...كان ناسكا بحق عالما فى الكتاب واللاهوت وكان يخدم بهدوء دون ضجيج وسط اناس نجدهم يلهثون الى الاعلام ..والى المصالح بل والمناصب ...الكل احبه واحترمه من مختلف الطوائف ....فهو بحق شهيد المحبة والاتضاع والحق ....طوباك ابونا الاسقف الانبا ابيفانيوس