الأقباط متحدون - نص كلمة البابا في جنازة الأسقف الشهيد وهذا نص رسالته للرهبان!
  • ٠٤:٥١
  • الثلاثاء , ٣١ يوليو ٢٠١٨
English version

نص كلمة البابا في جنازة الأسقف الشهيد وهذا نص رسالته للرهبان!

١٦: ٠٤ م +02:00 EET

الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٨

 جنازة الأسقف الشهيد
جنازة الأسقف الشهيد

-    البابا: طوبى لهذا الدير الذي أنجب هذه الشخصية المباركة الذي له تاريخ وعاش فيه القديسين ومجدوا الله بحياتهم ولهم سير حسنة عبر التاريخ.
-    ماذا ستجني أيها الإنسان؟ ستجني التراب فلا يكون في النهاية سوى تراب الأرض.
-    الحياة تنتهي في لحظة.
-    انتم أباء رهبان تنتموا إلى دير القديس العظيم مقاريوس الكبير ولا تنتمون إلى أي أحد آخر.
-    أحفظوا كلامكم وأحفظوا رهبنتكم وأخرجوا منكم أي انحراف بعيد عن هذه الرهبنة وهى أمانة في يد كل أحد فلتحفظوا السلام والهدوء فئ يد كل أحد ولتطردوا كل ضعفاتكم.


كتبت – أماني موسى
ترأس البابا تواضروس الثاني، صلاة جنازة الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار، وجاءت نص كلمته كالتالي:

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته ورحمته تعزينا جميعًا لقد كان بالحقيقة أسقفًا منيرًا لكل من حوله رغم الألم الذي يعتصرنا جميعًا ويعتصرني أنا شخصيًا إلا إننا على رجاء القيامة نودعه كما تعلمنا كنيستنا الأرثوذكسية.

أننا أمام هذا الناسك الجليل لا يهتز إيماننا بالله ضابط الكل فالله يضبط هذه الحياة وليس شيئ بعيد عن هذا نؤمن إن الله انه يضبط حياتنا بكل تفاصيلها ويضبط رحيلنا من هذه الحياة، نؤمن ايضًا أنه صانع الخيرات للجميع للأبرار والأشرار ويظهر شمسه على الصديقين والخطاة ونؤمن أيضًا انه محب للبشر حتى الخطاة فينا وان كان لا يحب الخطية ولكنه يحب الإنسان الخاطئ لعله يتوب ويستيقظ قبل فوات الأوان.

المتنيح نيافة الأنبا أبيفانيوس الذي غادرنا بهذا الرحيل المفاجئ كنًا نري فيه نموذجًا مشرقًا وكما استمعنا في الصلوات انه كوكب مضيء تضيء به المسكونة وهو كوكب مضيء بالحقيقة وقد استضاءت به والحقيقة أيضًا فى كل مكان ذهب إليه وخدم فيه في حياة نيافة الأنبا أبيفانيوس نتعلم الكثير والكثير وأود أن أضع أمامكم ثلاث صفات واضحة في حياته كان يمتاز بوداعة الحكمة وغزارة المعرفة وبساطة حياة .

+ الصفة الأولى : وداعة الحكمة
فى الواقع هو أول أسقف سمحت العناية الألهية أن يقام فى زمننا هذا كان يمتاز بوداعة الحكمة عندما تراه وتتكلم معه تشعر بهذه الوداعة الشديدة والأصيلة حتى في صمته وابتسامته المريحة في أرائه الصائبة و كان وديعًا ودائمًا يبحث عن سلام الكنيسة والدير وسلام كل الموجودين ولم تكن الوداعة مجرد صفة بل كانت ملتحفة بالحكمة كان حكيمًا عندما تناقشه فضلا عن كونها نعمة من الله كان حكيما لما كنت اطلب منه بعد اللقاءات كان حكيمًا في اختيار اللجنة وكان رأيه دائمًا صائبًا والحقيقة كنت أسترشد به كثيرًا فى القرارات التي كنت أخذها وداعة الحكمة يا أخوتي صفة نادرة فى هذا الزمان قد توجد الوداعة ولكن بلا حكمة .

+ الصفة الثانية : غزير المعرفة
الصفة الثانية والتى كنت أراها فيه دائماً رغم إنني لم أكن اعرفه من قبل إلا عندما اختاره أباء هذا الدير العامر كان في فبراير 2013 وقد حصل على أعلى الأصوات وكان الدير فرح به جدًا ويوم تجليسه يوم فرح كان غزير المعرفة وهذه الكلمة بالحقيقة تنطبق عليه في علمه ودراساته والمخطوطات التي كان عميق المعرفة بها وكنت أكلفه كثيرًا بحضور بعض المؤتمرات التي تمثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكان كوكب مضيء، عبر هذه السنوات الخمس كلفته بأكثر من عشرون مؤتمر حول هذا العالم وكانت هذه المؤتمرات يمثل فيها وجه الكنيسة القبطية ووجه مصر واستضاءت بمعرفته المسكونة وكان واقعًا غزير المعرفة، فكان عندما نقيم حلقات تعليمية للآباء الرهبان او الأمهات الراهبات كان يشترك ويلقى محاضرات ويعلم الاباء ويرشدهم ويجاوبهم على كل الاسئلة وجعل المعرفة فى تناول كل أحد، فليست الأسقفية لقب او لبس او منظر بل هى قامة روحية وعلمية ودراسية وكان أخونا الحبيب بالحقيقة نموذجًا وقامة وكان يحتل هذه المكانة أمام كنائس العالم كان يشرف الكنيسة القبطية وغزارة المعرفة كان من خلالها إنتاج الكثير من الكتب وقام الدير بطباعتها وكانت كتابات متنوعة سواء كانت في المجالات الطقسية القداس الكيرلسى وفى المجالات كتابية سفر التكوين ولا أحصر أن اذكر أمثلة، وعندما زرت هذا الدير بعد سيامته بسنه يوم 10 مارس 2014 أتذكره بكل خير في رحاب الآباء الأحباء وقدم 6 من الآباء للسيامة كهنه وزرت هذا الدير العامر ومكتبة المخطوطات فهذا الدير نفتخر انه أحد أديرتنا القبطية الأرثوذكسية كان غزير المعرفة وقلما نجد هذا النوع من الآباء.

+ الصفة الثالثة : بساطة الحياة
رغم وداعة الحكمة وغزارة المعرفة الا انه كان يتمتع ببساطة الحياة قلايته تشهد على ذلك ملبسه يشهد على ذلك وطعامه يشهد على ذلك كان بسيط الحياة جدًا حتى فى حضوره فى بعض اللقاءات سواء داخل مصر او خارجها دائمًا يأخذ المتكأت الأخيرة معه، كان بسيطًا في حياته حتى فى تعليمة لم يضع الامور الصعبة او المصطلحات الصعبة حتى يفهم كل أحد حتى فى إجابته للاسئلة عندما كانت تطرح عليه أسئلة من الشباب فى اى مناسبة كان يختار إجابات بسيطة وسهلة والبساطة فى الاجابة هى عمق ، نيافة الانبا أبيفانيوس خسرناه بالحقيقة ولكن اسمه مستمد من النور فهو بالحقيقة كان نورًا فى مجمعنا المقدس وصورته ومثاله وأسمه سيظل خالدًا وطوبى لهذا الدير الذى أنجب هذه الشخصية المباركة الذى له تاريخ وعاش فيه القديسين ونهجوا النهج الروحانى ومجدوا الله بحياتهم ولهم سير حسنة عبر التاريخ نقرأ فيها عبر القرون فطوبى لهذا الدير الذى أنجب هذا الأسقف الذى أستضاءت به المسكونة .
+ أنا أشهد امام الله وأمامكم ان هذا النموذج الرفيع فى المعرفة والقامة الروحية كان فى عمله طبيب متميز ومتفوق وكان هادئًا وسط أسرته المباركة التى جعلته مرتبط بالكنيسة منذ نعومة أظافره وعندما جاء الوقت فى سن الثلاثين دخل الى الدير وتتلمذ على يد شيوخ الدير وصار محبوبًا ومحبًا للجميع وبعد ما يقرب من ثلاثين سنة أختير للأسقفية بناء على رغبة الاباء الأحباء وصار أسقفًا وصار عضوًا فى مجمع كنيستنا القبطية الأرثوذكسية ، ورغم أن أسقفيته لم تدم إلا خمس سنوات وعدة شهور قليلة الا انه قدم لنا رسالة حية وبالحقيقة ينطبق عليه " ما هى حياتكم أنها بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل "هذة هى الحياة ان لم نتعزى ونتعلم من هذا الانسان الملائكي الذى أهدته لنا السماء وجعلته كالمنارة منيراً ويكون نموذجًا أمامنا فسوف نخسر كثيرًا وهو ظهر بيننا كأسقف وكان فى الدير بنفس الصفات الجميلة ولكن عندما صار أسقفًا زار أماكن كثيرة وبلاد أكثر وكل مكان حل فيه حلت فيه النعمة وحلت فيه الفرحة والبركة .
+ الرهبنة يا أبائي الأحباء هى قامة روحية يجب أن تكون الرهبنة لامعة ومضيئة وهذه مسؤليتنا جميعًا وان كنا تعرضنا لهذا المصاب الجلل الذى اهتم به كل العالم وقد عزتنا فى نياحته هيئات عالمية مثل مجلس الكنائس العالمي والمجالس الإقليمية المسيحية وهنا الكنائس المصرية وأيضًا جميع المسؤلين كلًا منهم فى مسؤوليته ، ولكن رحيله هذا أصاب الجلل أصاب كنيستنا، انه امر ليس يسيرًا ولكن نؤمن بالله ضابط الكل طوباك أيها الأسقف المبارك طوباك حللت بيننا وقدمت لنا نموذجًا رفيعًا وبهيًا تعلمنا منك الكثير والكثير وكنت رسالة لنا جميعًا أدعوكم يا أخواتى ان تتعلموا من سيرته ومن كتاباته ومن شخصه لقد أختطف من بيننا وصار كالزهرة النيرة التى توضع فى مكان متميز فصار فى السماء حيث معية الله وصحبة القديسين حيث الفرح السماوى والبعد عن هموم الأرض واتعابها واطماعها، ماذا ستجني أيها الأنسان ؟ ستجني التراب فلا يكون فى النهاية سوى تراب الارض ولذلك هذا الأسقف المبارك أعطأنا عظة كاملة بحياته وكيف ان الحياة فى لحظة تنتهى.

فلنتوب يا أخوتى بالحقيقة لاننا عندما نقف امام الله لا نجد ما نقول سوى توبتنا هذا النداء يقدمه لنا أخونا الحبيب ونحن نودعه هو مات بالحقيقة ولكنه عائش فى قلوبنا الذين نحبهم لايموتون يعيشوا فى قلوبنا يعيشوا فى ذاكرة الكنيسة والدير الذى تعامل معهم ويصير لنا شفيعًا ومصليًا يصلى من أجلنا فى السماء ومن أجل الكنيسة ومن أجل أسرته التى أنجبته التى عاش فيها وتعلم منها .

أنا يا أخواتى رغم مرارة الألم الذى فينا ومشاعرنا الداخلية الحزينة الأ اننا نرفع قلوبنا الى السماء فنرى الحياة متسعة ونرى ان السماء تستطيع ان تطيب خاطرنا ونري يد الله وهى تعزينا جميعًا ، طوباك ايها الأسقف المبارك وطوبى لرهبنتك وأسقفيتك وكهنوتك وخدمتك وطوبى للنموذج الذى قدمته نشكر كل الاحباء الذين عزونا وشاركونا هذا الألم ولهم السلام الحقيقى فى قلوبهم انتم أباء رهبان تنتموا الى دير القديس العظيم مقاريوس الكبير ولا تنتمون الى أى احد اخر ، انتم ابناء واحفاد هذا القديس العظيم ببرية الأسقيط مقاريوس انتم أبناء الدير ومنذ دخولكم الدير صار بينكم شيوخ لهم قامات روحية وصار الجميع ينتمى الى اب الرهبنة الكبير مقاريوس الكبير أحفظوا كلامكم وأحفظوا رهبنتكم وأخرجوا منكم اى انحراف بعيد عن هذه الرهبنه وهى أمانه فى يد كل أحد فلتحفظوا السلام والهدوء فى يد كل أحد ولتطردوا كل ضعفاتكم "

وننتظر نتائج التحقيقات وكما أشار نيافة الأنبا دانيال ابتعدوا عن اى شائعات ولا من حق الأباء الرهبان الظهور الأعلامى فقد انقطعتم عن العالم ، منذ دخولكم الدير ، ليحفظكم المسيح فى مراحمه ويذكرنا الأسقف المبارك فى صلواته وتشفعاته ولنكمل أيام غربتنا بسلام