الأقباط متحدون - من هم شهداء برية شيهيت الـ 49 الذين انضم إليهم رئيس دير أبو مقار؟
  • ٠٩:٠٠
  • الثلاثاء , ٣١ يوليو ٢٠١٨
English version

من هم شهداء برية شيهيت الـ 49 الذين انضم إليهم رئيس دير أبو مقار؟

٠٨: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٨

 شهداء برية شيهيت الـ 49
شهداء برية شيهيت الـ 49

كتبت – أماني موسى
ودعت الكنيسة القبطية اليوم الأنبا أبيفانيوس، الأسقف الشهيد رئيس دير أبو مقار، في حزن بالغ ملتحف بالرجاء في الله ضابط الكل ومدبر الخير من كل الأحداث.

من هم شهداء برية شيهيت الـ 49؟
شبهه البعض بشهداء شيوخ برية شيهيت التي يقع فيها الدير وقدمت شيوخًا شهداء على يد البربر، ليكمل عددهم بانضمام الأنبا أبيفانيوس إلى 50 شهيد من شيوخ البرية التي قدمت الكثير والكثير من الشهداء على اسم المسيح.

بالسطور المقبلة نورد سيرة حياة هؤلاء الشهداء الذين لحق بهم رئيس الدير.

في 26 طوبة استشهد الـ 49 شيخ من شيوخ البرية في هجمة على يد البربر، حيث اختبأ عدد من الرهبان في الحصن، ولكن رئيس الدير أخبرهم أنه سوف يستشهد على اسم المسيح، ومن يريد منهم الاحتماء بالحصن فليذهب، ولكن 48 راهب أعلنوا أنهم سوف ينضمون له ولن يحتموا بالحصن.. وقد كان، وصعدت أرواحهم إلى السماء على يد البربر.


يقول سنكسار الكنيسة بأنه في هذا اليوم، أرسل الملك ثاؤدسيوس الصغير ابن الملك أركاديوس، رسوله مرتينوس، إذ أنه لم يرزق ولدًا، فأرسل إلى شيوخ شيهيت يطلب إليهم أن يسألوا الله لكي يعطيه ابنًا.

فكتب إليه القديس إيسيذوروس كتابًا يعرفه فيه إن الله لم يرد أن يكون له نسل يشترك مع أرباب البدع بعده، فلما قرأ الملك كتاب الشيخ شكر الله، لكن أشار عليه قوم أن يتزوج امرأة أخرى ليرزق منها نسلاً يرث الملك من بعده.

فأجابهم قائلا: إنني لا افعل شيئًا غير ما أمر به شيوخ برية شيهيت، ثم أوفد رسولا من قبله اسمه مرتينوس ليستشيرهم في ذلك. وكان لمرتينوس ولد اسمه ذيوس أصطحبه معه للزيارة والتبرك من الشيوخ، ولما وصلا وقرأ الشيوخ كتاب الملك، وكان القديس إيسيذوروس قد تنيح، أخذوا الرسول وذهبوا به إلى
حيث يوجد جسده ونادوا قائلين يا أبانا قد وصل كتاب من الملك فبماذا نجاوبه؟

فأجابهم صوت من الجسد قائلاً: ما قلته قبلا أقوله الآن، وهو إن الرب لا يرزقه ولدًا يشترك مع أرباب البدع حتى ولو تزوج عشر نساء، فكتب الشيوخ كتابًا بذلك للملك. ولما أراد الرسول العودة، غار البربر علي الدير، فوقف شيخ عظيم يقال له الأنبا يوأنس ونادي الإخوة قائلاً: هو ذا البربر قد اقبلوا لقتلنا، فمن أراد الاستشهاد فليقف، ومن خاف فليلتجئ إلى القصر، فالتجأ البعض إلى القصر، وبقي مع الشيخ ثمانية وأربعون، فذبحهم البربر جميعًا.

وكان مرتينوس وابنه منزويان في مكان، وتطلع الابن إلى فوق فرأى الملائكة يضعون الأكاليل علي رؤوس الشيوخ الذين قتلوا، فقال لأبيه: ها أنا أرى قومًا روحانيين يضعون الأكاليل علي رؤوس الشيوخ فأنا ماض لأخذ لي إكليلا مثلهم، فأجابه أبوه: وأنا أيضًا اذهب معك يا ابني.

فعاد الاثنان وظهرا للبربر فقتلوهما ونالا إكليل الشهادة، وبعد ذهاب البربر نزل الرهبان من القصر وأخذوا الأجساد ووضعوها في مغارة وصاروا يرتلون ويسبحون أمامها كل ليلة.

سرقة جسد الابن مرات عدة ويعود: نحن لم نفترق في الجسد ولا عند المسيح أيضًا، فلماذا تفرقون بين أجسادنا؟

وجاء قوم من البتانون وأخذوا جسد الأنبا يوأنس، وذهبوا به إلى بلدهم. وبعد زمان أعاده الشيوخ إلى مكانه، وكذلك أتى قوم من الفيوم وسرقوا جسد ذيوس ابن مرتينوس، وعندما وصلوا به إلى بحيرة الفيوم، أعاده ملاك الرب إلى حيث جسد أبيه.

وقد أراد الآباء عدة مرات نقل جسد الصبي من جوار أبيه فلم يمكنهم. وكانوا كلما نقلوه يعود إلى مكانه.

وقد سمع أحد الآباء في رؤيا الليل من يقول سبحان الله. نحن لم نفترق في الجسد ولا عند المسيح أيضًا، فلماذا تفرقون بين أجسادنا؟.


ازدياد غارات البربر ونقل الأجساد إلى مغارة إلى أن بنوا كنيسة بأسمائهم
ولما ازداد الاضطهاد وتوالت الغارات والتخريب في البرية، نقل الآباء الأجساد إلى مغارة بنوها لهم بجوار كنيسة القديس مقاريوس. وفي زمان الأنبا ثاؤدسيوس البابا الثالث والثلاثين بنوا لهم كنيسة.

ولما أتى الأنبا بنيامين البابا الثامن والثلاثون إلى البرية، رتب لهم عيدًا في الخامس من أمشير وهو يوم نقل أجسادهم إلى هذا الكنيسة.

ومع مرور الزمن تهدمت كنيستهم فنقلوهم إلى إحدى القلالي حتى زمان المعلم إبراهيم الجوهري، فبني لهم كنيسة حوالي أواخر القرن الثامن عشر للميلاد ونقلوا الأجساد إليها.

ولا زالت موجودة إلى اليوم بدير القديس مقاريوس، أما القلاية التي كانوا بها فمعروفة إلى اليوم بقلاية "أهميه ابسيت" (أي التسعة والأربعين).