بعد انتحار 3 شباب خلال يوليو.. خبيرة نفسية تضع حلولا لمواجهة الاكتئاب
منوعات | صدي البلد
الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٨
ضغوط نفسية ومصاعب حياتية ومادية ينتج عنها اكتئاب شديد والنهاية انتحار، آلاف القصص وراء كل خبر انتحار نقرأه في الفترة الأخيرة، ولكن العامل الأساسي فيها هو الاكتئاب الحاد والحالة النفسية.
بكل نفس راضية زاهدة في الحياة والعيشة اتجه 3 شبان في شهر واحد إلى محطات مترو الأنفاق، ليضعوا النهاية لحياتهم، فكانت البداية بشابة عشرينية أقدمت على إلقاء نفسها أمام القطار لحظة دخولها محطة مارجرجس، لتنتهي حياتها على الفور وتتخلص من أزمتها النفسية التي حاوطتها منذ وفاة والدها وضرب أشقائها لها.
ليكرر شاب نفس السيناريو في 22 يوليو، ولكن في محطة المرج وتنتهي حياته بنفس الطريقة وربما تكون الأسباب نفسها، وبين محطتي جمال عبد الناصر وأحمد عربي، توقفت حياة شاب بإرادته حيث نزل إلى القضبان من محطة جمال عبد الناصر وأخذ يمشي حتى وصل لمنتصف السكة قبل محطة أحمد عرابي، واصطدم به القطار ما بين المحطتين، وكانت هذه هي الحالة الأخيرة اليوم دون معرفة الأسباب حتى الآن.
وغير الثلاثة شباب الذين أقدموا على الانتحار فهناك ما يقرب من 21% من الشباب تراودهم فكرة الانتحار، وفقًا لدراسة أجرتها وزارة الصحة، تلك النسبة المخيفة وضعت الأخصائية النفسية ومدربة التنمية البشرية "أسماء الفخراني" لها حلولا يجاهد بها الشخص الأفكار الانتحارية.
فتقول أسماء الفخراني، لـ"صدى البلد" إن الشخص الذي يفكر في الانتحار عليه أن يعالج نفسه بالإرادة وأن يقوي من عزيمته، بمعنى أنه لا يستسلم الشخص للاكتئاب والدخول في دوامة الحزن وتعاطي الأدوية ظنًا منه بأنها الحل للمشكلة، فالأهم أن يحل سبب المشكلة أو الوصول فيها لحلول وسطى.
"إنسان خايف يعيش، مش خايف من الموت" بذلك الوصف لخصت الفخراني التحول الذي يطرأ على شخصية وحياة المكتئب الذي بلغ ذروة الاكتئاب، في هذه الحالة شددت الفخراني على ضرورة توجيه المكتئب إلى مصحة نفسية أو طبيب لعلاج حالته.
فيما أوضحت بأن الانتحار هو عبارة عن تراكمات لإحباطات شديدة وكثيرة، وأرجعت أسباب التفكير في الانتحار، أهمها أن الإنسان يضع خطط لحياته غير واقعية تحتاج لسنوات وليست لأيام كي ينفذه، فعندما يفشل في تنفيذها يفكر في الانتحار لأنه يشعر بأنه عاجز، وغيرها من الأسباب والضغوطات النفسية.
وركزت "الفخراني" على الأشخاص المحيطين بالشخص المكتئب، فتقول "هم عليهم دور كبير أهم وأقوى من العلاج نفسه، لأن الشخص في هذه الحالة بيكون حساس ومكسور محتاج لطبطبة واحتواء، وتفريغ للطاقة السلبية سواء بالفضفضة لشخص يثق فيه، أو ممارسة رياضة وأي شيء يحبه".
وأكدت أن الأمر الأهم هي الابتعاد عن الوحدة، والحرص على المشاركة في الحياة الاجتماعية، والتعرف دومًا على أصحاب جدد، فالفراغ والوحدة من أكبر العوامل للتفكير في الانتحار.