محاكمة رئيس حملة ترمب السابق تنطلق في فرجينيا
أخبار عالمية | إيلاف
الاربعاء ١ اغسطس ٢٠١٨
معركة لم تنته بعد.. فوز مولر المُنتظر قد ينقلب "سيناريو" مُرعبًا
إنطلقت أمس الثلاثاء أولى جلسات محاكمة رئيس حملة دونالد ترمب الانتخابية السابق، بول مانافورت، بناء على اتهامات وجّهها إليه فريق التحقيق الخاص بالتدخل الروسي الذي يقوده روبرت مولر.
يواجه بول مانافورت 18 تهمة جنائية، من بينها التزوير المصرفي، وعدم الكشف عن حسابات مالية في بنوك أجنبية، وتقديم بيانات مزورة للحصول على قروض مليونية، وسيواجه رئيس حملة ترمب السابق حكمًا بالسجن لسنوات طويلة في حال تمت إدانته من قبل المحكمة المنعقدة في ولاية فرجينيا.
فوز كاسح
للوهلة الأولى ونظرًا إلى وجود هذا الكمّ من الاتهامات المدعمة بدلائل ووثائق، إضافة الى عشرات الشهود (يأتي على رأسهم شريكه السابق ريكس غيتس) الذين سيصعبون من مهمة مانافورت وفريق الدفاع في سعيهم إلى النفاذ من القضايا التي يواجهها، تذهب الترجيحات فورًا إلى التسليم بأن مانافورت سيمضي بقية عمره خلف القضبان، وسيتمكن المحقق الخاص روبرت مولر من تحقيق فوز كاسح، رغم أن القضية لا ترتبط بالملف الأساسي الذي أوكلت إليه مهمة التحقيق به.
عفو ترمب
لكن رئيس حملة ترمب السابق، الذي حقق ثروة مالية بوساطة العمل لمصلحة زعماء أجانب في الولايات المتحدة، لن يجد نفسه وحيدًا، حتى لو تمت إدانته، فمن الممكن أن يقوم الرئيس الأميركي بإصدار عفو عنه، بعد صدور الحكم بحقه.
ويعتقد كثيرون أن مانافورت على قناعة تامة بأن ترمب لن يتخلى عنه في نهاية المطاف، وهذا ما جعله يواجه فريق التحقيق رافضًا الاعتراف بالذنب، أو حتى التعاون لتخفيف الاتهامات الموجّهة إليه، كما حدث مع زميله في حملة ترمب، جنرال الأمن القومي السابق، مايكل فلين.
السعي إلى إبطال القضية
باستطاعة مانافورت أيضًا التعويل على عدم صدور حكم يدينه ويحظى بإجماع هيئة المحلفين بكامل أعضائها. فبمجرد معارضة قاضٍ واحد للحكم، تعلق المحاكمة، ويُعاد النظر في القضية، وتعاد من جديد، وهذا من شأنه إعطاء فريق الدفاع عن المتهم انتصارًا موقتًا.
في المقابل، سيتعرّض فريق الإدعاء لهزيمة نكراء، فالرئيس ترمب عندها سيقصف بتغريداته فريق التحقيق والنتائج التي توصل إليها، والاتهامات التي ساقها، وسيعزز من مصداقية عبارته الشهيرة "مطاردة الساحرات".
تكتيك فريق الدفاع
وفي اليوم الأول للمحاكمة، بات جليًا أن فريق الدفاع سيحاول تقويض شهادة ريكس غيتس، عبر اتهامه بالسرقة، كما عمل على الضغط باتجاه نقل المحاكمة من مدينة ألكسندريا إلى مقاطعة وارنوك، أملًا في وجود محلفين متعاطفين مع ترمب ضمن الهيئة.
فنتائج الانتخابات تظهر أن ترمب حصل فقط على اثنين وثلاثين بالمئة من ناخبي مدينة ألكساندريا الواقعة في شمال فرجينيا، فيما حصل على ستين بالمئة في وارنوك.
ورغم تأكيد القاضي توماس سيلبي إيليس أن المحاكمة ستكون عصية على التدخلات السياسية الخارجية، غير أنه تفاجأ بعدد المحلفين، الذين يرتبطون بصلات مع شخصيات في وزارة العدل، والذين وصل عددهم إلى ثمانية.
سيناريو مرعب
موقع "دايلي بيست"، أشار في تقرير له، إلى أن محاكمة مانافورت يجب أن تمثل انتصارًا كبيرًا لمولر، لكنّ شيئًا واحدًا قد يغيّر الاتجاهات، ففي حين تبدو القضية مقفلة نظرًا إلى وجود أدلة تدين مانافورت، ستكون إعادۃ النظر في القضية هاجس المدّعين العامين، عبر تغريد أحد المحلفين خارج سرب الهيئة، وذلك عبر تجاهل أدلة المحاكمة والقانون، واتخاذ قرار يستند إلى آراء شخصية أو معتقدات سياسية أو دينية أو تعاطف.
وسيكون هذا الأمر في حال حصوله بمثابة سيناريو مرعب لمحققي مولر، الذين يعلمون علم اليقين أن فريق الدفاع يتطلع إلى معارضة واحد من المحلفين الإثني عشر للحكم المنتظر، لإطلاق حملة تشكيك بالقضية من أساسها، سعيًا إلى تدمير مصداقيتها والاعتماد بشكل كامل على رأي المحلف المُعارض للهيئة.